منتدى عمرالحلبي
مرحباً بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تنظم معنا
منتدى عمرالحلبي
مرحباً بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تنظم معنا
منتدى عمرالحلبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عمرالحلبي (المحبة تجمعنا لنرتقي بأخلاقنا وقيماً السامية والمعلومة والفائدة هدفنا)
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:12 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إخوتي الكرام
لا يسعنا أن نتجاهل فضلاُ قد كان و ما زال كبيراً على الشعر العربي و النثر العربي و الإحساس العربي
فضل كان صاحبه محط جدل و نقاش محتدم بين كبار النقاد و المثقفين
و لكن و رغم كل شيء يبقى من نتكلم عنه عظيماً كشعره ... حبيباً إلينا حبنا لشعره


هذا الموضوع مخصص لقصائد الشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله
الرجاء التأكد من عدم وجود القصيدة قبل إضافتها


و الرجاء ثم الرجاء إخواني عدم وضع أي مشاركة تحتوي شكر بل أن تكون جميع المشاركات عبارة عن قصائد لشاعر الياسمين و البندقية

نبدأ بحياة نزار رحمه الله

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Bnizar

نزار قباني (1923 دمشق - 1998 لندن)

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله NIZAR%20NOJAVANI

ولد الشاعر نزار قباني في دمشق بحي مئذنة الشحم في 21 آذار"مارس"1923م.

وهو شاعر فلسطيني الأصل،سوري الجنسية والمولد،لبناني الإقامة والهوية.

أبوه "توفيق قباني" كان رجل ميسور الحال يعمل بالتجارة،وكان من رجال الثورة السورية الاماجد،وكان نزار يساعده في عملية البيع عندما كان في صباه.

أنجب "توفيق قباني" ستة أبناء وهم (صباح،ووصال،ورشيد،ونزار،وهدباء،ومعتز).

كان نزار صغير السن،عندما انتحرت أُخته الكبرى"و صال "لأنها لم تتزوج بمن تحب فزرعت في صدره منذ وقت مبكر عوامل الثورة ضد سطوة الرجل على المرأة حتى في أخص مشاعرها.

درس نزار في الكلية العلمية الوطنية بدمشق وفيها ألتقي أستاذه خليل مردم أستاذ الآداب في مدرسته الذي ربطه بالشعر ودفعه إليه،ثم ألتحق بمدرسة التجهيز القسم الأدبي،ثم القسم الفلسفي،ثم بكلية الحقوق.

بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة،وأصدر أول دواوينه الشعرية (قالت لي السمراء)عام 1944 م.وكان طالباً بكلية الحقوق وتخرج منها،وطبعة على نفقته الخاصة.

تزوج نزار من "زهرة " وانجب منها ثلاثة أبناء هم (هدباء،وزهراء،وتوفيق)توفيق توفي بمرض القلب وعمره 17سنه وهو طالب في كلية الطب بجامعة القاهرة ورثاه أبوه في قصيدته "إلي الأمير الدمشقي توفيق قباني". وأوصى نزار أن يدفن بجواره بعد موته، أما هدباء فهي متزوجة من طبيب في بلد خليجي.

عمل نزار بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية وتنقل في سفارتها بين مدن عديدة مثل: (القاهرة،ولندن،وبيروت،وأنقرة،وبكين،ومدريد).


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله 250px-Nizar_Qabbani

وفي عام 1954م،نُشرت قصيدته الشهيره"خبز وحشيش وقمر" حيث طالب رجال الدين في سوريا بقتله،وطرده من الخارجية،وفصله من العمل الدبلوماسي.وكانت كما يقول نزار(أول مواجه بالسلاح بيني وبين الخرافة).

وفي ربيع 1966م،ترك نزار العمل الدبلوماسي وتفرغ لكتابة الشعر،وأسس دار للنشر تحمل أسم "منشورات نزار قباني" وكانت ثمرته الشعرية 41 مجموعة شعرية ونثرية، كتبها على مدار نصف قرن كان أهمها(طفولة نهد1948،سامبا1949،أنتي لي 1950،كتاب الحب 1970،كل عام وأنتي حبيبتي 1978،أشهد أن لا امرأة ألا أنتي 1979م).


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Site3

وأهم كتبه النثرية (قصتي مع الشعر،ما هو الشعر،100 رسالة حب،الشعر قنديل أخضر،امرأة في شعري وفي حياتي).

بعد نكسة حزيران عام 1967م،تحول شعر نزار من شعر الحب والحنين إلي شعر الرفض والمقاومة،وانتشرت قصائده السياسية وكان أشهرها"هوامش على دفتر الكنيسة"التي كانت نقداً ذاتياً جارحاً لتقصير العربي.
في عام 1982م،توفيت زوجته العراقية وكانت الثانية"بلقيس الراوي"في انفجار السفارة العراقية في بيروت،وترك رحيلها أثراً نفسياً عند نزار ، ورثاها في قصيدته "بلقيس"انجب منها نزار "عمر" و"زينب".


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله N01


في 30 نيسان 1998م،توفي الشاعر نزار قباني عن عمر يناهز 75 عاما،كان منها50 عاماً قضاها في كتابه الشعر.



مختارات هدباء قباني (إبنة نزار قباني رحمه الله )


كانت جدتي تدلـله باسم " نزوري " حين كان طفلا ضائعا بين أحواض الورد والخبيزة وبين عريشة الياسمين وأشجار الليمون والسفرجل ونافورة المياه الزرقاء في بيت أبويه بدمشق القديمة، وهائما مع أسراب الحمام والسنونو وقطط البيت. وعندما بلغ سن العاشرة ، لم يترك " نزار " صنعة فن لم يجربها : من الرسم إلى الخط العربي ، إلى الموسيقى، إلى أن رسا قاربه - وهو في السادسة عشرة - على شاطئ الشعر.

قبل أن يكون أبي كان صديقي، ومنه تعلمت أن أحكي بينما هو يستمع ، رغم ندرة استماع الرجل إلى المرأة في مجتمعنا. زان أبي مراهقتي وشبابي بشعره، لكنه - في المقابل وبصفاء نية - أفسد حياتي بشعره وبتعامله معي؛ فقد جعلني أقارن بينه وبين الرجال الذين ألقاهم ، وأتت المقارنة دائما لصالح أبي ، ورأيت أغلب الرجال طغاة.

كان جاري في لندن ، لكنه لم يزرني قط دون موعد مسبق. وفي نادرة ، دق بابي دون موعد ، وعندما وجد لدي صديقات اعتذر ، واستدار عائدا مؤجلا زيارته لمرة أخرى ، ولم يسبقه سوى صراخ الصديقات بأن يبقى.

قد يكون أهم ما أذكره عن أبي ، هو ذلك التشابه المذهل بينه وبين شعره ؛ فهو لا يلعب دورا على ورق الكتابة ، ودورا آخر على مسرح الحياة. ولا يضع ملابس العاشق حين يكتب قصائده، ثم يخلعها عند عودته إلى البيت.


أنقل عن " أدونيس " فقرة مما قاله عن نزار قباني :

" كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب، في الإمساك باللحظة - التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة : من أكثرها بساطة، وبخاصة تلك المكبوتة والمهمشة ، إلى أكثرها إيغالا في الحلم وفي الحق بحياة أفضل. وفي هذا تأسست نواة الإعجاب به ، ذلك الإعجاب التلقائي الذي تجمع عليه الأطراف كلها.

ابتكر نزار قباني تقنية لغوية وكتابية خاصة ، تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها، ونضارتها ، وتشيع فيها النسم الشعري، صانعا منها قاموسا يتصالح فيه الفصيح والدارج، القديم والحديث، الشفوي والكتابي".

وبعد ، كم أشعر بالفخر لأن أبي هو نزار قباني ، الشاعر الذي نقل الحب من الأقبية السرية إلى الهواء الطلق.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:13 am

إخوتي الكرام قبل ما نبدأ بالقصائد
أنا رح حط روابط لبعض كتب نزار قباني بلاحقة PDF
و انشالله تنال الإعجاب

أحبك أحبك والبقية تأتي

أحلى قصائدي

الكتابة عمل انقلابي

حبيبتى

طفولة نهد

قالت لي السمراء

قصائد

مائة رسالة حب

هكذا أكتب تاريخ النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:16 am

حـــــــــــب استثنائي ... لمراة اســــــــتثنائية

- 1 -

أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ..
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ..
أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ..
إنَّ امرأةً إستثنائيةً مثلكِ
تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّهْ..
وأشواقٍ إستثنائيَّهْ..
ودموعٍ إستثنايَّهْ..
وديانةٍ رابعَهْ..
لها تعاليمُها ، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها.
إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلكِ..
تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها..
وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها..
وموتٍ خاصٍ بها وحدَها
وزَمَنٍ بملايين الغُرف..
تسكنُ فيه وحدها..
لكنّني واأسفاهْ..
لا أستطيع أن أعجنَ الثواني
على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ
فالسنةُ محكومةٌ بشهورها
والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها
والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها
وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ
في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ...


- 2 -

أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة.. أنّها لا تكفيكِ.
وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتُبُكِ..
أنتِ امرأةٌ صعبهْ..
كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّهْ..
معكِ لا توجدُ مشكلة..
إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّهْ..
مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ..
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك
الجميلْ...
إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ..
أنكِ امرأةٌ متعدِّدهْ..
واللغةُ واحِدهْ..
فماذا تقترحين أن أفعلْ؟
كي أتصالح مع لغتي..
وأُزيلَ هذه الغُربَهْ..
بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ
بين سطوحكِ المصقولهْ..
وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ..
بين محيط خصركِ..
وطُموحِ مراكبي..
لاكتشاف كرويّة الأرضْ..


- 3 -

ربما كنتِ راضيةً عنِّي..
لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ
ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس..
ولكني لستُ راضياً عن نفسي..
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ.
وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ.. بشكلٍ أفضلْ.
ولكنَّ الوقت فاجأني.
وأنا معلَّقٌ بين النحاس.. وبين الحليبْ..
بين النعاس.. وبين البحرْ..
بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..
بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمهْ..
ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ،
بأيّة قصيدة حبٍ . تُقال لكِ..
أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ..
فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..
ولا أقابلها..
وهناك مئاتٌ من القصائدْ..
تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..
فأعتذر لها..
إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..
لإمرأةٍ ما..
ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ....


- 4 -

إنني عاتبٌ على جسدي..
لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على مسامات جلدي..
لأنها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على فمي..
لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ..
وعاتبٌ على خيالي..
لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق،
وأقواسُ قُزَحْ..
من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامنِ عشر..
بصورة رسميَّهْ...
ولكن.. ماذا ينفع العتب الآنْ..
بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،
سقطت في البحرْ..
لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ..
وكان ميزانُ الزلازلْ
تحت سُرّتِكِ المستديرةِ كفم طفلْ..
يتنبأ باهتزاز الأرضْ..
ويعطي علامات يوم القيامهْ..
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..
لألتقط إشاراتكْ..
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...
لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ
وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدمويّهْ....


- 5 -

أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ..
أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ..
ولم أعاملكِ على طريقة رامبو.. وزوربا..
وفان كوخ.. وديكِ الجنّ.. وسائر المجانينْ
عاملتُك كأستاذ جامعيّْ..
يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلهْ..
حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي..
لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليكِ..
عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها..
يوم كنتِ تأتينَ إليَّ..
مليئةً كالسنبُلهْ..
وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ..


- 6 -

أعتذر إليكِ..
بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،
ومحي الدين بن عربي..
عن كلَّ التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..
والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في
غرفة الحُبّْ..
يوم كان المطلوبُ منِّي..
أن أكونَ قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ..
أشعرُ برغبة في الإعتذار إليكِ..
عن غبائي الذي لا مثيلَ له..
وجبني الذي لا مثيل له..
وعن كل الحكم المأثورة..
التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ..
وتلوتُها على نهديكِ الصغيريْْنْ..
فبكيا كطفلينِ معاقبينِ.. وناما دون عشاءْ..


- 7 -

أعترفُ لكِ يا سيّدتي..
أنّكِ كنتِ امرأةً إستثنائيَّهْ
وأنَّ غبائي كان استثنائياً...
فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَهْ
عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي..
فقد تأكّد لي..
بعدما خسرتُ السباقْ..
وخسرتُ نقودي..
وخيولي..
أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ..
لامرأةٍ نحبُّها....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:18 am

قصيدة : أريدك أنثى..

1
أريدك أنثى ..
ولا أدعي العلم في كيمياء النساء
ومن أين يأتي رحيق الأنوثه
وكيف تصير الظباء ظباء
وكيف العصافير تتقن فن الغناء
أريدك أنثى ..
وأعرف أن الخيارات ليست كثيره
فقد أستطيع اكتشاف جزيره
وقد أستطيع العثور على لؤلؤه
ولكن من ثامن المعجزات ، اختراع امرأه ..

2
أريدك أنثى ..
وأجهل كيف يركب هذا العقار الخطير
وأجهل كيف الفراشة تكتب شعراً ..
وكيف الأنامل تقطر شهداً
وأجهل أي بلاد يبيعون فيها الحرير
أريدك أنثى ..
بخطك هذا الصغير .. الصغير ..
ونهدك هذا المليء .. المضيء .. الجريء ..
العزيز .. القدير ..

3
أريدك أنثى ..
ولا أتدخل بين النبيذ وبين الذهب ..
وبين الكريستال .. والأقحوان
ولست أفرق بين بياض يديك
وبين مداسات هذا البيان ..
ويكفي حضورك كي لا يكون المكان
ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان
وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان
فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان ..

4
أريدك أنثى
كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين
وماء في كتب العشق والعاشقين
وماء جاء في كتب الماء .. والورد .. والياسمين
أريدك وادعة كالحمامه ..
وصافية كمياه الغمامه
وشاردة كالغزالة ،
ما بين نجد .. وبين تهامه ..


..............

ياربِّ قلبي لم يَعُدْ كافياً
لأنَّ مَنْ أُحِبُّها . . تعادلُ الدُنيا
فَضَعْ بصدري واحداً غيرَهُ
يكونُ في مساحةِ الدُنيا

لو خرجَ الماردُ من قُمْقُمِهِ
و قالَ لي : لبَّيْكْ
دقيقةٌ واحدةٌ لديكْ
تختارُ فيها كُلَّ ما تريدُهُ
من قِطَع الياقوتِ و الزُمرُّد
لاخترتُ عينَيْكِ . . بلا تردُّد . .

لو كنتِ يا صديقتي
بِمُسْتَوى جنوني..
رَمَيْتِ ما عليْكِ مِنْ جواهرٍ
و بعتِ ما لديْكِ من أساورٍ
و نمتِ في عيوني

أشكوكِ للسَّماءْ
أشكوكِ للسَّماءْ
كيفَ استطعتِ، كيفَ ، أن تختصري
جميعَ ما في الأرضِ من نِساءْ

لأنَّ كلامَ القواميسِ ماتْ
لأنَّ كلامَ المكاتيبِ ماتْ
لأنَّ كلامَ الرواياتِ ماتْ
أريدُ اكتشافَ طريقةِ عِشْقٍ
أحبُّكِ فيها . . بلا كَلِماتْ

أكرهُ أنْ أُحِبَّ مِثلَ الناسْ
أكرهُ أنْ أكتُبَ مِثلَ الناسْ
أودُّ لو كانَ فمي كنيسةً
و أَحْرُفي أجراسْ..

عُدِّي على أصابعِ اليَديْنِ ، ما يأتي:
فأوَّلاً: حَبيبَتي أنتِ
و ثانياً: حَبيبَتي أنتِ
و ثالثاً: حَبيبَتي أنتِ
ورابعاً و خامساً
وسادساً و سابعاً
و ثامناً و تاسعاً
و عاشراً.. حَبيبَتي أنتِ..

حُبُّكِ يا عميقة العَيْنَيْنْ
تَطَرُّفٌ
تَصَوُّفٌ
عبادةْ
حُبُّكِ مثلَ الموتِ و الولادةْ
صعبٌ بأنْ يُعادَ مَرَّتَينْ

عشرين ألفَ امرأةٍ أحببتْ..
عشرين ألف امرأة جَرَّبتْ
و عندما التقيتُ فيكِ يا حبيبتي
شعرتُ أنّي الآنَ قد بدأتْ ..

لَنْ تَهْرُبي مِنّي.. فإنّي رجلٌ مُقَدِّرٌ عليكِ..
لَنْ تخلصي مِنّي.. فإنَّ اللّهَ قد أرسلني إليكِ..
فمرّةً.. أطلعُ من أرنبتَيْ أُذْنَيْكِ
و مرّةً أطلعُ من أساور الفيروز في يَدَيْكِ
و حينَ يأتي الصيفُ يا حَبيبَتي
أسبح كالأسماكِ في بُحَيْرَتَيْ عَينيكِ

لماذا . . لماذا . . منذ صرتِ حبيبتي
يُضيىءُ مِدادي و الدفاترُ تُعْشبُ
تغيَّرتِ الأشياءُ منذ عَشِقْتني
و أصبحتُ كالأطفال . . بالشمس ألعبُ
و لستُ نبياً مُرْسَلاً غير أنَّني
أصيرُ نبيّاً . . عندما عنكِ أكتُبُ . .

محفورةٌ أنتِ على وَجْهِ يَدي ..
كأسْطُرٍ كوفيَّةٍ
على جدار مسجدِ . .
محفورةٌ في خشبِ الكُرْسيِّ . . يا حبيبتي
و في ذراعِ المَقْعَدِ . .
و كُلَّما حاولتِ أن تبتعدي
دقيقةً واحدةً
أراكِ في جوف يدي . .

جَميعُ ما قالوهُ عَنّي .. صحيحْ
جَميعُ ما قالوهُ عن سُمْعَتي
في العشقِ و النساءِ. قولٌ صحيحْ
لكنَّهُمْ لم يعرفوا أنني
أنزفُ في حُبِّكِ مِثلَ المسيحْ..

أروعُ ما في حُبِّنا أنَّهُ
ليسَ لهُ عقلٌ و لا منطقُ
أجملُ ما في حُبِّنا أنَّهُ
يمشي على الماءِ و لا يغرقُ

ليسَ يكفيكِ أن تكوني جَميلهْ
كان لا بُدَّ من مروركِ يوماً بذراعيَّ
كَيْ تصيري جَميلهْ

و كلَّما سافرتُ في عينيكِ يا حبيبتي
أُحِسُّ أني راكبٌ سُجَّادةً سحريَّهْ
فغيمةٌ ورديَّةٌ ترفعُني
و بعدها . . تأتي البنفسجيَّهْ
أدُورُ في عينيكِ يا حبيبتي
أدورُ مثل الكُرَةِ الأرضيَّهْ . .

كَمْ تُشْبهينَ السَمَكَهْ
سريعةٌ في الحبِّ . . مثل السمكَهْ
جبانةٌ في الحبِّ . . مثل السَمَكَهْ
قتلتِ ألفَ امرأةٍ في داخلي
و صرتِ أنتِ الملِكَهْ . .

عَبَثاً ما أكتُبُ سيِّدتي
إحساسي أكبرُ من لغتي
و شعوري نحوكِ يتخطّى
صوتي ، يتخطّى حنجرتي
عبثاً ما أكتُبُ . . ما دامتْ
كَلِماتي . . أوسعَ من شفتي
أكرهُها . . كلَّ كتاباتي
مشكلتي أنَّكِ مشكلتي

لأنَّ حُبِّي لكِ فوقَ مستوى الكلامْ . .
قرَّرتُ أن أسكُتْ . . و السلامْ . .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:21 am

أعنـــــــــــف حب عشـــــــته

تلومني الدنيا إذا أحببته
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
.. كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
.. وفي مياه البحر قد ذوبته
.. كأنني أنا التي
كالقمر الجميل في السماء قد علقته
.. تلومني الدنيا إذا
.. سميت من أحب .. أو ذكرته
.. كأنني أنا الهوى
.. وأمه .. وأخته
.. لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته
.. لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح ، ما فتحته
.. لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
.. فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي .. رددته
.. وليتني من قبل أن يقتلني
.. قتلته
.. هذا الهوى الذي أراه في الليل
.. أراه .. في ثوبي
.. وفي عطري .. وفي أساوري
.. أراه .. مرسوما على وجه يدي
.. أراه .. منقوشا على مشاعري
.. لو أخبروني أنه
.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي
.. لما تركته
.. لو اخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق
ويقلب الأشياء في دقائق
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
.. لكنت قد طردته
.. يا أيها الغالي الذي
.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته
هذا الهوى ..
أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائرا
.. بالورد قد طوقته
.. وليتني حين أتاني باكيا
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته


متى يعلنون وفاة العرب؟؟

- 1 -

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

- 2 -

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

- 4 -

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

- 5 -

أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

- 6 -

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...

- 8 -

أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

- 9 -

أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!

- 10 -

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

- 12 -

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

- 13 -

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!

- 14 -

أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...

- 15 -

أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16 -

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

- 17 -

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

- 18 -

أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ ...!!



لندن - 1994
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:25 am

أحبـــــــــــك..أحبـــــــــــك و هذا توقيعي


- 1 -

هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟.
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . .
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ
تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟


- 2 -

هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ
ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .


- 3 -

هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشَعْبِيَّةُ ..
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .
وأُدْفَنُ فيه ..
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .


- 4 -

يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ
لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .
وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .
يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .
لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .
كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . .
يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .
دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .
رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . .
كم صار جميلاً شِعْري . .
حين تثقّفَ بين يديكْ ..
كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .
لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . .
هل عندكِ شكٌّ . .
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟
هل عندكِ شكٌّ . .
أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟


- 5 -

يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثَمَراً يملأ أغصاني
يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،
ويضربُ مثلَ البركانِ
يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ
ويركُضُ نحوي كحصانِ . .
قولي لي :
كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..
قُولي لي :
ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. .


- 6 -

يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني
يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..
وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربّي أعطاني . .


الاستجواب

(1)
مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟

المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي

مَن قتلَ الإمامْ ؟

أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي

مَنْ قتلَ الإمامْ ؟

مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟

ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟

يا سادَتي :

لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ

في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ .


(2)

مَن قتلَ الإمامْ ؟

عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ

عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ

محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ

يا سادَتي :

ما النفعُ من إفادَتي ؟

ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ

ما تنفعُ استغاثتي ؟

ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ

ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي ..

عنّي تُفَكّرونْ ..


(3)


لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ

ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ

مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ ..

هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟

هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟

رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟

تأكّدوا يا سادتي

لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ

وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ

لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ ..


(4)

لستُ عميلاً قذراً ...

ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ

ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً

ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ

يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ

يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ

وأنبياءُ اللهِ يعرفونني

عليهمْ الصلاةُ والسلامْ

الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ .
.
وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ ..

من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ

أمارسُ القيامَ والقعودْ

أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ

(يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ

(أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ

(يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ

(أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ

(يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ

(أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ

(يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ

(أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ

وهكذا .. يا سادتي الكرامْ

قضيتُ عشرينَ سنهْ ..

أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ

أعلفُ كالأغنامْ

أنامُ كالأغنامْ

أدورُ كحبّةٍ في مسبحةِ الإمامْ

لا عقلَ لي .. لا رأسَ .. لا أقدامْ ..

أستنشقُ الزكامَ من لحيتِه ..

والسُّلَّ في العظامْ ..

قضيتُ عشرينَ سنهْ

مُكَوَّماً كرزمةِ القشِّ على السجّادةِ الحمراءْ

أُجلَدُ كلَّ جمعةٍ بخطبةٍ غرّاءْ

أبتلعُ البيانَ ، والبديعَ ، والقصائدَ العصماءْ

أبتلعُ الهُراءْ

عشرينَ عاماً .. وأنا يا سادتي

أسكنُ في طاحونةٍ

ما طحنتْ قطُّ سوى الهواءْ


5)

يا سادتي

بخنجَري هذا الذي تَرَوْنَهُ

طعنتُهُ بالصدرِ والرقبهْ

طعنتُه في عقلهِ المنخورِ مثلَ الخشبهْ

طعنتُه باسمي أنا ..

واسمِ الملايينِ من الأغنامْ

يا سادتي : أعرفُ أنَّ تُهمَتي عقابُها الإعدامْ

لكنّني قتلتُ إذ قتلتُهُ

كلَّ الصراصيرِ التي تنشدُ في الظلامْ

والمستريحينَ على أرصفةِ الأحلامْ

قتلتُ إذْ قتلتُهُ ..

كلَّ الطفيليّاتِ في حديقةِ الإسلامْ

كلَّ الذينَ يطلبونَ الرزقَ من دُكّانةِ الإسلامْ

قتلتُ إذْ قتلتُهُ ، يا سادتي الكرامْ

كلَّ الذينَ منذُ ألفِ عامْ ..

يَتاجرون بالكلامْ
...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:28 am

المهرولون


(1)
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا..
ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء..

(2)
سقطت..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز.. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة

(3)
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة...

(4)
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة....

(5)
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع ؟؟

(6)
لم يعد فى يدنا..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الوجات .. والأولاد..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش.. والنعناع منا
وقناديل الجوامع...

(7)
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة)...
عظمة يابسة تدعى (أريحا)..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع

(Cool
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع ؟؟

(9)
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين !!...

(10)
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب !!

(11)
بعد خمسين سنةى..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا..
انه فعل اغتصاب !!...

(12)
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة

(13)
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!


(14)
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء ؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم ؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات...
والتجار.. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلين...

(15)

وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا..
وأخذناها الى شهر العسل..
وسكرنا ... ورقصنا..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد !!

(16)

لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!!..

(17)

كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز...
كلها قد صنعت فى أمريكا ...

(18)

وانتهى العرس... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى..
ليس هذا الثوب ثوبى..
ليس هذا العار عارى..
أبدا... يا أمريكا...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا

مشبوهة الشفتين



مشبوهة الشفتين , لا تتسكى

لن يستريح الموعد المكبوت

وغريزة الكبريت فى طغيانها

ماذا ؟ أيكظم مابه الكبريت

شفتان معصيتان .. أصفح عنهما

ما دام يرشح منهما الياقوت

ان الشفاه الصابرات أحبها

ينهار فوق عقيقها الجبروت

كرز الحديقة عندنا متفتح

قبلته فى جرحه ونسيت

شفتان للتدمير , يالى منهما

بهما سعدت و ألف ألف شقيت

شفتان مقبرتان , شقهما الهوى

فى كل شطر أحمر تابوت

شفة كابار النبيذ مليئة

كم مرة أفنيتها و فنيت

الفلقة العليا .. دعاء سافر

والدفء فى السفلى .. فأين أموت ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:30 am

[size=12]قصيدة من أجمل كتابات المبدع نزار قبانى رحمه الله ...

والقصيدة فى عشق بغداد وربما لم يقرأها بعضكم



مُدي بساطي ...واملأي أكوابي...

وانسي العتاب ... فقد نسيت عتابي ...

عيناك يا بغداد، منذ طفولتي

شمسان نائمان في أهدابي


لا تنكري وجهي ... فأنت حبيبتي

وورود مائدتي، وكأس شرابي

بغداد ... جئتك كالسفينة متعباً

أخفي جراحاتي وراء ثيابي

ورميت رأسي فوق صدر أميرتي



وتلاقت الشفتان بعد غياب

أنا ذلك البحار أنفق عمره

في البحث عن حب وعن أحباب

بغداد ... طرت على حرير عباءة

وعلى ضفائر زينب ورباب

وهبطت كالعصفور يقصد عشه


والفجر عرس مآذن وقباب

حتى رايتك قطعة من جوهر

ترتاح بين النخل والأعناب

حيث ألتفت، أرى ملامح موطني

وأشم في هذا التراب ترابي

لم أغترب أبدا... فكل سحابة

زرقاء... فيها كبرياء سحابي


إن النجوم الساكنات هضابكم

ذات النجوم الساكنات هضابي

بغداد عشت الحسن في ألوانه

لكن حسنك، لم يكن بحسابي

ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى

فهواك لا يكفيه ألف كتاب


يغتالني شعري... فكل قصيدة

تمتصني... تمتص زيت شبابي

الخنجر الذهبي ... يشرب من دمي

وينام في لحمي، وفي أعصابي

بغداد يا هزج الأساور والحلي

يا مخزن الأضواء والأطياب


لا تظلمي وتر الربابة في يدي

فالشوق أكبر من يدي وربابي

قبل اللقاء الحلو... كنت حبيبتي

وحبيبتي تبقين بعد ذهابي


بغداد 8/3/1962
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:34 am

بلقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله N01



فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
ان تشربوا كاساً على قبر الشهيده
وقصيدتي اغتيلت وهل من امه في الارض
الا نحن .. نغتال القصيده
بلقيس كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس


كانت إذا تمشي ترفقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس
يا وجعي ..
يا وجع القصيده حين تلمسها الانامل
هل يا ترى ..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
قتلوك يا بلقيس ..
ايه امه عربية ..
تلك التي تغتال اصوات البلابل ؟
اين السموأل ؟
المهلهل ؟
والغطاريف الاوائل ؟
فقبائل قتلت قبائل ..
وثعالب قتلت ثعالب ..
وعناكب قتلت عناكب ..
قسما بعينيك اللتين اليهما ..
تأوي ملايين الكواكب ..
ساقول يا قمري عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبه عربية ؟
ام مثلنا التاريخ كاذب ؟

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله N04

بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيئ على السواحل ..
ساقول في التحقيق :
ان اللص اصبح يرتدي ثوب
المقاتل
واقول في التحقيق :
ان القائد الموهوب اصبح
كالمقاول ..
واقول
ان حكاية الاشعاع
اسخف نكتة قيلت ..
فنحن قبيله بين القبائل
هذا هوا التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الانسان ..
مابين الحدائق والمزابل
بلقيس ايتها الشهيدة .. والقصيدة ..
والمطهرة .. النقية ..
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحيه ..
يا اعظم الملكات ..
يا امراة تجسد كل امجاد العصور
السومريه

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله N05

بلقيس
يا عصفورتي الاحلى ..
ويا ايقونتي الاغلى ..
ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية
اترى ظلمتك ان نقلتك
ذات يوم .. من ضفاف الاعظمية
بيروت تقتل كل يوم ولدا امنا ..
وتبحث كل يوم عن ضحيه
والموت .. في فنجان قهوتنا ..
وفي مفتاح شقتنا ..
وفي ازهار شرفتنا ..
وفي ورق الجرائد ..
والحروف الابجديه ..
ها نحن .. يا بلقيس
ندخل مرة اخرى العصور الجاهليه ..
ها نحن ندخل في التوحش
والتخلف .. والبشاعه .. والوضاعه
ندخل مرة اخرى .. عصور البربريه
حيث الكتابه رحلة
بين الشظية .. والشظية ؟
فهي اهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفه والرخام
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام ..
بلقيس يا عطرا بذاكرتي
ويا قبر يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت مثل اي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليس هذه مرثية
لكن ..
على العرب السلام
لكن ..
على العرب السلام
لكن..
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون
والبيت الصغير
يسائل عن اميرته المعطرة الزيول
نصغي الى الاخبار .. والاخبار غامضه
ولا تروي فضول ..

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله With_children

بلقيس
مذبحون حتى العظم
والاولاد لا يدرون
ما يجري ..
ولا ادري انا ..
ماذا اقول ؟
ولا ادري انا ..
ماذا اقول ؟
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامه تبكي عليك ..
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس .. كيف رحلتي صامته
ولم تضعي يديك
على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل اوراق الاشجار ؟
وتركتنا نحن الثلاثه .. ضائعين
كريشه تحت الامطار ..
اتراك مافكرت بي ؟
اتراك مافكرت بي ؟
وانا الذي
يحتاج حبك ..
مثل ( زينب )
او ( عمر )
بلقيس
ان هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء ..
وتنتهي في كربلاء ..
البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال ..
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التى لم تكتمل كلماتها ..
ولا احد .. يجيب على السؤال
اخذوك ايتها الحبيبه من يدي ..
اخذوا القصيده من فمي ..
اخذوا الكتابه .. والقراءة ..
والطفولة .. والاماني
اني لا اعرف جيدا ..
ان الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم ان يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله
ايتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والانوثه مستحيله .



الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Signewgif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:36 am

وصفة عربية لمداواة العشــــــــق


تصوَّرتُ حُبَّكِ..
طَفْحَاً على سطح جلْدِي..
أداويهِ بالماء.. أو بالكُحُولْ
وبرَّرتُهُ باختلافِ المناخْ..
وعلَّلتُه بانقلاب الفُصٌولْ..
وكنتُ إذا سألوني، أقولْْ:
هواجسُ نَفْسٍ..
وضَرْبَةُ شمسٍ..
وخَدْشٌ صغيرٌ على الوجهِ.. سوف يزولْ...
سَيُحيي المراعي.. ويَرْوي الحقولْ..
ولكنَّهُ اجتاحَ برَّ حياتي..
فأغرَقَ كلَّ القرى..
وأتلفَ كلَّ السُهُولْ..
وجرَّ سريري..
وجدرانَ بيتي..
وخَلَّفني فوق أرض الذُهُولْ..
***
تصوَّرتُ في البدءِ..
أنَّ هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامَه
وأنَّكِ شطُّ الأمانْْ
وبرُّ السلامَهْ..
وقدَّرتُ أن القضيّةَ بيني وبينكِ..
سوفَ تهونُ ككُلِّ القضايا..
وأنّكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا..
وأنَّ مرورَ الزمانْ..
سيقطعُ كلَّ جُذور الحنانْ
ويغمُرُ بالثلج كلَّ الزوايا
***
تصوَّرتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالاً..
كأيِّ انفعالْ..
وأنَّ كلامي عن الحُبِّ، كان كأيِّ كلامٍ يُقَالْ
واكتَشفتُ الآنَ.. أنيَ كنتُ قصيرَ الخيالْ
فما كان حُبُّكِ طَفْحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسُونْ
ولا كان خَدْشاً طفيفاً يُعالَجُ بالعشب أو بالدُهُونْ..
ولا كان نوبةَ بَرْدٍ..
سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ..
ولكنَّهُ كان سيفاً ينامُ بلحمي..
وجَيْشَ احتلالْ..
وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..
وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..
أُحـــــــــبُّكِ .. حتى ترتفعَ الــســـــــــــــــماءُ قليلاً..


- 1 -

كي أستعيدَ عافيتي
وعافيةَ كلماتي.
وأخْرُجَ من حزام التلوُّثِ
الذي يلفُّ قلبي.
فالأرضُ بدونكِ
كِذْبَةٌ كبيرَهْ..
وتُفَّاحَةٌ فاسِدَةْ....

- 2 -

حتى أَدْخُلَ في دِينِ الياسمينْ
وأدافعَ عن حضارة الشِّعر...
وزُرقَةِ البَحرْ...
واخْضِرارِ الغاباتْ...

- 3 -

أريدُ أن أحِبَّكِ
حتى أطمئنَّ..
لا تزالُ بخيرْ..
لا تزالُ بخيرُ..
وأسماك الشِعْرِ التي تسْبَحُ في دَمي
لا تزالُ بخيرْ...

- 4 -

أريدُ أن أُحِبَّكِ..
حتى أتخلَّصَ من يَبَاسي..
ومُلُوحتي..
وتَكَلُّسِ أصابعي..
وفَرَاشاتي الملوَّنَةْ
وقُدرتي على البُكَاءْ...

- 5 -

أريدُ أن أُحبَّكِ
حتى أَسْتَرجِعَ تفاصيلَ بيتنا الدِمَشْقيّْ
غُرْفةً... غُرْفةْ...
بلاطةً... بلاطةْ..
حَمامةً.. حَمامَةْ..
وأتكلَّمَ مع خمسينَ صَفِيحَةِ فُلّْ
كما يستعرضُ الصائغُ

- 6 -

أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
في زَمَنٍ..
أصبحَ فيه الحبُّ مُعاقاً..
واللّغَةُ معاقَةْ..
وكُتُبُ الشِعرِ، مُعاقَةْ..
فلا الأشجارُ قادرةٌ على الوقوف على قَدَميْهَا
ولا العصافيرُ قادرةٌ على استعمال أجْنِحَتِهَا.
ولا النجومُ قادرةٌ على التنقُّلْ....
أريدُ أن أُحبَّكِ..
من غُزْلان الحريَّةْ..
وآخِرُ رسالةٍ
من رسائل المُحِبّينْ
وتُشْنَقَ آخرُ قصيدةٍ
مكتوبةٍ باللغة العربيَّةْ...

- 7 -

أُريدُ أن أُحِبَّكِ..
قبل أن يصدرَ مرسومٌ فَاشِسْتيّْ
وأريدُ أن أتناوَلَ فنجاناً من القهوةِ معكِ..
وأريدُ أن أجلسَ معكِ.. لدَقيقَتينْ
قبل أن تسحبَ الشرطةُ السريّةُ من تحتنا الكراسي..
وأريدُ أن أعانقَكِ..
قبلَ أن يُلْقُوا القَبْضَ على فَمي.. وذراعيّْ
وأريدُ أن أبكيَ بين يَدَيْكِ
قَبْلَ أن يفرضُوا ضريبةً جمركيةً
على دُمُوعي...
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
وأُغَيِّرَ التقاويمْ
وأعيدَ تسميةَ الشهور والأيَّامْ
وأضبطَ ساعاتِ العالم..
على إيقاع خطواتِكْ
ورائحةِ عطرِك..
التي تدخُلُ إلى المقهى..
قبلَ دُخُولِكْ..
إني أُحبِّكِ ، يا سيدتي
دفاعاً عن حقِّ الفَرَسِ..
في أن تصهلَ كما تشاءْ..
وحقِّ المرأةِ.. في أن تختار فارسَها
كما تشاءْ..
وحق الشَجَرةِ في أن تغيّرَ أوراقها
وحقِّ الشعوب في أن تغيِّر حُكامَها
متى تشاءْ....

- 8 -
أريدُ أن أحبَّكِ..
حتى أُعيدَ إلى بيروتَ، رأسَها المقطوعْ
وإلى بَحْرِها، معطَفَهُ الأزرقْ
وإلى شعرائِها.. دفاترَهُمْ المُحْتَرقَةْ
أريدُ أن أُعيدَ
لتشايكوفسكي.. بَجَعتَهُ البيضاءْ
ولبول ايلوار.. مفاتيحَ باريسْ
ولفان كوخ.. زهرةَ (دوَّار الشمسْ)
ولأراغون.. (عيونَ إلْزَا)
ولقيسِ بنِ المُلوَّحْ..
أمشاطَ ليلى العامريَّهْ....

- 9 -

أريدُكِ ، أن تكوني حبيبتي
حتى تنتصرَ القصيدةْ...
على المسدَّسِ الكاتِمِ للصوتْ..
وينتصرَ التلاميذْ
وتنتصرَ الوردةْ..
وتنتصر المكتباتْ..
على مصانع الأسلحةْ...

- 9 -

أريدُ أن أحبَّكِ..
حتى أستعيد الأشياءَ التي تُشْبِهُنِي
والأشجارَ التي كانَتْ تتبعُني..
والقِططَ الشاميّةَ التي كانت تُخَرْمِشُني
والكتاباتِ .. التي كانَتْ تكتُبُني..
أريدُ.. أن أفتحَ كُلَّ الجواريرْ
التي كانتْ أمّي تُخبِّئُ فيها
خاتمَ زواجها..
ومسْبَحَتها الحجازيَّةْ..
بقيت تحتفظُ بها..
منذُ يوم ولادتي..

- 10 -

كلُّ شيءٍ يا سيِّدتي
دَخَلَ في (الكُومَا)
فالأقمارُ الصناعيّةْ
إنتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ..
وبابلو نيرودا...
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي..
قبل أن يُصْبحَ قلبي..
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ....

- 11 -
السماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ..
والغيومُ العالية..
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ..
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة..
أن أُحِبَّكِ..
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً....
إنتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ..
وقصائدِ لوركا.. وماياكوفسكي..
وبابلو نيرودا...

- 12 -

أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي..
قبل أن يُصْبحَ قلبي..
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ....

- 13 -
السماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ..
والغيومُ العالية..
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ..
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
وكلامُ الشعراء.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
لذلكَ نَصَحني السَحَرةُ، والمُنجِّمونَ،
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة..
أن أُحِبَّكِ..
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً....


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:43 am

من مفكرة عاشق دمشقي

فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
***
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
***
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
***
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
***
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
***
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
***
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
***
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
***
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
***
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
***
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
***
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
***
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
***
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
***
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
***
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
***
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
***
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
***
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
***
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
***
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
***
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
***
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
***
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
***
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني
عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
***
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
***
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟
ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
***
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً
عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
***
تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..
من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
***
فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ
فللخنى والغـواني كـلُّ ما وهبا
***
وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ
قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
***
وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ
وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
***
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي
على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
***
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ
أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
***
ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟
حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
***
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
***
يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ
ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
***
من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ
ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
***
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي
من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
***
الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها
نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
***
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ
ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا


الغاضبون


يـا تلاميـذ غـزّة.. علّمـونـا ... بعض ما عندكم، فنحـنُ نسينـا
علّمونـا.. بـأن نكـون رجـالا ... فلدينا الرجـالُ، صـاروا عجينـا
علّمُونـا كيـف الحجـارةُ تغـدو .... بين أيدي الأطفال.. ماساً ثمينـا
كيف تغدوُ درّاجـةُ الطفـل لُغمـاً ... وشريطُ الحريـر.. يغـدو كمينـا
كيف مصّاصةُ الحليـب.. اذا مـا ... اعتقـدُونـا تحـولّـت سكّيـنـا
يـا تلاميـذ غـزّة.. لا تبالُـوا .... باذاعاتـنـا.. ولا تسمـعُـونـا
اضربُوا.. اضربُوا.. بكلّ قواكُـم ... واحزُمـوا أمركُـم، ولا تسألُونـا
نحنُ أهلُ الحساب والجمع والطرح ... فخُوضُـوا حُرُوبكُـم. واتركُونـا
إننّا الهاربُون من خدمة الجيـش ... فهاتُـوا حبالـكُـم، واشنُقُـونـا
نحنُ موتى، لا يملكُـون ضريحـاً ... ويتامـى، لا يملكُـون عُيـونـا
قـد لزمنـا جُحُورنـا.. وطلبنـا ... منكـمٌ، أن تقاتـلُـوا التنّيـنـا
قد صغُرنا، أمامكم، ألـف قـرن ... وكبُرتُـم، خـلال شهـر قُرُونـا
يـا تلاميـذ غـزّة.. لا تعـودُوا .... لكتابـاتـنـا، ولا تـقـرؤُونـا
نحـنُ آباءكُـم.. فـلا تشبهُونـا .... نحنُ اصنامكُـم.. فـلا تعبدوُنـا
نتعاطى القات السياسىّ.. والقمعَ ... ونبـنـي مقـابـراً وسجُـونـا
حرّرونا من عقدة الخـوفِ فينـا ... واطردُوا من رؤوسنـا الافيُونـا
علّمونا فـنّ التشبّـث بـالأرضِ ... ولا تتركُـوا المسيـحَ حزيـنـا
يـا أحباءنـا الصغـارَ.. سلامـاً .... جعـلَ الله يومـكُـم ياسميـنـا
من شقوُق الارضِ الخرابِ، طلعتُم ... وزرعتُـم جراحـنـا نسريـنـا
هذه ثورةُ الدفاتـر.. والحبـر.. .... فكونـوا علـى الشفـاه لحُونـا
أمطرونـا.. بطولـةً وشمُـوخـاً ... وافعلونا من قُبحنـا.. اغسلُونـا
انّ هذا العصـر اليهـوديّ وهـمٌ ... سوف ينهارُ، لو ملكنـا اليقينـا
يا مجانينَ غـزّة... ألـفُ أهـلاّ ... بالمجانيـنِ... ان هـمُ حرّرونـا
انّ عصر العقلِ السياسيّ... ولّي ... مـن زمـان، فعلّمونـا الجنُونـا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:44 am

دكتوراه شرف في كيمياء الحجر


يرمي حجراً..
أو حجرينْ.
يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،
ويأتينا..
من غيرِ يدينْ..

في لحظاتٍ..
تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
في لحظاتٍ..
تظهرُ حيفا.
تظهرُ يافا.
تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
تضيءُ القدسُ،
كمئذنةٍ بين الشفتينْ..

يرسمُ فرساً..
من ياقوتِ الفجرِ..
ويدخلُ..
كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
عن الكتفينْ..

في لحظاتٍ..
تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
يرسمُ أرضاً في طبريّا
يزرعُ فيها سنبلتينْ
يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
وفنجانينْ..
وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ

يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
وقد يرمي قمرينْ..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كرّاسات الرسمِ
وفرشاةَ الألوانْ
تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.

يسقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولدُ آلافُ الصّبيانْ
يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
يولدُ وطنٌ في العينين..

ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
ويدخلُ في مملكةِ الماء.
يفتحُ نفقاً آخرَ.
يُبدعُ زمناً آخرَ.
يكتبُ نصاً آخرَ.
يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
يقتلُ لغةً مستهلكةً
منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
وموتَ قصائدنا العصماءْ..

يرمي حجراً.
يبدأ وجهُ فلسطينٍ
يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
يرمي الحجرَ الثاني
تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
يرمي الحجرَ الثالثَ
تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
يرمي الحجر العاشرَ
حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
ويظهرُ نورُ الفجرْ..

يرمي حجرَ الثورةِ
حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
من فاشستِ العصرْ
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
بيديهِ،
ويرميها في البحرْ..

تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
أيُّ صبيٍّ؟
هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورقِ القرآنْ؟

يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
ويسألُ عته الصوفيّونَ.
ويسألُ عنه البوذيّونَ.
ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
من شجرِ النسيانْ؟

من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
من صورِ الأجدادِ..
ومن كذبِ الأحفادِ..
ومن سروالِ بني قحطانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
عن أزهارِ الحبِّ..
وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
كآلهةِ اليونانْ؟

يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
ويسألُ عنه المنفيّونَ.
وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
من هوَ هذا الآتي..
من أوجاعِ الشمعِ..
ومن كتبِ الرُّهبانْ؟

من هوَ هذا الولدُ
التبدأُ في عينيهِ..
بداياتُ الأكوانْ؟
من هوَ؟
هذا الولدُ الزّارعُ
قمحَ الثورةِ..
في كلِّ مكانْ؟

يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
ومن سوسِ الكلماتْ؟
من هوَ؟
هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
ومن لُغةِ الأمواتْ؟
تسألُ صحفُ العالمِ،
كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟

تسألُ صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
حيفاويٌّ،
عكَّاويٌّ،
نابلسيٌّ،
يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟




قطرة الندي


لم اعد داريا الي اين اذهب
كل يوم احس انك اقرب
كل يوم يصير وجهك جزءا مني
ويصير العمر اخصب
وتصير الاشكال اجمل شكلا
وقد تسربت في مسامات جلدي مثلما قطرة الندي
اعتيادى علي غيابك صعب
واعتيادي علي حضورك اصعب
كم انا وكم احبك حتي ان نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب
منذ احببتك الشموس استدارت
والسموات صرن انقي وارحب
منذ احببتك البحار جميعا اصبحت من مياه عينيك تشرب
اتمني لو كنت بؤبؤ عيني
اتراني طلبت ماليس يطلب
انت احلي خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:46 am

أريد أن أعيــــــــش

ساعديني على الخروج حياً..
من متاهات الشفتين المكتنزتين.. والشعر الأسودْ
إنّ معركتي معكِ ليست متكافئهْ
فأنا لستُ سوى سمكةٍ صغيرهْ
تسبح في حوض من النحاس السائلْ
ساعديني على التقاط أنفاسي
فإنَّ نَبْضي لم يعد طبيعياً
ووقتي صار مرهوناً بمزاجيّة نهديْكِ
فإذا ناما نمتْ..
وإذا استيقظا استيقظتْ
ساعديني على التفريق بين بدايات أصابعي
ونهايات عمودك الفقريّ..
ساعديني على السفر من خريطة جسدكْ
فإنني أريدُ أن أعيشْ...

أشــــــــــــهد أن لا امرأة الا انت

أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..

2

أشهدُ أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت

3

أشهدُ أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنتِ ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت

4

أشهدُ أن لا امرأة ً
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سُرَّتِها
مركز هذا الكون
أشهدُ أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنتِ ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنتِ ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
اختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي عليَّ
إلا أنتِ ..

5

أشهدُ أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنتِ ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنتِ ..

6

أشهدُ أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال

7

أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهدُ أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور

8

أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله

9

أشهدُ أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهدُ أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10

أشهدُ أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهدُ أن لا امرأة ً
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..


[center]أشـــــــهرك في وجه البشــــاعة .. دفتر شعر


1

أُشْهِرُكِ في وجه العالم
سيفاً من الياسمين..
وأُعلنُ انتصاري..
أُشْهِرُكِ في وجه الكافرينَ،
كتاباً مقدّساً
وفي وجه الأميينَ، قصيدهْ..
وفي وجه البداوةِ، مملكةً من الرخَامْ..
أرمي جوازَ سفري في البحرْ..
وأُسمّيكِ وطني..
أرمي جميعَ معاجمي في النارْ
وأسمّيكِ لُغَتي..
وأغتالُ جميعَ ملوكِ الطوائفْ
وأُسمّيكِ مليكتي..

2

أُشهِرُكِ في وجه تَمُّوزَ
وعداً بالمَطَرْ
وفي وجه العَصَافيرِ..
وعداً بالشَجَرْ
وفي وجه النوارس..
وعداً باللون الأزرقْ
وأرافقُ الأطفالَ في رحلةٍ مدرسيةٍ
حولَ نهديكِ..
ليلعبوا بكُرات الثلج..
ويصطادوا البطَّ المائيّْ
ويُشاهدوا – على الطبيعة-
كُرويّةَ الأرضْ...

3

أُشْهِرُكِ في وجه الصحراء
نَخْلَهْ...
وفي وجه الجَفَاف، سُنْبُلَةَ قمح
وفي وجه الظلام،
شمعداناً من الذَهَبْ
وفي وجه الجائعينَ، رغيفَ خُبْزْ
وفي وجه المسْتَعْبَدِينْ
رايةَ حُرّيةْ..
أُشْهِرُكِ في وجه البشاعَةْ
حمامةً بيضاءْ
ونافورةَ ماءٍ.. وكتابَ شعرْ

4

أغنيَهْ..
وفي وجه النفط العربيّْ
قارورةَ عطرْ
وفي وجه الموت العربيّْ
بشارةَ ولادَهْ...

5

أعلنُ أمامَ أكَلَة لحوم النساءْ
فيرمونَ أضراسهُمْ في البحرْ
ويقلعونَ أظافرهُمُ
ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ
ويدخلون عصر النهضةْ...
ويقلعونَ أظافرهُمُ
ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ
ويدخلون عصر النهضةْ...
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:49 am

من أروع ما كتب شاعر الوطن والياسمين قصيدة كتبها في أواخر عمره يظهر فيها حنينه لوطنه الحبيب وشوقه لأهله ومدينته

هذي دمشق .. وهذي الكأس والراح
إني أحب .. وبعض الحب ذباح
أنا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي
لسال منه .. عناقيد وتفاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب, تشفي بعض من عشقوا
ومالقلبي - إذا أحببت - جراح

ألا تزال بخير دار فاطمة
فالنهد مستنفر .. والكحل صداح

إن النبيذ هنا .. نار معطرة
فهل عيون نساء الشام, أقداح؟

مآذن الشام تبكي إذ تعانقني
وللمآذن, كالأشجار أرواح

للياسمين, حقوق في منازلنا
وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح

طاحونة البن, جزء من طفولتنا
فكيف ننسى؟ وعطر الهال فواح

هذا مكان (ابي المعتز).. منتظر
ووجه (فائزة).. حلو ولماح

هناجذوري , هنا قلبي, هنا لغتي
فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟

كم من دمشقية, باعت أساورها
حتى أغازلها .. والشعر مفتاح

أتيت يا شجر الصفصاف معتذرا
فهل تسامح هيفاء ... ووضاح؟

خمسون عاما .. وأجزائي مبعثرة
فوق المحيط, وما في الأفق, مصباح

تقاذفتني بحار لا ضفاف لها
وطاردتني شياطين.. وأشباح

أقاتل القبح في شعري, وفي أدبي
حتى يفتح نوار... وأقداح

ما للعروبة تبدو مثل أرملة
أليس في كتب التاريخ, أفراح؟

والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصاب .. ومداح
حملت شعري على ظهري .. فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى, حين يرتاح؟


أُكْتُبي لي

إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ
وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا
نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى
عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي
لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ
كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى
تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى
أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ
أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً
تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى
وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا
رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي
زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً
وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا..
تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
تخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
ثِقي بالشَذَا يجري بشَعْرِكِ أَنْهُرَاً
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
ليجعلَها في الناس أُقْصُوصةً تُروى
فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى

البرتقالة

1

يُقشِّرُني الحبُّ كالبُرْتُقَالةِ..
يفتحُ في الليل صدري،
ويتركُ فيهِ:
نبيذاً، وقمحاً، وقنديلَ زيتْ
ولا أتذكَّرُ أنّي انْذَبَحتُ
ولا أتذكَّرتُ أني نَزَفْتُ
ولا أتذكّرُ أنّي رأيتْ..

2

يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ،
يُلغي مكانَ الولادةِ،
يُلغي سنينَ الدراسةِ،
ييُلغي الإقامةَ، يُلغي الدِيانةَ،
يُلغي الزواجَ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاكمَ..
يسحبُ منِّي جوازَ السَفَرْ..
ويغسلُ كلَّ غُبار القبيلةِِ عنِّي
ويجعلني..
من رعايا القَمَرْ..

3

يُغيِّرُ حُبُّكِ طقسَ المدينةِ، ليلَ المدينةِ،
تغدو الشوارعُ عيداً من الضوء تحت رَذّاذ المَطَرْ
وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا
ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شِعْرا
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدَّ حماساً، وأطولَ عمرا..
وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ..
تجيئينَ بالمعطفِ الشَتَويِّ إلى الموعد المنتظَرْ..
فهل صدفةٌ أن يكونَ زمانُكِ
مرتبطاً بزمانِ المَطَرْ؟..

4

يُعلِّمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ،
يكشفُ لي الغيبَ، يجترحُ المعجزاتْ
ويفتَحُ بابي ويدخُلُ..
مثلَ دخول القصيدة،
مثلَ دخول الصلاةْ..
وينثرني كعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ
ويشرحُ لي كيف تجري الجداولُ،
كيف تموجُ السنابلُ،
كيف تُغنِّي البلابلُ والقُبَّراتْ
ويأخُذ مني الكلامَ القديمَ،
ويكتُبُني بجميع اللُّغَاتْ..

5

يقاسمني الحبُّ نصفَ سريري..
ونصفَ طعامي،
ونصفَ نبيذي،
ويسرق منِّي الموانئَ والبحرَ،
يسرقُ منِّي السفينَهْ
وينقُرُ كالديكِ وجهَ الشراشفِ،
يصرخُ فوق قباب المساجدِ..
يصرخُ فوقَ سطوح الكنائسِ..
يوقظُ كلَّ نساءِ المدينَهْْ..

6

يعلّمني الحبُّ كيف تكونُ القصائدُ مائيَّةَ اللونِ،
كيف تكون الكتابةُ بالياسمينْ..
وكيف تكون قراءةُ عينيكِ..
عَزْفاً جميلاً على المانْدُولينْ
ويأخذني من يدي.. ويُريني بلاداً
نهودُ جميلاتها من نحاسٍ..
وأجسادُهُنَّ مزارعُ بُنٍّ..
وأعيُنُهُنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ
وحينَ أقولُ: تعبتُ
يمدُّ عباءتَهُ تحت رأسي
ويقرأ لي ما تيسَّرَ من سورةِ الصابرينْ

7

يفاجئني الحبُّ مثلَ النُبُوءة حين أنامْ
ويرسمُ فوق جبيني
هلالاً مضيئاً، وزوجَ حَمَامْ
يقولُ: تكلَّمْ!!
فتجري دموعي، ولا أستطيعُ الكلامْ
يقولُ: تألَّمْ!!
أُجيبُ: وهل ظلَّ في الصدر غيرُ العظامْ
يقولُ: تعلَّمْ!!
أجاوبُ: يا سيِّدي وشفيعي
أنا منذُ خمسينَ عاماً
أحاولُ تصريف فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ
فلا في الحروب ربحتُ..
ولا في السلامْ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:51 am

الصفحةُ الأولى

1
كغَابةٍ مُشْتَعِلَهْ
تُشعِلينَ الحِبْرْ...
تُشْعِلينَ يدي..
إصبعاً...
إصبعاً...
حتى أصيرَ شَمْعَداناً
في كنيسةٍ بيزَنطيًّهْ..
2
وتدخلينَ فيها..
شِريانَ الليلْ،
وتدخُلُ فيهْ...
تَطْعنينَ الوَرَقَ الأبيضَ في خاصِرَتِهْ
ينزِفُ الورقُ حماماً أبيضْ..
قُطْناً أبيضْ..
حزْناً أبيضْ..
ومُوسيقى بيضاءْ..
وتنسجينَ في آخر الليل من لَحْمي..
كخِنْجَرٍ متوحِّشْ...
لا أريدُ أن يُغَادِرَني..
3
تأتينَ من لا جِهَهْ....
أعْنِي، من كُلِّ الجهاتِ تأتينْ
أزْهارٌ طازجَهْ
وفي حقيبتِكْ،
نَهدَانِ موضوعانِ في كيسٍ من البلاستيكْ
وأُنوثَةٌ مُؤَجَّلَهْ...
4
تطلبينَ منّي، توصيةً للبحرْ
حتى يجعلَكِ سَمَكَهْ...
وتوصيةً للعصافيرْ
حتى تُعلِّمَكِ الحُريَّهْ...
حتى يعترف، بأنكِ امرأهْ..
حتى يُؤَجِّلَ موعدَ ذَبْحِكْ....
5
أفتحُ لكِ اللغةَ على مصراعيها
أفتحُ لكِ تُوركوَازَ البحرْ
وفَضَاءاتِ القصائد المُسْتَحيلهْ
أعطيكِ نِصْفَ سريري...
ونِصْفَ بطَّانِيَتي..
وأُشاركُكِ خُبْزَ المَنْفى
ونبيذَ الحريَّهْ...

قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل



-1-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هُنا ..
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
إسوارةً من زهرْ
فهذه بلادُنا
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيش البحرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
في قمحها المُصْفَرّْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيَسْاَنِها
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
وفي الوصايا العشْرْ ...

-2-
لا تسكرُوا بالنصرْ
إذا قتلتُمْ خالداً
فسوف يأتي عَمْرو
وإن سحقتُمْ وردةً
فسوفَ يبقى العطرْ

-3-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعه..
شَقَّ مياه البحرْ..
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
ولسنا كالهنود الحُمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
فوقَ صحاري مِصرْ..

-4-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..

-5-
من قَصَبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
من قَصَبِ الغاباتْ
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
من عُلَب الدخانِ ..
من صفائح البنزينِ..
من شواهد الأمواتْ
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
من ضفائر البناتْ ..
من خَشَب الصُلْبان..
من أوعية البخُورِ ..
من أغطية الصلاةْ
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
من السُطُور والآياتْ
لن تُفْلتوا من يدنا ..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
وفي الماءِ ..
وفي النباتْ ..
ونحنُ معجونونَ ..
بالألوانِ والأصواتْ ..
لن تُفْلتوا ..
لن تُفْلتوا ..
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ

-6-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...

-7-
إنتبهوا ‍! ..
إنتبهوا ‍! ..
أعمدةُ النور لها أظافر
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركمْ
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
وخُصْلةٍ من شَعرْ ...

-8-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
لا بُدَّ أن تدورْ
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
لم تهزموا الشعورْ ..
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
وظلَّتِ الجذورْ ...

-9-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
ما جاءَ في الزَبُورْ
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
ولا لكُمْ حضورْ ..
من باب كلِّ جامعٍ
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
ويخرجُ المنصورْ ...
إنتظرونا دائماً ..
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
نطلع في روما ..
وفي زوريخَ ...
من تحت الحجَرْ
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
وأحواضِ الزَهَرْ
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
أو سيفِ عُمَرْ
نساؤنا
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
نساؤنا ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
إلى أرض القَمَرْ ....

-11-
لقد سرقتُمْ وطناً ..
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
وتنصبُونَ مأتماً
إذا خَطَفنا طائرَهْ ...

-12-
تذكَّروا ..
تذكَّروا دائماً
بأنَّ أَمْريكا –على شأنِها-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
وأنَّ أَمْريكا –على بأسها-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..

-13-
ما بيننا .. وبينكُمْ
لا ينتهي بعامْ ..
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
ولا بألفِ عامْ ..
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
كالنَقْش في الرخامْ ...
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
وفي أجنحة الحَمامْ
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
وفي دفاتر الأيَّامْ
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..

-14-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".

-15-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الوُرودِ ما
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....

-16-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
للأرضِ ..
للحاراتِ ..
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
في غُرف التحقيق ..
في مراكز البوليس.. في السجونْ
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
وهؤلاء كلُّهمْ ..
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ

-17-
وجاءَ في كتابه تعالى :
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
وأنَّكمْ في تيهها ..
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
سوف تكفرونْ ..
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
زدنَا على ما قاله تعالى
سطريْنِ آخرَيْنْ :
"ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
"وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
"بقوّة السلاح تخرجونْ .."

-18-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
ونحنُ باقونَ هنا ..
حدائقاً ..
وعطرَ برتقالْ ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
على دفاتر الجبالْ
باقونَ في معاصر الزيتِ
وفي الأنوالْ ..
في المدِّ .. في الجَزْر ..
وفي الشروق والزوالْ
باقونَ في مراكب الصيْدِ
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
وفي قصائد النضالْ ..
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
باقونَ في عطر المناديل ..
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
والعقالْ ...
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
في الجراحِ .. في السُعالْ
باقونَ في سنابل القمح ..
وفي نسائم الشمالْ
باقونَ في الصليبْ ..
باقونَ في الهلالْ ..
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
وفي معاول العُمَّالْ
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
في أسِرَّة الأطفالْ ..
باقونَ في الدموعْ ..
باقونَ في الآمالْ ..

-19-
تِسعونَ مليوناً ..
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....

-20-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
وأطعمناهُ للحيتانْ ...
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
لم يَعُدْ "إنسانْ"
لأنَّهُ في تخته الوثير
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسَهُ ..
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ
قيادةَ الأركانْ ....

-21-
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
وعندما ..
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
أصبحَ في مقدوره
أن يبدأ الحسابْ ...

-22-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..

-23-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
مصدِّري أحلامْ ..
تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى
حقلٍ من الألغامْ
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
وانتقلتْ فيتنامْ ...

-24-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
وفي صحاري ليبيا
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
تغيّروا ..
تغيّروا ..

-25-
أنا الفلسطينيُّ ..
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلع كلَّ ليلةٍ
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
أطلعُ من صوت أبي..
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
أطلعُ من رائحة الترابْ..
أفتحُ بابَ منزلي..
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
لأنَّني السؤالُ والجوابْ...

-26-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويَهْ ..
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
كبيت أيِّ زانيَهْ ..

-27-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
إشارةَ الفِداءْ
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
من وَجَع الحسين نأتي
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
ومن أحزان كربلاءْ ..
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ ..
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:53 am

خبز وحشيش وقمر

عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
فالسطوحُ البيضُ تغفو...
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..
يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ
وصُورْ..
ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ

ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ
ببلادي..
ببلادِ الأنبياْ..
وبلادِ البسطاءْ..
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ
ونعيشُ لنستجدي السماءْ
ما الذي عندَ السماءْ
لكُسالى ضعفاءْ
يستحيلونَ إلى موتى..
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّونَ قبور الأولياءْ
علّها..
ترزقُهم رزّاً وأطفالاً..
قبورُ الأولياءْ..
ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ
يتسلّونَ بأفيونٍ..
نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ..
في بلادي..
في بلادِ البسطاءْ..

أيُّ ضعفٍ وانحلالْ
يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ
فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ
وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلالْ
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ
في بلادي..
حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ
منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ
وينادونَ الهلالْ:
" يا هلالْ..
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ
وحشيشاً.. ونُعاسْ
أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ
دُمتَ للشرقِ.. لنا
عنقودَ ماسْ
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "

في ليالي الشرقِ لمّا
يبلغُ البدرُ تمامهْ..
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ
ونضالِ..
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..
وفي يومِ القيامهْ..
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ..
أبداً.. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ..
تتردّى..
جُثثاً تحتَ الضياءْ..

في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويموتونَ بكاءْ
كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ
ويزيدونَ بكاءْ
كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي".. وغناءْ
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ..

حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيحُ الطويلهْ
شرقُنا المجترُّ.. تاريخاً.. وأحلاماً كسولهْ
وخُرافاتٍ خوالي..
شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ
في (أبي زيدِ الهلالي)

الضَفائِر السُّود


"رآها تتسرّح مرة وتنثر
الليل على كتفيها ..."
يا شَعْرَها .. على يدي
شَلالَ ضَوْءٍ أسودِ ..
ألمُّهُ .. ألمُّهُ
سنابلاً لم تُحْصَدِ ..
لا تربطيهِ .. واجعلي
على المساءِ مَقْعَدي ..
من عُمْرنا .. على مخدَّاتِ
الشذا ، لم نرْْقُدِ ..
***
وحَرَّرَتْهُ .. من شريطٍ
أصفر .. مُغرِّدِ
واستغرقتْ أصابعي
في ملعبٍ .. حُرٍّ .. نَدِي
وفَرَّ .. نَهْرُ عُتْمةٍ
على الرُخامِ الأجْعَدِ ..
تُقِلُّني .. أرجوحةٌ سوداءُ
حيرى المقصدِ ..
توزّعُ الليلَ .. على
صباحِ جيدٍ أجْيَدِ
هناكَ . طاشتْ خُصْلةٌ
كثيرةُ التَمَرُّدِ ..
تُسِرُّ لي .. أشواقَ صدرٍ
أهوجِ التنهُّدِ ..
ونَبْضةَ النهد الصغيرِ
الصاعِدِ .. المُغَرِّدِ
تَسْتَقْطِرُ النبيذَ مِنْ
لون فمٍ لم يُعْقَدِ ..
وتَرْضَعُ الضياءَ .. من
نَهْدٍ .. صبيِّ المولِدِ
***
قد نلتقي في نجمةٍ
زَرْقَاءَ .. لا تَسْتَبْعِدي
تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمْرُ
لو لم تُوجَدي !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:54 am

هوامِشُ على دفتر الهزيمة 1991

**
لا حربنَا حربٌ، ولا سلامُنَا سلامْ
جميعُ ما يَمُرُ في حياتنا
ليس سوى أفْلامْ ...
زواجُنا مُرتجلٌ .
وحُبُّنا مُرتَجَلٌ .
كما يكونُ الحبُّ في بداية الأَفلامْ .
وموتُنا مُقرَرٌ .
كما يكونُ الموتُ في نهاية الأفلامْ .
لم ننتصِرْ يوماً على ذُبابةٍ
لكنها .. تجارةُ الأوْهامْ .
فخالدٌ ، وطارقٌ ، وحمزةٌ ،
وعُقبَةُ بن نافعٍ ،
والزيرُ ، والقَعقَاعُ ، والصَمْصَامْ .
مُكَدَّسونَ كُلُّهم ..
في عُلبِ الأفلامْ ..
**
وراءها هزيمةٌ ..
وراءها هزيمةٌ ..
كيف لنا أن نربحَ الحربَ
إذا كان الذينَ مَثَّلُوا ..
وصوَّرُوا ..
وأخرجوا ..
تعلَّموا القتالَ في وزارة الإعلامْ ؟؟
**
في كلِّ عشرينَ سَنَهْ ..
ليذبحَ الوَحْدَةَ في سريرها
ويُجهضَ الأحلامْ.
**
في كلِّ عشرينَ سنهْ ..
يأتي إلينا حَاكمٌ بأمرِهِ
ويأخذَ الشمسَ إلى مِنصَّة الإعدامْ .
**
في كلِّ عشرين سنَهْ
يأتي إلينا نَرْجسيٌّ عاشقٌ لذاتِهِ
ليدَّعي بأنه المَهْديُّ ، والمنْقِذُ ،
والواحدُ ، والخالدُ ،
والحكيمُ ، والعليمُ ، والقِدِّيسُ ،
والإمامْ ...
**
في كلِّ عشرين سَنَهْ
يأتي إلينا رجُلٌ مُقامِرٌ
ليرهُنَ البلادَ ، والعبادَ ، والتراثَ ،
والشُروقَ ، والغروبَ ،
والذُكورَ ، والإناثَ ،
والأمواجَ ، والبحرَ ،
على طاولةِ القِمَارْ ..
**
في كلِّ عشرين سَنَهْ
يأتي إلينا رجُلٌ مُعَقَّدٌ
يحمل في جيوبهِ أصابعَ الألغامْ ..
**
ليس جديداً خوفُنا
من يوم كُنّا نُطفةً
في داخل الأرْحَامْ .
**
هل النظامُ ، في الأساس ، قاتلٌ ؟
عن صناعة النظامْ ؟
**
إنْ رضي الكاتبُ أن يكون مرةً
دَجَاجَةً ..
تُعاشِرُ الدُيُوكَ .. أو تبيضُ .. أو تنامْ ..
**
للأُدباء عندنا نقابةٌ رسْميَّةٌ
تُشْبهُ في تشكيلها
نقابةَ الأغْنامْ ...
ثم مُلُوكٌ أكلوا نساءَهُمْ
في سالف الأيامْ
لكنَّما الملوكُ في بلادنا
تعوّدوا أن يأكلوا الأقلامْ ...
**
وأصبحَ التاريخُ في أعماقنا
إشارةَ استِفْهَامْ !!
**
هُمْ يقطعونَ النَخْلَ في بلادنا
للسيّد الرئيسِ ، غاباتٍ من الأصنامْ !
**
لم يطْلُبِ الخالقُ من عبادهِ
أن ينحتوا يوماً لهُ
مليونَ تمثالٍ من الرَّخامْ !!
تَقَاطعتْ في لحمنا خناجرُ العُرُوبَهْ
واشْتَبَكَ الإسلامُ بالإِسلامْ ...
**
بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلامْ
إلا الجلدُ والعِظام ..
**
طائرةُ (الفَانْتُومِ) ..
تنقَضُّ على رؤوسِنَا
**
الحَربُ ..
لا تربحُها وظائفُ الإنشاءْ .
ولا التشابيهُ .. ولا النُعُوتُ .. والأسمَاءْ
فكم دَفَعْنَا غالياً ضريبةَ الكلامْ ...
**
من الذي يُنقذُنا من حالة الفِصَامْ ؟
ونحن كلَّ ليلةٍ ..
نرى على الشاشاتِ جيشاً جائعاً .. وعارياً ..
يشحذُ من خنادق الأعداء (سانْدَوِيشَةً)
وينحني .. كي يلثُمَ الأقدامْ !!
قد دخلَ القائدُ – بعد نَصْرِهِ –
لغرفة الحمامْ ..
ونحن قد دخلنا
لملجأ الأيتامْ !!..
نموتُ مجَّاناً .. كما الذُّبابُ في إفْريقيا
نموتُ كالذُبَابْ.
ويدخلُ الموتُ علينا ضاحكاً
ويُقفِلُ الأبوابْ.
نموتُ بالجُمْلة في فراشنا
ويرفضُ المسؤولُ عن ثلاجة الموتى
نموتُ .. في حرب الإشاعاتِ..
وفي حرب الإذاعاتِ..
وفي حرب التشابيهِ..
وفي حرب الكِنَاياتِ..
وفي خديعة السَّرابْ .
نموتُ.. مَقْهورينَ، مَنْبُوذينَ ، ملْعُونينَ..
مَنْسيِّينَ كالكلابْ ..
يُفَلْسِفُ الخَرَابْ...
**
مُضحكةٌ مُبكِيةٌ.
معركة الخليجْ.
فلا النِّصَالُ انكسَرَتْ فيها على النِّصَالْ.
ولا رأينا مرَّةً..
آشورَ بانيبالْ
فكُلُّ ما تبقّى.. لمُتْحَفِ التاريخِ .
أهْرامٌ من النعالْ!!.
**
في كُلِّ عشرين سَنَهْ.
يجيئُنا مِهْيَارْ.
يحملُ في يمينه الشَمْسَ،
وفي شماله النَّهارْ.
ويرسمُ الجنَّاتِ في خيالنا
ويُنْزِل الأمطارْ.
وفجأةً..
يحتلُّ جيشُ الرُوم كبرياءَنا
وتسقُطُ الأسوارْ!!.
**
في كلِّ عِشْرِينَ سَنَهْ.
يأتي امرؤُ القَيْس على حصانهِ
**
أصواتنا مكتومةٌ.
شفاهنا مختومةٌ.
شعوبنا ليست سوى أصفارْ ...
إنَّ الجُنُونَ وحدَهُ،
يصنعُ في بلادنا القَرارْ...
**
نكذِبُ في قراءة التاريخْ.
نكذبُ في قراءة الأخبارْ.
إلى انتصارْ!!.
**
يا وطني الغارقَ في دمائهِ
يا أيها المَطْعُونُ في إبائهِ
مدينةً مدينةً..
نافذةً نافذةً ..
غمامةً غمامةً..
حمامةً حمامةً ..
مئذنةً مئذنةً ..
أخافُ أن أُقرِئَكَ السلامْ ..
يُسافر الخنجرُ في عروبتي
يسافر الخِنجرُ في رُجولتي
هل هذه هزيمةٌ قُطْريَّةٌ ؟
أم هذه هزيمةٌ قوميّةٌ ؟
**
يُسافر الخنجرُ في عروبتي
يسافر الخِنجرُ في رُجولتي
هل هذه هزيمةٌ قُطْريَّةٌ ؟
أم هذه هزيمةٌ قوميّةٌ ؟
أم هذه هزيمتي ؟؟


الطيران فوق سطح العالم


1
قرّرتُ نهائياً.. أن أتفرَّغ لكِ..
فليس هناك قضيةٌ
تستحق أن يموتَ الإنسان من أجلها
إلا حبُّكِ..
ولا محطةٌ تستحقّ الوقوف فيها
إلا محطة شَعْرك الليليّْ
وليس هناك أيديولوجية متكاملة
أكثرَ إقناعاً من تقاطيع وجهكْ..
وليس هناك مكانٌ للانتحار
أعلى من ذروة نهديْكِ..
2
لقد جرّبتُ كلَّ الأعمال اليدويَّهْ
من رَسْمٍ على الزجاج..
وحفرٍ على الخَشَبْ
واستنفدتُ جميعَ إمكانيات الصلصال والسيراميكْ
فلم أكتشف آنيةً خزفيّةً
أكثرَ تناسقاً من جسدكْ
وأصغيتُ إلى عَشَرات التنويعات على البيانو
فلم أستمع إلى معزوفةٍ
أحسنَ تأليفاً من أصابعكْ...
3
أن أتخلى عن جواز سفري
وأصبحَ واحداً من رعاياكِ.
قرّرتُ نهائياً..
أن أتعلَّق بأية سحابةٍ
هاربةٍ مع أطفالها باتجاه البحرْ
فلم يَعُدْ لي وطنٌ أَلتجئ إليهِ..
سوى سواحل يَدَيْكِ..
أنتِ الوطنُ الأخيرُ الباقي على خريطة الحريّهْ
أنتِ الوطنُ الأخير الذي أطعمني من جوعٍ..
وآمنني من خوفْ..
وكلُّ الأوطان الأخرى.. أوطانٌ كاريكاتوريّهْ
كرسوم والت ديزني..
أو بوليسية...
كمؤلفات آغاتا كريستي..
أنتِ آخرُ سنْبُلَهْ..
وآخرُ قَمَرْ..
وآخرُ حمامَهْ..
وآخرُ غمامَهْ
وآخرُ مركبٍ أتعلَّقُ به..
قبل وصول التَتَارْ....
*
أنتِ آخرُ وردةٍ أشُمُّها
قبل أن ينتهي زمنُ الوردْ..
وآخرُ كتابٍ أقرؤه..
قبل أن تحترقَ كلُّ المكتباتْ
وآخرُ كلمةٍ أكتُبُها
قبل أن يأتي زُوَّارُ الفجرْ
وآخرُ عَلاقةٍ أُقيمها مع امرأَهْ
قبلَ أن تصبحَ الأنوثَهْ
كلمةً نفتش عنها بالعَدَسات المكبِّرَهْ
في المعاجم والموسوعاتْ....
4
قرّرتُ أن أذهبَ معكِ..
وآخرِ نقطةٍ من دمي...
إنني مشتاقٌ إلى الجُزُرِ التي لا تتعاملُ مع الوقتْ
ولا تقرأ الجرائدَ اليوميَّهْ
لم يَعُدْ عندي أيُّ مَتَاعٍ يُؤسَفُ عليه...
فلحمي.. أكلته الأسماكُ بين بيروت ولارنكا
ووطني..
نَشَلُوهُ من جيبي قبل أن أصعد إلى ظهر
السفينهْ...
وتذكرة هويتي...
عليها صورةُ رجلٍ آخَرْ..
كان يُشْبِهُني قبلَ خمسينَ عاماً..
ماذا تنتظرينَ كي تَفْتَحي قلوعَ شعرك الأسودْ؟؟
إن رائحةَ الملح والتُوتياءِ في الميناءْ
تخترقُني كسيفٍ معدنيّْ
فلماذا لا تفتحينَ واحداً من شرايينكِ لإيوائي؟
أنا الذي فتحتُ جميعَ شراييني..
لاستقبالِكْ...
5
لم يَعُدْ عندي أسئلةٌ أطرحُها
فأنتِ والبحرُ..
لم يعد عندي ارتباطاتٌ بأيِّ حَجَرْ...
أو بأية شجرهْ
أو بأية رائحهْ..
أو بأية خزانة ملابسْ..
فكلُّ ما تبقى لي..
هو سروالُ الجينز الأزرق الذي ألبسه.
والذي كان رفيقَ تسكّعي..
ورفيقَ السَفَرِ.. والمنفى، والمقاهي،
والقطاراتِ،
وبواخرِ الشحن، والدُّوار، والليل، والبراندي،
والجنس، والصراخِ العصبيِّ في دهاليز الجنونْ.
كلُّ ما تبقى لي...
هو هذا الجينزُ التاريخيّْ..
المغطَّى بالطَعَناتِ.. وفُتَات الخبز..
وفُتات الجِنْسِ.. وفُتَات صرخاتي ودموعي..
والذي صارَ المتحفَ القومي لمشاعري..
والمفكّرةَ التي أسجّلُ عليها مواعيدَ الإقلاع..
والرسو.. ومواعيدَ الغيبوبة والكحولْ
وصارَ، بعد سقوط كلِّ الأوطان..
وَطَني...
6
لن أعود إلى حماقاتي السابقَهْ..
ولن أسألكِ إلى أينْ؟
إن الجغرافيا لم تعد عندي ذاتَ موضوعْ
العالمْ.
والمسافةُ بين ولادتي وموتي تُحسب
بالسنتيمراتْ.
لن أسألك إلى أينْ؟
المهمّ.. أن تنتزعيني من ذاكرتي
ومن أوراق الرزنامة العربية..
وترميني على ظهر سفينةٍ
لا ترفعُ عَلَمَ أي دولَهْ....
فأنا لم أعُدْ مكترثاً بالممالك.. ولا
بالجمهورياتْ..
إن زجاجة البراندي..
هي الجمهوريةُ الأكثرُ عدلاً وأماناً في التاريخ..
فاغسلي قَدَميكِ بمائها المقدَّسْ
فهذه فرصتُنا الوحيدَهْ..
للطيران فوق سطح العالَمْ....
إن زجاجة البراندي..
هي الجمهوريةُ الأكثرُ عدلاً وأماناً في التاريخ..
فاغسلي قَدَميكِ بمائها المقدَّسْ
فهذه فرصتُنا الوحيدَهْ..
للطيران فوق سطح العالَمْ....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:56 am

حبيبة عمري


حبيبة عمري كيف أكتمك الشجوا

وأنت لعمري من أحب ومن أهوى

وكيف سلوي والغرام مؤرقي

بما قد تناجينا هنالك من نجوى

ثقي أن طيفا من خيالك شاغلي

فلا أبتغي وصلا لريا ولا أروى

أنا لمعين الحب إن كان جاريا

على الود والإخلاص صديان لا أروى

وإن عذل العذال فيك يصمَّني

عن العذل منهم ثغرك الباسم الأحوى

وإن كنت قد خالفت أهل وعذلي

لأجلك من فرط الغرام فلا غروا

ألم يعلموا يا بهجة النفس أنه

لأجلك تأبى لي الصبابة والجوى

وما اللوم في أني صبوت صبابة

إليك وأرجو فيك مستقبلي رجوا

وكل الذي ترضين أرضى بأنه

حبيبة عمري يصبح الغاية القصوى

بودك أن لا تفعلين كمثل مـــــــــــا

يريد نزار حين قال لمن يهوى:

"إلي اكتبي ما شئت إني أحبه

وأتلوه شعرا ذلك الأدب الحلو


رساله الى حبيبة سابقه(نزار قباني




لا تكوني عصبية
لن تثيريني بتلك الكلمات البربرية
ناقشيني بهدوء وروية
من بنا كان غبيا؟ياغبية
انزعي عنك ثياب المسرحية
وأجيبي...
من بنا كان الجبانا؟
من المسؤول عن موت هوانا؟
من بنا باع للثاني القصور الورقية؟
من هو القاتل فينا ومن الضحية؟
من ترى أصبح منا بهلوانا؟
بين يوم وعشية؟؟؟
امسحي دمع التماسيح..
وكوني منطقية
أزمة الشك التي نجتازها
ليس تنهيها الحلول العاطفية
أنت نافقت كثيرا..
وتجبرتي كثيرا..
ووضعتي النار على كل الجسور الورقية
أنت منذ البدء ياسيدتي
لم تعيشي الحب يوما كقضية
؟؟ دائما كنت على هامشه
نقطة حائرة في أبجدية
قشة تطفو على وجه المياه الساحلية
كائنا من غير تاريخ ...ومن غير هوية
لاااا تكوني عصبية؟؟!!
كل ما أرغب أن أسأله
من بنا كان غبيا يااا غبية؟



نزار قباني- إلى صديقة جديده
وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي

مفكِّراً بنَوْحكِ الأخيرِ

كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ

كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ

كتبتُ أشياءَ بدون معنى

جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ

مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟

مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟

و كانَ قلبي قبل أن تلوحي

مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ

مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري

حدّاً لأفكاري و لا شعوري

أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي

بغير تاريخٍ و لا مصيرِ

محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي

لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ

أريدُ أن أقيكِ من ضلالي

من عالمي المسمَّم ِ العطورِ

هذا أنا بكلِّ سيئاتي

بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ

كشفتُ أوراقي فلا تُراعي

لن تجدي أطهرَ من شروري

للحسن ثوراتٌ فلا تهابي

و جرِّبي أختاهُ أن تثوري

و لتْشقي مهما يكنْ بحُبِّي

فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:57 am

سأبدأ من أول السطر



سأَبدأُ من أَوَّلِ السطر.. إن كنتِ تعتقدينْ
بأنيِّ سقطتُ أمام التحدّي الكبيرْ!!
سأَبدأُ من أوَّلِ الخَصْر.. إن كنتِ تعتقدينْ
بأنِّي تلعثمتُ، مثل التلاميذ، فوق السريرْ..
سأبدأ من قِمّة الصدر.. إن كنتِ تعتقدينْ
بأنّي تصرّفتُ كالأغبياءْْ
أمام دموع المرايا.. وشكوى الحريرْ..
سأبدأُ من شفتيكِ نزولاً..
إذا كنتِ تخشينَ من غربة الليل والزمهريرْ
سأَبدأُ من قَدَمَيْكِ صعوداً..
إذا كان لا بدَّ لي أن أموتَ..
لأَربَحَ هذا الرهانَ الكبيرْ!!


أنا والنساء


- 1-
أريدُ الذهابَ ..
إلى زَمَنٍ سابقٍ لمجيء النساءْ..
إلى زمنٍ سابقٍ لقُدُوم البكاءْ
فلا فيهِ ألمحُ وجهَ امرأهْ..
ولا فيهِ أسمعُ صوتَ امرأهْ..
ولا فيهِ أشنقُ نفسي بثدي امرأَهْ..
ولا فيه ألعقُ كالهرِّ رُكْبَةَ أيّ امرأَهْ...

-2-
أريدُ الخروجَ من البئر حيَّاً..
لكي لا أموتَ بضَرْبَة نَهْدٍ..
وأُهْرَسَ تحت الكُعُوب الرفيعةِ..
تحت العيون الكبيرةِ،
تحت الشفاه الغليظةِ،
تحتَ رنين الحِلَى، وجُلُود الفِراءْ
أريدُ الخروجَ من الثقبِ
كي أتنفَّسَ بعضَ الهواءْ..

-3-
أريدُ الخروجَ من القِنِّ..
حيثُ يفرّقْنَ بين الصباحِ وبين المَسَاءْ
أُريدُ الخروجَ من القِنِّ..
إنَّ الدَجَاجاتِ مزَّقْنَ ثوبي..
وحللنَ لحمي..
وسَمَّيْنَني شاعرَ الشُعَراءْ....
-4-
كرهتُ الإقامةَ في جَوْف هذي الزُجاجَهْ..
كرهتُ الإقامَهْ..
أيمكنُ أن أتولّى
حِرَاسَةَ نَهْدَيْنِ..
حتى تقومَ القيامَهْ؟؟
أيمكنُ أن يصبح الجِنْسُ سِجْناً
أعيشُ به ألفَ عامٍ وعامْ
أريدُ الذهابَ..
إلى حيث يمكنني أن أنامْ...
فإني مللتُ النبيذَ القديمَ..
الفِرَاشَ القديمَ..
البيانو القديمَ..
الحوارَ القديمَ..
وأشعارَ رامبو..
ولَوْحَات دالي..
وأعينَ (إلْزَا)
وعُقْدَةَ كافْكَا..
وما قالَ مجنونُ لَيْلَى
لشرح الغرامْ...
متى كانَ هذا المُخَبَّلُ مجنونُ ليلى..
خبيراً بفنّ الغرامْ؟
أريدُ الذهابَ إلى زمن البحرِ..
كي أتخلَّصَ من كل هذي الكوابيسِ،
من كلّ هذا الفِصَامْ
فهل ممكنٌ؟
- بعد خمسينَ عاماً من الحُبِّ-
أن أستعيدَ السلامْ؟؟

-5-
أريدُ الذهابَ.. لما قَبْلَ عصر الضفائرْ
وما قَبْلَ عصر عُيُون المَهَا..
وما قَبْلَ عصر رنين الأساورْ
وما قَبْلَ هندٍ..
ودَعْدٍ..
ولُبْنَى..
وما قَبْلَ هزِّ القُدُودِ،
وشَدِّ النهودِ..
ورَبْط الزنانير حول الخواصرْ..
أريدُ الرحيلَ بأيِّ قطارٍ مُسَافرْ
فإنَّ حُرُوبَ النساءْ
بدائيّةٌ كحروب العشائرْ
فقَبْلَ المعاركِ بالسيفِ،
كانتْ هناكَ الأظافِرْ!!.

-6-
كرهتُ كتابةَ شعري على جسد الغانياتْ
كرهتُ التَسَلُّق كلَّ صباحٍ، وكلَّ مساءٍ
إلى قمة الحَلَماتْ..
أريدُ انتشالَ القصيدة من تحت أحذية العابراتْ
أريدُ الدخولَ إلى لغةٍ لا تجيد اللغاتْ
أريدُ عناقاً بلا مُفْرَداتْ
وجنْساً بلا مُفْرَداتْ
وموتاً بلا مُفْرَداتْ
أريدُ استعادةَ وجهي البريءِ كوجه الصلاةْ
أريدُ الرجوعَ إلى صدر أمّي
أريدُ الحياةْ...

على عينيك يضبط العالم ساعاته


-1-
قبل أن تُصبحي حبيبتي
كانَ هناكَ أكثرُ من تقويمٍ لحساب الزَمَنْ.
كان للهُنُود تقويمُهُمْ،
وللصينيِّنَ تقويمُهُم،
وللفُرْسِ تقويمُهُمْ،
وللمصريِّينَ تقويمُهُم،
بعدَ أن صرتِ حبيبتي
صارَ الناس يَقُولون:
السنةُ الألفُ قبل عَيْنَيْها
والقرنُ العاشر بعد عَيْنَيْها.
وصلتُ في حُبِّكِ إلى درجة التَبَخُّرْ
وصارَ ماءُ البحر أكبرَ من البحرْ
ودَمْعُ العين أكبرَ من العينْ
ومساحةُ الطَعْنَةِ..
أكبرَ من مساحة اللَّحْمْ.

-2-
وأتوحَّدَ بكِ أكْثَرْ
صارتْ شفتايَ لا تكفيانِ لتَغْطيةِ شَفَتَيْكِ
وذِرَاعايَ لا تكتفيانِ لتطويقِ خَصْرِكْ
وصارتْ الكِلماتُ التي أعرفُها
أَقَلَّ بكثيرٍ،
من عدد الشَامَاتِ التي تُطرِّزُ جَسَدكِ.

-3-
لم يعُدْ بوسْعي،
فمنذُ أعوامٍ،
وهُمْ يُعْلِنونَ في الجرائد أنَّني مفقودْ
ولا زلتُ مَفْقُوداً..
حتى إشعارٍ آخَرْ..

-4-
لم يَعْدْ بوسْع اللغة أن تَقُولَكِ..
صارتِ الكِلماتُ كالخيول الخَشَبيَّهْ
ولا تَطَالُكِ..
كُلَّما اتَّهمُوني بحُبِّكِ..
أشعُرُ بتفوّقي.
وأعقدُ مؤتمراً صحفيَّاً،
أوزِّعُ فيه صُوَرَكِ على الصحافَهْ،
وأظهر على شَاشةِ التلفزيونْ
وأنا أضَعُ في عروة ثوبي
وردةَ الفضيحَهْ..

-5-
كنتُ أسمعُ العُشَّاقَ
يتحدَّثُونَ عن أشواقِهمْ
فأضْحَكْ..
وشربتُ قهوتي وحدي..
عرفتُ كيف يدخلُ خنجرُ الشوق في الخاصرة
ولا يخرجُ أبداً..

-6-
مُشْكلتي مع النَقْد
أنَّني كلَّما كتبتُ قصيدةً باللون الأسودْ
قالوا إنَّني نَقَلْتُها عن عَيْنَيْكِ..

-7-
أنَّني كلَّما نفيتُ علاقتي بكِ
سَمِعْنَ خَشْخَشَةَ أساوركِ
في ذَبْذَبات صوتي
ورأينَ قميصَ نَوْمكِ

-8-
لا تُعوِّديني عليكِ..
فقد نصحني الطبيبْ
أن لا أتركَ شفتيَّ في شَفَتَيْكِ
أكثرَ من خَمْسِ دقائقْ
وأن لا أجلس تحت شمس نَهْدَيْكِ
أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ

-9-
إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً..
يُحِبُّكِ أكثرَ منّي
فدُلّيني عليهْ
لأُهنِّئهُ..
وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ..
أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ
حتَّى لا أحترقْ..

-10-
إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً..
يُحِبُّكِ أكثرَ منّي
فدُلّيني عليهْ
لأُهنِّئهُ..
وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ..

[/center]
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:00 am

أطفال الحجارة

بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..
قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة
واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..
وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..
واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..
واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..
واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..
ويا جيلَ العمولات..
ويا جيلَ النفاياتِ
ويا جيلَ الدعارة..
سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-
أطفالُ الحجاره..

]القبلة الأولى

عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.

الحاكم و العصفور

أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
لأقرأَ شعري للجمهورْ
فأنا مقتنعٌ
أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –
بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
وليسَ معي إلا دفترْ
يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
يرميني العسكرُ للعسكرْ
وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
لكنَّ الضابطَ يوقفني
ويريدُ جوازاً للعصفورْ
تحتاجُ الكلمةُ في وطني
لجوازِ مرورْ
أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
منتظراً فرمانَ المأمورْ
أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
ودمعي في عينيَّ بحورْ
وأمامي كانتْ لافتةٌ
تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
أتقيأُ أحزاني..
وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
وأظلُّ على بابِ بلادي
مرميّاً..
كالقدحِ المكسورْ

القرار

إنّي عشِقْتُكِ .. واتَّخذْتُ قَرَاري
فلِمَنْ أُقدِّمُ _ يا تُرى _ أَعْذَاري
لا سلطةً في الحُبِّ .. تعلو سُلْطتي
فالرأيُ رأيي .. والخيارُ خِياري
هذي أحاسيسي .. فلا تتدخَّلي
أرجوكِ ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ ..
ظلِّي على أرض الحياد .. فإنَّني
سأزيدُ إصراراً على إصرارِ
ماذا أَخافُ ؟ أنا الشرائعُ كلُّها
وأنا المحيطُ .. وأنتِ من أنهاري
وأنا النساءُ ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً
بأصابعي .. وكواكباً بِمَدَاري
خَلِّيكِ صامتةً .. ولا تتكلَّمي
فأنا أُديرُ مع النساء حواري
وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى
للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري
وأنا أُرتِّبُ دولتي .. وخرائطي
وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري
وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي
وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري
أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ .. متسلِّطٌ
في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ
فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي
واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري..
إنْ كانَ عندي ما أقولُ .. فإنَّني
سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ...
عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي
مراكبي ، وصديقَتَا أسْفَاري
إنْ كانَ لي وَطَنٌ .. فوجهُكِ موطني
أو كانَ لي دارٌ .. فحبُّكِ داري
مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ .. وأنتِ لي
هِبَةُ السماء .. ونِعْمةُ الأقدارِ؟
مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي
مِنْ لُؤلُؤٍ .. وزُمُرُّدٍ .. ومَحَارِ؟
أَيُناقِشُونَ الديكَ في ألوانِهِ ؟
وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟
يا أنتِ .. يا سُلْطَانتي ، ومليكتي
يا كوكبي البحريَّ .. يا عَشْتَاري
إني أُحبُّكِ .. دونَ أيِّ تحفُّظٍ
وأعيشُ فيكِ ولادتي .. ودماري
إنّي اقْتَرَفْتُكِ .. عامداً مُتَعمِّداً
إنْ كنتِ عاراً .. يا لروعةِ عاري
ماذا أخافُ ؟ ومَنْ أخافُ ؟ أنا الذي
نامَ الزمانُ على صدى أوتاري
وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي
من قبل بَشَّارٍ .. ومن مِهْيَارِ
وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً
وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ
سافرتُ في بَحْرِ النساءِ .. ولم أزَلْ
_ من يومِهَا _ مقطوعةً أخباري..
***
يا غابةً تمشي على أقدامها
وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ
شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ
والناهدانِ بحالة استِنْفَارِ
وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً
كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ..
فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقةٍ
وتباركي بجداولي وبِذَاري
أنا جيّدٌ جدّاً .. إذا أحْبَبْتِني
فتعلَّمي أن تفهمي أطواري..
مَنْ ذا يُقَاضيني ؟ وأنتِ قضيَّتي
ورفيقُ أحلامي ، وضوءُ نَهَاري
مَنْ ذا يهدِّدُني ؟ وأنتِ حَضَارتي
وثَقَافتي ، وكِتابتي ، ومَنَاري..
إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها
وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري
هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي .. ونُبُوءَتي
وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّارِ..
كلُّ القبائل لا تريدُ نساءَها
أن يكتشفْنَ الحبَّ في أشعاري..
كلُّ السلاطين الذين عرفتُهُمْ..
قَطَعوا يديَّ ، وصَادَرُوا أشعاري
لكنَّني قاتَلْتُهُمْ .. وقَتَلْتُهُمْ
ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ ..
أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ جِدَارِ ..
أَصَغيرتي .. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ
فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري
ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى
فلقدْ عشِقْتُكِ .. واتَّخَذْتُ قراري..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:04 am

الحب و البترول

متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
تغوصُ القدسُ في دمها..
وأنتَ صريعُ شهواتكْ
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟

أين أذهب

لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كلَ يومٍ .. أحس أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك ُجزءاً
من حياتي .. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلا
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربتِ في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب
.. اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا .. كم أنا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها .. تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك .. لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
والسموات .. صرن انقي وأرحب
منذ أحببتك .. البحار جميعا
أصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري .. أكبر مني
فلماذا .. على ذراعيك أصلب ؟
خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكا ، يا صديقتي ، ليس يغلب
.. وتصرفت مثل طفل صغير
.. يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني .. إذا تماديت في الحلم
.. وألبستك الحرير المقصب
أتمنى .. لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟
أخبريني من أنت ؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
.. والذي يتبع الخرافات يتعب

نهر الأحزان


عيناكِ كنهري أحـزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيـانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـاني
فأنا لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ وأحـزاني
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّـمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟
يا ظـلَّ الله بأجفـاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني
إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ..و أحزاني
أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ
ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ
يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن نـاري ودُخاني
فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ... وأحـزاني

[size=21]شكراً لحبك
فهو معجزتي الأخيره..
بعدما ولى زمان المعجزات.
شكرا لحبك..
فهو علمني القراءة، والكتابه،
وهو زودني بأروع مفرداتي..
وهو الذي شطب النساء جميعهن .. بلحظه
واغتال أجمل ذكرياتي..
شكرا من الأعماق..
يا من جئت من كتب العبادة والصلاه
شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم تصوراتي
ولوجهك المندس كالعصفور،
بين دفاتري ومذكراتي..
شكرا لأنك تسكنين قصائدي..
شكرا...
لأنك تجلسين على جميع أصابعي
شكرا لأنك في حياتي..
شكرا لحبك..
فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين
واختارني ملكا..
وتوجني..
وعمدني بماء الياسمين..
شكرا لحبك..
فهو أكرمني، وأدبني ، وعلمني علوم الأولين
واختصني، بسعادة الفردوس ، دون العالمين شكرا..
لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين
ولكل ساعات الضلال، وكل ساعات اليقين
شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما..
إلى جزر البنفسج ، والحنين..
شكرا..
على كل السنين الذاهبات..
فإنها أحلى السنين..
شكرا لحبك..
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء
وهو الذي يبكي على صدري..
إذا بكت السماء
شكرا لحبك فهو مروحه..
وطاووس .. ونعناع .. وماء
وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء...
وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء..
شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا ..
وسارق كل غابات النخيل
شكرا لكل دقيقه..
سمحت بها عيناك في العمر البخيل
شكرا لساعات التهور، والتحدي،
واقتطاف المستحيل..
شكرا على سنوات حبك كلها..
بخريفها، وشتائها
وبغيمها، وبصحوها،
وتناقضات سمائها..
شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل
شكرا على الحزن الجميل ..
شكرا على الحزن الجميل



[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:07 am

محاولات قتل امرأة لا تقتل



وعدتكِ أن لا احبك
ثم أمام القرار الكبير جبنت
وعدتكِ أن لا أعود ..... وعدت
وان لا أموت اشتياقا .... ومت
وعدت مرارا
وقررت أن استقيل مرارا
ولا أتذكر أني .... استقلت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول الجرائد عني
أكيدا ستكتب أني
جننت أكيدا ستكتب أني
انتحرت
وعدتك أن لا أكون ضعيفاً
وكنت
وان لا أقول بعينيك شعراً
وقلت
وعدت بالا وألا وألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتكِ أن لا أبالي بشعرك
حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف
صرخت
وعدتك أن أتجاهل عيناكِ
مهما دعاني الحنين
وحين رائيتهما تمطراني نجوماً
شهقت
وعدتكِ أن لا اوجه
أي رسالة حب اليكِ
ولكنني رغم انفي
كتبت
وعدتكِ أن لا أكون في أي مكاناً
تكونين فيه
وحين عرفت انك مدعوة للعشاء
ذهبت
وعدتكِ ألا احبك
كيف .. وأين .. وفي أي يوم
وعدت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت
وعدت بكل برود وبكل غبائي
بإحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر قتل جميع النساءِ
وأعلنت حربي عليكِ
وحين رئيت يديكِ المسالمتين
اختجلت
وعدت بالا وألا وألا
وكانت جميع وعودي
دخانا وبعثرته في الهواءِ
وعدتكِ أن لا أتلفن ليلاً
وان لا أفكر فيكِ حين
تمرضين

وان لا أخاف عليك
وان لا اقدم وردا
وتلفنت ليلا على الرغم مني
وأرسلت وردا على الرغم مني
وعدت بالا وألا وألا
وحين اكتشفت غبائي ضحكت
وعدت بذبحك خمسين مرة
وحين رائيت الدماء تغطي ثيابي
تأكد أني الذي قد
ذبحت
فلا تأخذيني على محمل الجدي
مهما غضبت ومهما فعلت
ومهما اشتعلت ومهما انطفأت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت
وعدتكِ أن احسم الأمر فورا
وحين رأيت الدموع
تهر هر من مقلتيكِ
ارتبكت
وحين رئيت الحقائب في الأرض
أدركت انك لا تقتلين
بهذه السهولة
فأنتِ البلاد وأنت القبيلة
وأنتِ القصيدة قبل التكون
أنتي الدفاتر أنتِ المشاوير
أنتِ الطفولة
وعدت بإلغاء عينيكِ
من دفتر الذكريات
ولم اكن اعلم أني سألغي
حياتي
ولم اكن اعلم انكِ
رغم الخلاف الصغير انا
وأني أنتِ
وعدتكِ أن لا احبكِ
ياللحماقه ماذا بنفسي
فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت
وعدت بان لا أكون هنا بعد
خمسه دقائق
ولكن إلى أين اذهب
إن الشوارع مغسولة بالمطر
إلى أين ادخل
إن مقاهي المدينة مسكونه بالضجر
إلى أين أبحر وحدي
وأنتِ البحار وأنتِ السفر
فهل ممكن أن أظل
لعشر دقائق أخرى
لحين انقطاع المطر
أكيد أني سأرحل
بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح
والا سأنزل ضيف عليكِ
إلى أن يجيء الصباح
وعدتكِ أن لا احبكِ مثل المجانين
في المرة الثانية
وان لا أهاجم مثل العصافير
أشجار تفاحك العالية
وان لا أمشط شعرك حين تنامين
يا قطتي الغالية
وعدتكِ أن لا أضيع بقيه عقلي
إذا ما سقطتي على جسدي
نجمه حافية
وعدت بكبح جماح جنوني
ويسعدني باني لا أزل
شديد التطرف حين احب
تمام كما كنت في
السنة الماضية
وعدتكِ أن لا أخبئ وجهي
بغابات شعرك طيلة عام
وان لا أصيد المحار
على رمل عينيك طيلة عام
فكيف أقول كلاماً سخيفاً
كهذا الكلام
وعيناكِ داري
ودار السلام
وكيف سمحت لنفسي
بجرح شعور الرخام
وبيني وبينك خبزا وملكاً
وسكب نبيذا
وشدو حمام
وأنت البداية في كل شيء
ومسك الختام
وعدتكِ أن لا أعود ..... وعدت
وان لا أموت اشتياقا .... ومت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا بنفسي فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت


إلى صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً

.. وتزوجت أخيرا ..
بئر نفط ..
وتصالحت مع الحظ أخيرا ..
كانت السحبة - يا سيدتي - رابحة
ومن الصندوق أخرجت أميرا ..
عربي الوجه .. إلا أنه ..
ترك السيف يتيماً .. وأتى
يفتح الدنيا شفاهاً .. وخصورا
فاستريحي الآن .. من عبء الهوى
طالما كنت تريدين أميرا ..
تتسلين به وقتاً قصيرا ..
يتسلى بك - يا سيدتي - وقتاً قصيرا
ويمد الأرض ، من تحتك ، ورداً وحريرا
فاشربي نفطاً .. وسبحان الذي
جعل البترول مسكاً وعبيرا ..
.. وتزوجت أخيراً ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين
وملكت الدين والدنيا معاً ..
فاسجدي شكراً لرب العالمين
رازق الطير على أشكالها ..
مسقط الغيث ، ملاذ التائهين
باعث الأموات من أكفانهم
باريء المرضى ، وكافي المعدمين
واهب النفط لمن يختارهم
من بنيه الصالحين ..
.. كانت السحبة يا سيدتي رابحة
- مثلما قدرت - والصيد ثمين
وأنا غير حزين ..
لا تظني أبداً .. أني حزين
فأنا أعلم ، يا سيدتي ، علم اليقين
ما تسرين .. وماذا تعلنين
وأنا يا سيدتي
أكثر الخيل التي كنت عليها تلعبين ..
وأنا أعرف يا سيدتي
كيف خططت سنيناً ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين ..
لم يفاجئني الخبر ..
حين طالعت الجريده ..
ورأيت الشمع ، والأطفال ، والثوب الموشى بالذهب
ورأيت الرجل المسحوب بالقرعة ..
معروضاً كبرواز الخشب ..
لم يحركني الخبر ..
حين شاهدتك في كل الصور
تتثنين كطاووس .. شمالاً ويميناً
وتذوبين حياء وخفر
وتشدين على كف النبي المنتظر ..
لم يساورني العجب
فهواياتك كانت دائماً ..
جمع فرسان الخشب ..
.. وتأملت شعوري ..
وأنا أقرر أخبار زفافك
كيف لم أحزن .. ولم أفرح ..
ولا طرت سرورا ..
كيف لم أعبأ .. ولم أبرق ..
ولم أرسل زهورا ..
كيف في ثانية مات شعوري ..
فالتي أشعلت في معبدها قنديل عمري
لم تعد تعني قليلاً أو كثيرا ..
كيف ألقيت على الأرض الجريده ؟
ونسيت العرس أضواء ، ورقصاً ، وكؤؤوسا
وتأملت التصاوير أمامي ..
غير أني لم أجد فيها العروسا ..
.. وتسليت كثيرا ..
حين أبصرتك يا سيدتي ،
تقطعين الكعكة الكبرى ..
وتمشين كما تمشي اللعب
وتمضين أمام الناس براوز الخشب
وتشيدين بأنساب قريش
وفتوحات العرب ..
وتعجبت لنفسي ..
لم أكن أشعر في أي أسى
لم أكن أشعر في أي غضب ..
فانا عرفت يا سيدتي
أن أحلامك أن تلتقطي ..
بدوياً عاشقاً ..
يرهن التاريخ عند امرأة ..
ويبيع الله في جلسة جنس وطرب ..

*

ألف مبروك .. أيا سيدتي
وأدام الله بترول العرب ..


بالاحمر فقط
في كل مكان في الدفتر
أسمك مكتوب بالأحمر
حبك تلميذ شيطان
يتسلى بالقلم الاحمر
يرسم اسماكا من ذهب
ونساء من قصب السكر
وهنودا حمرا ...وقطارا
ويحرك الاف العسكر
يرسم ... طاحونا وحصانا
يرسم طاووسا يتبخر ...
وامرأة يرسم سارية ...
ولها كفان ... من المرمر
يرسم عصفورامن نار
مشتعل الريش لا يحذر
وقوارب صيد وطيورا
وغروبا وردي المئزر
يرسم بالورد وبالياقوت
ويترك جرحا في الدفتر
حبك رسام مجنون
لا يرسم الا بالاحمر
ويخربش فوق جدار الشمس
ولا يرتاح ... ولا يضجر...
ويصور عنترة العبسي
يصور عرش الاسكندر
ما كل قياصرة الدنيا ؟
ما دمت معي ....فأنا القيصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:09 am

22 نيـسان


المسا شلال فيروز ثري
وبعينيك ألوف الصور
وأنا منتقل بينهما
ضوء عينيك وضوء القمر
وبعينيك مرايا اشتعلت
وبحار ولدت من أبحر
وانفتاحات على صحو على
جزر ليست ببال الجزر
رحلتي طالت أما من مرفأ
فيه أرسو عسليّ الحجر؟
أنا عيناك أنا كنتهما
قبل بدء البدء قبل الأعصر
أنا بعثرت نجومي فيهما
زمر تسألني عن زمر
مالمصابيح التي تغلي على
فتحتي عينيك إلا فكري
اعقدي الشال فلو أنت معي
مرة غيرت مجرى .
المشاوير التي لم نمشها
بعد تدعوك فلاتفتكري
رجع الصيف لعينيك ولي
فالدنا مرسومة بالأخضر
وأراجيح لنا معقودة
إن تَمَسِّيها بهدب تَطِرِ
نحن منثور الربى مضعفها
شهقة النجمات في المنحدر
تعرف القمة من طرزها
بالأغاني برفوف الزهر
إنه أول صيف مر بي
وسواه لم يكن من عمري
من تكونين؟ أيا أغنية
دفؤها فوق احتمال الوتر
أنت ياوعداً بصحو مقبل
بعطايا فوق وسع البيدر
الثواني قبل عينيك سدى
وافتكار بإنائي جوهر
وتوقعتك دهر فإذا
بك فوق المرتجى المنتظر
فوق مايحلم ثلج بذرى
وتراب برجوع المطر
لو معي حبك لاجتحت الذرى
ولحركت ضمير الحجر
ولجمّعت الدنا كل الدنا
في عرى هذا القميص الأحمر
واتركيه واتركيني نبأ
لم يجل بعد بفكر المُضمَر
أي فضل لك في الدنيا إذا
أنت لم تحترقي كالشرر
ضل إزميلي إذا لم تصبحي
قمراً أو شرفة في قمري



الرجل الثاني


أنا هنا بعد عام من قطيعتنا
ألا تمدين لي بعد الرجوع يدا؟
ألا تقولين .. ما أخبارها سفني؟
أنا المسافر في عينيك دون هدى
حملت من طيبات الصين قافلةً
و جئت أطعم عصفورين قد رقدا
وجئت أحمل تاريخي على كتفي
و حاضراً مرهق الأعصاب مضطهدا
ماذا أصابك ؟ هل وجهي مفاجأةٌ
وهل توهمت أني لن أعود غدا
ما للمرايا.. على جدرانها اختجلت
لما دخلت.. وما للطيب قد جمدا
تركت صدرك في تفتيحه ولداً
وحين عدت إليه.. لم يعد ولدا
وناهدك ..أجيبي..من أذلهما؟
ويوم كنت أنا .. اااا ما سجدا
كانا أميرين .. كانا لعبتي خزفٍ
تقوم دنيا .. إذا قاما وإن قعدا

يامدفن الثلج .. هل غيري يزاحمني؟
وهل سرير الهوى ماعاد منفردا
جريدة الرجل الثاني.. ومعطفه
و تبغه..لم يزل في الصحن مُتقدا

مالون عينيك ؟ إني لست أذكره
كأنني قبل لم أعرفهما أبدا
إني لأبحث في عينيك عن قدري
وعن وجودي..ولكن لا أرى أحدا


أنا يا صديقة متعب بعروبتي


ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب
قبلاتهم عربية ... من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب
يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز ... ومخافر ... وكلاب
والعالم العربي ....إما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب
والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه ... وربك الوهاب
والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون ... فسادة ودواب
يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كتب السماء كتاب
ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا ... وظل الصرف و الإعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى ... فلا عمر ... ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب
ما هذه مصر ... فان صلاتها
عبرية ... و إمامها كذاب
ما هذه مصر ... فان سماءها
صغرت ... وان نساءها أسلاب
إن جاء كافور ... فكم من حاكم
قهر الشعوب ... وتاجه قبقاب
بحرية العينين ... يا قرطاجة
شاخ الزمان ... وأنت بعد شباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب
أنا متعب ... ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعدليني إن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
إن الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!
فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب و الأحباب
و إذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الأهداب
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب
ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الأعشاب
قرطاجة ...قرطاجة ... قرطاجة
هل لي لصدرك رجعة و متاب ؟
لا تغضبي مني ... إذا غلب الهوى
إن الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورة
والله - جل جلاله - التواب


عندما تمطر فيروزاً


لا تســـــــــأليني .. هل أحبهما ؟
عينيـــــــــــــــــــــك إن منهما لهمـــــا
ألدي مـــــــــــــــــرآتان من ذهــــب
ويقال لي لا أعتني بـــــــــــــــــــــــــهما
أستغفر الفيروز .. كــــيف أنا
أنسى الذي بيني وبينـــــــــــــهما
أ بلحظة تنسين سيــــــــــــــدتي
تاريخي المرسوم فوقهما
وجميع أخباري مصورة
يوماً فيوماً في اخضرارهما
نهران من تبغ ومن عسل
ما فكرت شمس بمثلهما
وستارتان إذا تحركتا
أبصرت وجه ااا خلفهما
عام .. وبعض العام سيدتي
وأنا أضئ الشمع حولهما
كم جئت أمسح فيهما تعبي
كم نمت .. كم صليت عندهما
كوخان عند البحر .. هل سنة
إلاقضيت الصيف تحتهما
أحشو جيوبي كلها صدفاً
وأذيب حزني في مياههما
عاد الشتاء بكل قسوته
يمتص أيامي فأين هما ؟
الشمس منذ رحلت مطفأة
والأرض غير الأرض بعدهما
الآن أدرك حيث لا قمر
ماذا أنا .. ماذا.. بدونهما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:11 am

إلى بيروت الأنثى مع الإعتذار


كَان لُبنَانُ لَكُم مَروَحَـــةٌ
تَنشُرُ الأَلوَانَ وَالظِلَّ الظَلِيــلاَ
كَم هَزَيتمُ مِن صَحَارَاكُم إلَيهِ
تَطلُبونَ اَلمَاءَ وَ الوَجهَ الجَمِيـلاَ
وأغتَسَلتُم بِنَدَى غَابَاتـــِهِ
وِاختَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِه طَوِيــلاَ
وِتَسَلَّقتُم عَلَى أَشجـــَارِهِ
وِسَرَحتُم فِي بَرَارِيِه وُعــُولاَ
وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيــذَاً
وَسَمِعتُم مِن شَوَادِيهِ هَدِيـــلاَ
وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى
وَالعُيُونَ الخُضرَ وِ الخَدَّ الأَسِيلاَ
وِاقتَنَيتمُ شَمسَهُ لُؤلُـــؤَةً
وِرِكبتمُ أَنجمُ اللَّيلِ خُيُـــولاَ

إِنَّهُ عَلّمَّكُم أَن تَعشـَقــُوا
لَم يَكُن لُينَانُ فِي العُشقِ بَخيـِلاَ
إِنَّهُ عَلَمَّكُم أَن تـَقــرَأوا
هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيـلاَ؟
آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُدَامَى
هَل وَجَدتُم بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ؟
إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَى الَتِي
تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُولاَ
إِن يَمُتْ لُبنَانُ ... مِتُّم مَعَهُ
كُلُّ مَن يَقتُلُهُ ... كَانَ القَتِيــلاَ
كُلُّ قُبحٍ فِيِه .... قُبحُّ فِيكُمُ
فَأَعِيدُوهُ كَمَا كَانَ جَمِيــــلاَ
إِنَّ كَوناً لَيسَ لُبنَانُ فِيــهِ
سَوفَ يَبقَى عَدَماً أَو مُستَحِيـلاَ
كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَانُ مِنـكُم
أَن تُحِبُوهُ ....... تُحِبُّوهُ قَلِيـلاَ

ومن كتاباتة النثرية
**********
أسرتي و طفولتي

في التشكيل العائلي, كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان و بنت, هم المعتز و رشيد و صباح وهيفاء.

أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال. لم يكن أبي غنياً و لم يجمع ثروة, كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه, كان ينفق على إعاشتنا, و تعليمنا, و تمويل حركة المقاومة الشعبية ضدّ الفرنسيين.

وإذا أردت تصنيف أبي أصنفه دون تردد بين الكادحين, لأنه أنفق خمسين عاماً من عمره, يستنشق روائح الفحم الحجري, و يتوسد أكياس السكَّر, و ألواح خشب السحاحير..

وكان يعود إلينا من معمله في زقاق (معاوية) كلَّ مساء, تحت المزاريب الشتائية كأنه سفينة مثقوبة..

وإني لأتذّكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم, و ثيابه الملطخة بالبقع و الحروق, كلّما قرأت كلامَ من يتّهمونني بالبرجوازية و الانتماء إلى الطبقة المرفهة, و السلالات ذات الدم الأزرق..

أي طبقة.. و أي دم أزرق.. هذا الذي يتحدثون عنه؟

إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقية الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الاستقامة و الخوف من اللّه..

وراثياً, في حديقة الأسرة شجرة كبيرة..كبيرة..اسمها أبو خليل القباني. إنه عمّ والدتي وشقيق جدّ والدي..

قليلون منكم ـ ربّما ـ من يعرفون هذا الرجل.

قليلون من يعرفون أنه هزّ مملكة , وهزَّ باب (الباب العالي) وهزَّ مفاصل الدولة العثمانيَّة, في أواخر القرن التاسع عشر.

أعجوبة كان هذا الرجل. تصوروا إنساناً أراد أن يحول خانات دمشق التي كانت تربى فيها الدواب إلى مسارح .. ويجعل من دمشق المحافظة, التقيّة, الورعة..(برودواي) ثانية..

خطيرة كانت أفكار أبي خليل .وأخطر ما فيها أنه نفَّذها.. وصُلب من أجلها..

أبو خليل القبّاني كان إنسكلوبيديا بمئة مجلد ومجلد.. يؤلف الروايات, ويخرجها, ويكتب السيناريو, و يضع الحوار , ويصمم الأزياء, و يغني و يمثل, و يرقص, و يلحّن كلام المسرحيات, و يكتب الشعر بالعربية و الفارسيّة.

و حين كانت دمشق لا تعرف من الفن المسرحيّ غير خيمة (قره كوز) و لا تعرف من الأبطال, غير أبي زيد الهلالي, و عنترة, والزير..كان أبو خليل يترجم لها راسّين عن الفرنسية..

و في غياب العنصر النسائي, اضطر الشيخ إلى إلباس الصبية ملابس النساء, و إسناد الأدوار النسائية إليهم, تماماً مثلما فعل شكسبير في العصر الفيكتوري.

و طار صواب دمشق, و أصيب مشايخها, و رجال الدين فيها بانهيار عصبيّ, فقاموا بكل ما يملكون من وسائل, و سلّطوا الرعاع عليه ليشتموه في غدوه و رواحه, و هجوه بأقذر الشعر, و لكنه ظل صامداً, و ظلّت مسرحياته تعرض في خانات دمشق, و يقبل عليها الجمهور الباحث عن الفن النظيف.

و حين يئس رجال الدين الدمشقيون من تحطيم أبي خليل, ألفوا وفداً ذهب إلى الأستانة وقابل الباب العالي, و أخبره أنَّ أبا خليل القباني يشكل خطراً على مكارم الأخلاق, و الدين , والدولة العليّة, وأنه إذا لم يُغْلَق مسرحه, فسوف تطير دمشق من يد آل عثمان.. و تسقط الخلافة.

طبعاً خافت الخلافة على نفسها, و صدر فرمان سلطاني بإغلاق أول مسرح طليعي عرفه الشرق و غادر أبو خليل منزله الدمشقي إلى مصر, و ودّعته دمشق كما تودّع كلُّ المدن المتحجرة موهوبيها, أي بالحجارة , والبندورة, والبيض الفاسد..

وفي مصر, التي كانت أكثر انفتاحا على الفن, و أكثر فهماً لطبيعة العمل الفني, أمضى أبو خليل بقيَّة أيام حياته, ووضع الحجر الأول في بناء المسرح الغنائي المصري.

إن انقضاض الرجعيّة على أبي خليل , هو أول حادث استشهاد فنيّ في تاريخ أسرتنا..و حين أفكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه, تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً

فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..حين نشرتُ عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر)..

العمائم نفسها التي طالبت بشنق أبي خليل طالبت بشنقي..والذقون المحشوّة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي..

خبز وحشيش وقمر كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة وبين التاريخيين


القصيدة البحرية


في مرفأ عينيك الأزرقْ
أمطارٌ من ضوءٍ مسموعْ
وشموسٌ دائخةٌ.. وقلوعْ
ترسمُ رحلتها للمُطْلَقْ
*
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
شُبّاكٌ بحريّ مفتوحْ
وطيورٌ في الأبعاد تلوحْ
تبحثُ عن جُزُرٍ لم تُخْلَقْ..
*
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..
يتساقط ثلجٌ في تمّوزْ
ومراكبُ حبلى بالفيروزْ
أغرقتِ البحرَ ولم تغرقْ..
*
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
أركضُ كالطفل على الصَخْرِ
أستنشقُ رائحةَ البحرِ..
وأعودُ كعصفورٍ مُرْهَقْ..
*
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..
أحلم بالبحر وبالابحارْ
وأصيدُ ملايينَ الأقمارْ
وعُقودَ اللؤلؤ والزنبقْ
*
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
تتكلّمُ في الليل الأحجارْ..
في دفتر عينيكِ المُغْلقْ
مَنْ خبّأ آلافَ الأشعارْ؟
*
لو أنّي.. لو أنّي.. بحّار
لو أحدٌ يمنحني زورقْ..
أرسيتُ قلوعي كلَّ مساءْ
في مرفأ عينيك الأزرقْ..




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:12 am

القصيدة المتوحشة


أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي..
أحبيني ..
بكل توحش التتار..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحسري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك..
مثل النقش في الحجر..
***
أحبيني .. ولا تتساءلي كيف.
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفاء..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها..
بعيدا عن تخشبها..
أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي..
إليها الله .. لا يأتي ..
***
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
تعري ..
واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..


الى تلميذة


قُلْ لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ
مازلتِ في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتالُ
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَالُ
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا أن الوصول محال
هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ
وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلالُ..
هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هُوَ أن نَثُورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ
*
لا تجرحي التمثال في إحساسهِ
فلكم بكى في صمته .. تمثالُ
قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ
إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي
وجهاً كوجه الله ليس يطالُ
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ
..

[center]الى حبيبتي في رأس السنة


1
أَنقلُ حبّي لكِ من عامٍ إلى عامْ..
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسيّة إلى دفترٍ جديدْ
أنقل صوتَكِ.. ورائحتَكِ.. ورسائلكِ..
ورقمَ هاتفكِ.. وصندوقَ بريدك..
وأعلِّقها في خزانة العام الجديدْ..
وأمنحكِ تذكرةَ إقامة دائمة في قلبي..
2
إنني أحبّكِ..
ولن أترككِ وحدكِ على ورقة 31 ديسمبر أبداً
سأحملكِ على ذراعيّ..
وأتنقَّل بكِ بين الفصول الأربعه..
ففي الشتاء، سأضع على رأسك قبّعةَ صوف حمراءْ..
كي لا تبْردي..
وفي الخريف، سأعطيكِ معطفَ المطر الوحيد
الذي أمتلكه..
كي لا تتبلَّلي..
وفي الربيع..
سأتركك تنامين على الحشائش الطازجه..
وتتناولينَ طعامَ الإفطار..
مع الجنادب والعصافير..
وفي الصيف..
سأشتري لكِ شبكةَ صيدٍ صغيره..
لتصطادي المحارَ..
وطيورَ البحر..
والأسماكَ المجهولةَ العناوينْ...
3
إنني أُحبّكِ..
ولا أريد أن أربطكِ بذاكرة الأفعال الماضيَهْ..
ولا بذاكرة القطارات المسافرهْ..
فأنتِ القطارُ الأخيرُ الذي يسافر ليلاً ونهاراً
فوق شرايين يدي..
أنتِ قطاري الأخير..
وأنا محطَّتكِ الأخيرَهْ..
4
إنني أُحبّكِ..
ولا أريد أن أربطكِ بالماء.. أو الريح
أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري..
ولا بحركات المدّ والجزْر..
أو ساعات الخسوف والكسوفْ
لا يهمُّني ما تقوله المراصدْ..
وخطوطُ فناجين القهوَهْ..
فعيناكِ وحدهما هما النُبوءَهْ
وهما المسؤولتانِ عن فَرح هذا العالم...
5
أُحبّكِ..
وأحبُّ أن أربطكِ بزمني.. وبطقسي..
وأجعلكِ نجمةً في مداري..
أريد أن تأخذي شكلَ الكلمةْ..
ومساحةَ الورَقه..
حتى إذا نشرتُ كتاباً.. وقرأه الناس..
عثروا عليكِ، كالوردة في داخلهْ..
أريدُ أن تأخذي شكلَ فمي..
حتى إذا تكلّمتُ..
وجدكِ الناسُ تستحمّينَ في صوتي..
أريدكِ أن تأخذي شكلَ يدي..
حتى إذا وضعتُها على الطاولة..
وجدكِ الناسُ نائمةً في جوفها..
كفراشةٍ في يد طفل..
إنني لا أحترفُ طقوسَ التهنئة..
إنني أحترفُ العشقَ..
وأحترفُكِ..
يتجوّل هو فوق جلدي..
وتتجوّلينَ أنتِ تحت جلدي..
وأما أنا..
فأحمل الشوارعَ والأرصفةَ المغسولة بالمَطَر..
على ظهري.. وأبحثُ عنكِ..
6
لماذا تتآمرين عليَّ مع المَطَرْ؟ ما دمتِ تعرفينْ..
أن كلَّ تاريخي معكِ.. مقترنٌ بسقوط المَطَرْ..
وأن الحساسيّةَ الوحيدة التي تصيبني..
عندما أشمّ رائحةَ نهديكِ..
هي حساسية المَطَرْ..
لماذا تتآمرين عليَّ ؟. ما دمتِ تعرفينْ..
أن الكتابَ الوحيد الذي أقرؤه بعدكِ..
هو كتابُ المَطَر..
7
إنني أُحبّكِ..
هذه هي المهنةُ الوحيدة التي أتقنُها..
ويحسدني عليها أصدقائي.. وأعدائي..
قَبْلَكِ.. كانتِ الشمسُ، والجبالُ، والغاباتُ..
في حالة بطالة..
واللغةُ بحالة بطالة.. والعصافيرُ بحالة بطالة...
فشكراً لأنكِ أدخلتِني المدرسَهْ..
وشكراً.. لأنكِ علَّمتني أبجديةَ العشقْ..
وشكراً .. لأنكِ قبلتِ أن تكوني حبيبتي..

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة
» سجل دخولك للمنتدى بشاهدة ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
» صور نادرة لبيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
» احلى ترحيب بالاخ القلب الكبير.....
» أقوى ترحيب بفناننا الكبير حميدو..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عمرالحلبي :: المنتدى :: الاقسام الفرعية :: القسم الأدبي :: قسم الشعر الموزون والدراسات النقدية-
انتقل الى: