النمو الإجتماعي عند الطفل

النمو الأجتماعي عند الطفل



الوالدان هما المنبع الأصلي و الأول الذي يعرف منه الأبناء الحب و الثقة ، خاصة في السنوات الأولى من العمر ، و الحب بالنسبة لهم شيء ضروري لنمو الثقة و الطمأنينة بأنفسهم ، و هم بحاجة إليه ، كحاجتهم للغذاء و الشمس و الهواء . و هذه المشاعر تعتبر الاساس و اللبنة الصحيحة لبناء النضج الإجتماعي لديهم ، و بالتالي فإن الحب علاقة وطيدة بهذا النضج .





فالطفل الذي لا يتمتع بالحب و لا يشعر بالحنان لن تكون لديه القدرة الكافية للوصول إلى مرحلة النضج الإجتماعي . لأن إنعدام هذين العنصرين يكسبه عدم الثقة بالنفس و القلق . كما يخلق لديه الشعور بالحرمان ، و التقهقر النفسي الذي يؤثر فيما بعد على حياته المستقبلية .





فشعور الطفل بالحنان ، وبأنه ثروة عزيزة على أبويه ، يخافان عليه ، و يعملان بإستمرار على حفظه و سلامته ، يكسبه شعورا بأنه كيان له أهميته و قيمته . و يؤكد له بأن وجوده في الحياة له أثره . و لا ننسى أن الجو العـــــائلي الذي يسوده الحب و التفاهم و الإحترام ، يساعد الطفل على أن يتعلم دروســــــــه الأولى في الإعتماد على النفس و التعاون . و الأخذ و العطاء ، و يعرفه بما في الآخرين من خير و حب و عطف و إنسانية ، كل ذلك يمهده فيما بعد إلى إكتساب مرونة أكثر نحو النضج الإجتماعي الأفضل .





و هنا نستطيع أن نتساءل ، كيف لطفل بريء عرف الحياة و الإستقرار بين حنان الوالدين أن تنمو بنفسه مبادئء الشر و براثين الخبث ؟





و العكس من ذلك أن الطفل الذي لا يجد من يوليه با و حنانا نجده يعيش دائما تحت رحمة الخوف و القلق و الجبن .. الذي قد يتطور و يكبر معه يكتسب شكلا أكثر خطورة ، فنجده يحقد على الناس و على كل من حوله ، يحب دائما أن يقهر غيره ، و يؤلمهم إلى غير ذلك .





و نحن كما نعرف أن الطفل في مختلف مراحل نموه يحب الإستمتاع بالحياة الإجتماعية ، و يهوى المساهمة فيها بكل نشااط و حيوية ، و كما يرغب في تقليد الكبار خاصة والديه و أقرب الناس المحيطين به .





و قد نخطئء عندما نعتقد بأن تصرفات الطفل في السنوات الأولى مهما كانت سيئة بأنها ليست خطيرة ، و أن كل ذلك يستغير عندما ينمو ، و ينضج إجتماعيا . ناسين في ذلك مدى أثر إنعكاس العادات و الإتجاهات و المعتقدات الأولى التي نشب عليها في أيامنا الأولى على حياتنا و نحن كبارا . لأن خبراتنا التي تنعكس على سلوكنا و معاملاتنا و اساليبنا في الحياة و نحن راشدين هي إنعكاس لما إكتسبناه و نحن صغارا سواء كان ذلك خيرا أم شرا .






و النضج الإجتماعي للطفل يتمثل في أنه يعيش حياة سعيدة مبتكرة ، و تنعكس في قدراته على ان يحب و يحب ، و تتمثل بصورة أوضح في ثقته بنفسه ، و إستماعه بالجهد الذي يبذله و يقطف ثمرته . كمـــا يتمثل في السلوك الخير الذي يعود على الطفل و المجتمع بالخير و النجاح ، مما يضمن له الفوز في حياته و أعماله و علاقاته بالعالم المحيط به .





و النمو الإجتماعي للطفل يتاثر في مختلف مراحل نموه بأسرته و بكل المؤثرات التي تتدخل في صقل شخصيته سواء كانت عوامل بيولوجية ، أو حيمانية أو عقلية ، كما يتأثر أكثر بالعوامل الأسرية : ( الديمقراطية العائلية ، الحب في الأسرة ، ثقافة الوالدين و مستواهما الإجتماعي ، بالفقر و الرفاهية إلخ ... ) . كما يتاثر أيضا بمدرسته و حيه السكني .





و هنا يجب الإشارة إلى مدى أهمية وظيفة الوالدين و المعلمين في توجيه الطفل ، و مساعدته على تحويل إهتمامه من نفسه إلى الآخرين ، و تدريبه على التعامل معهم بيسر و إنسجام و عليهم و علينا جميعا تقع مسؤولية خلق شخصية إبنائنا و صقلها في قالب نظيف و جميل اخلاقيا و إجيماعيا إذا أردنا فعلا أن نضمن لهم مستقبلا زاهرا ، و حياة سعيدة يسودها الأخاء ، و الإتحاد و التضامن و التقدير . و علينا نحن ذنب هؤلاء الأطفال إذا لم نعمل منذ نشأتهم الأولى على تعليمهم الحب و التواضع لأنه ليس هناك أخطر من الشعور بالفردية و اللاإنسانية و الترفع ، و الإحتقار ، لأن كل هذه المظاهر لا تجعل من نفس الطفل أرضية سليمة لنمو روح الديمقراطية و الإشتراكية التي تعمل بها و سياستنا و ينتهجها شعبنا .

اممممممممم صيرة كمان عالمة اجتماعيه هههههههههه
تسلمي حبيتي موضوع مفيد كتير