الفراغ الداخلى ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كثيراً ما نسمع عن الفراغ الداخلي .. لكن ليس كلنا يعرف ما هو الفراغ الداخلي وهل نفسه الفراغ العاطفي أم أنه يختلف ..

قرأت هذا الموضوع عن الفراغ الداخلي فأعجبني فآثرت أن أعرضه عليكم ..

كلما قلَّ الحب لدى الإنسان .. كلما زاد إمتلاكه للأشياء ..

فتُصبح ممتلكاته ..

بدائل للتعويض عن فجوة المشاعر الموجودة فى داخله.

لنوضح الأمر أكثر ...

لقد أثبت علماء النفس أنه عندما يشعر الرضيع بحُب والدته

فإنه لا يشرب الكثير من الحليب

هذا لأنه يعلم بأنه متى إحتاج إليها سيجدها حاضرة

ومستعدة لتشاركه دائما .. فمالذى يستدعى الخوف ؟!

ولذا سيشرب حاجته فقط دون أن يأخذ أكثر منها ..

بينما ستكون الأم قلقة دائما بأن طفلها لا يتغذى جيدا

ولكن الطفل قد فهم أنه بمجرد أن يحتاج إليها ستُعطيه

فهو يستطيع أن يعتمد على حبها له ..

ولكن إذا لم تكن الأم مُحبة لطفلها ..

عندها سيصبح خائفا من المستقبل ؟

ومما قد يحصل لاحقا ...

فمتى ما وجد فرصة للأكل سيأكل

وسيشرب قدر المستطاع .. لقد بدأ من الأن ..

يتعلم جمع الأشياء وتخزينها فى الجسم.

فهو خائف لأنه لا يعلم ما قد يحدث فى الغد ..

فلا يُمكنه الوثوق والإعتماد على هذه الأم

ولذا عليه أن يدخر للأوقات الصعبة ..

وسيكون أول ما يدخره فى طفولته ..

هو الدهون المتراكمة من الأكل الزائد ..

ويستمر الأشخاص الذين لم يشعروا بالحب فى طفولتهم

بالأكل أكثر من حاجتهم حتى بعد تجاوزهم مرحلة الطفولة ..

ولن تُفلح أى حِمية فى إنقاص أوزانهم !!!

ما لم يَظهر لهم الحب ...

بل سيستمرون بالأكل ... فقد أصبح هو البديل !!

إلى أن يشعروا فعلا بالحب ..

عندئذ سيتوقف إفراطهم فى إلتهام الطعام ..

هل لاحظت من قبل ...

متى ما شعرت بالحب عميقا فى داخلك ...

فإن الجوع يختفى وتنسى عن أمر الأكل تماما ...

إن الحب يملأ أعماقك .. ولذا تُصبح رغبتك بالأكل قليلة جدا.

كانت هناك امرأة تقول بأنها تحمل سرا فى داخلها

منذ سنوات عديدة ..

وهو أن ليلة وفاة زوجها وبينما كان مستلقيا بجانبها

ميتا شعرت بجوع شديد ورغبة فى أن تذهب للمطبخ

وتلتهم الطعام ..

ولكن مالذى سيقوله الناس ...

الكل كان موجود من أهل وأقارب وأصدقاء..

ولكنها أيضا تشعر بجوع عميق فى داخلها

لم تشعر به فى حياتها من قبل ..

ولذا فقد إضطرت إلى أن تتسلل لمطبخها مثل اللصوص

وتأكل فى الظلام !

ومنذ ذلك الحين وهى تشعر بالذنب وتقول :

إنه زوجى الذى مات آنذاك ...

فهل كان الوقت وقت الجوع والأكل ،

وهو مازال مُمَدد هناك وأنا فى المطبخ آكل مثل

اللصوص !!!

فمالذى حدث ... ؟؟

إن الأمر بسيط ...

فالإنسان الذى كانت تحبه قد مات

ولذا شعرت بالفراغ فورا بعد رحيله ..

وكأن فجوة قد حُفرت فى داخلها

ولا بد لها أن تملأها بأى شىء ..

وإذا لاحظت فستجد أن الناس متى ما شعروا بالحزن

إزدادت رغبتهم بالأكل ..

متى ما كانوا فى تعاسة عميقة شعروا بالجوع أكثر ..

ولكن متى ما كانوا سعداء يطيرون من الفرح

وتمطرهم المحبة أينما كانوا ..

فإنهم ينسون عن أمر الأكل تماما.

فكمية قليلة ستكفى لتمدهم بالغذاء ..

لأن الحب هو غذاؤهم الأساسى ...

إن البخيل المُحب للتملك وجمع الأشياء ...

هو الإنسان الذى يفتقر إلى المحبة ...

المحبة الحقيقية والكامنة فى أعماقه ...

موضوع رائع وجميل

سلمت يداك امال

واحب ان اضيف

عندما نحس بلعطش نسارع لشرب الماء فتبتل العروق وينهي العطش..
وعندما نحس بالجوع نتجه إلى الطعام ونأكل فتمتليء بطوننا ونشعر بالشبع..
لكن المشكله ؟!!!
عندما تعطش مسامعك لسماع كلام يحمل الكثير أو القليل من الإحساس بك كإنسان.. كاكيان.. كشيء ضروري ومهم لإستمرار الحياة .. عندما تجف العروق وتلهث الألسن وتبخر الدماء دون أن يحس بك أحد ..
عندها يزداد العطش .. وعندما يجوع قلبك للحب .. فيعلن عليك الحرب احتجاجاً على البقاء في شيء من الركود العاطفي.. فيحملك مسؤولية بقاءه خالياً من الحب فتشعر بالألم والمرارة والشعور بالوحدة بالرغم من أنك لا تملك أي شيء لإنقاذ هذا القلب من الجفاف ....

بالحب الصادق فقط .. تحيا الأرواح وبدون الحب تموت القلوب .. فيموت الإحساس......

» لماذا الفراغ بين اصابع اليد ...؟