منتدى عمرالحلبي
مرحباً بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تنظم معنا
منتدى عمرالحلبي
مرحباً بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تنظم معنا
منتدى عمرالحلبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عمرالحلبي (المحبة تجمعنا لنرتقي بأخلاقنا وقيماً السامية والمعلومة والفائدة هدفنا)
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:14 am

الى صامتة


.. تكلمي .. تكلمي
أيتها الجميلة الخرساء
فالحب .. مثل الزهرة البيضاء
تكون أحلى .. عندما
.. توضع في إناء
، كالطير في السماء
والأسماك في البحار
. واعتبريني منك يا حبيبتي
.هل بيننا أسرار ؟
أبعد عامين معا؟
.تبقى لنا أسرار
.. تحدثي
عن كل ما يخطر في بالك من أفكار
، عن قطة المنزل
عن آنية الأزهار
عن الصديقات اللواتي
.. زرت في النهار
.. والمسرحيات التي شاهدتها
.. والطقس ، والأسفار
.. تحدثي
عما تحبين من الأشعار
، عن عودة الغيم
وعن رائحة الأمطار
.. تحدثي إلي عن بيروت
.. وحبنا المنقوش
فوق الرمل والمحار
.. فإن أخبارك يا حبيبتي
.. سيدة الأخبار
.. تصرفي حبيبتي
كسائر النساء
.. تكلمي عن أبسط الأشياء
وأصغر الأشياء
، عن ثوبك الجديد
عن قبعة الشتاء
عن الأزاهير التي اشتريتها
(من (شارع الحمراء
، تكلمي ، حبيبتي
عما فعلت اليوم
- أي كتاب - مثلا
قرأت قبل النوم؟
أين قضيت عطلة الأسبوع ؟
وما الذي شاهدت من أفلام ؟
بأي شط كنت تسبحين ؟
هل صرت
لون التبغ والورد ككل عام ؟
.. تحدثي .. تحدثي
من الذي دعاك
هذا السبت للعشاء ؟
بأي ثوب كنت ترقصين ؟
وأي عقد كنت تلبسين ؟
،فكل أنبائك ، يا أميرتي
أميرة الأنباء
.. عادية
تبدو لك الأشياء
.. سطحية
تبدو لك الأشياء
.. لكن ما يهمني
أنت مع الأشياء
.. وأنت في الأشياء
.. وأنت في الأشياء


هوامش على دفتر النكسة


أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
واخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منحورونَ.. منحورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:16 am

مورفين


اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..
يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..
ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ
ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..
اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ
أرجوازٌ بارعْ
يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..
ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ
ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ
وأساورَ من خرزٍ لامعْ
ويبيعُ لهمْ..
فئراناً بيضاً.. وضفادعْ
اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ
ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ
وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..
اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ
يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..
منَ القرنِ السابعْ
اللفظةُ في بلدي امرأةٌ
تحترفُ الفحشَ..
منَ القرنِ السابعْ..


هجم النفط مثل ذئب علينا


من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
ونارُ التغييرِ في عينيهِ
نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
فأتى ماشياً على جفنيهِ
أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
فارتمينا قتلى على نعليهِ
وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ
من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
حاملاً موتهُ على كتفيهِ
أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ


بيروت 14/10/1984




الوصية


1
أفتحُ صندوقَ أبي
أمزِّقُ الوصيّهْ
أبيعُ في المزادِ ما ورثتُهُ :
مجموعةَ المسابحِ العاجيّهْ
طربوشُهُ التركيُّ ، والجواربُ الصوفيَّهْ
وعلبةُ النشوقِ، السماورُ العتيقُ، والشمسيَّهْ
أسحبُ سيفي غاضباً
وأقطعُ الرؤوسَ ، والمفاصل المرخيَّهْ
وأهدمُ الشرقَ على أصحابِهِ
تكيَّةً .. تكيَّهْ ..


2
أفتحُ صندوقَ أبي
فلا أرى ..
إلا دراويشَ ومولويَّهْ
والعودَ، والقانونَ، والبشارفَ الشرقيَّهْ
وقصَّةَ الزيرِ على حصانِهِ ..
وعاطلينَ يشربونَ القهوةَ التركيَّهْ
أسحبُ سيفي غاضباً
وأقتلُ المعلّقاتِ العشرَ .. والألفيَّهْ
وأقتلُ الكهوفَ، والدفوفَ،
والأضرحةَ الغبيَّهْ ..


3
أفتحُ تاريخَ أبي
أفتحُ أيّامَ أبي
أرى الذي ليسَ يُرى :
أدعيةٌ . مدائحٌ دينيَّهْ
أوعيةٌ . حشائشٌ طبيَّهْ
أدويةٌ للقُدرةِ الجنسيَّهْ
أبحثُ عن معرفةٍ تنفعُني
أبحثُ عن كتابةٍ
تَخُصُّ هذا العصرَ .. أو تخصُّني
فلا أرى حولي سوى ..
رملٍ وجاهليَّهْ ..

4
أرفضُ ميراثَ أبي ..
وأرفضُ الثوبَ الذي ألبَسَني
وأرفضُ العلمَ الذي علَّمَني
وكلَّ ما أورَثَني ..
من عُقَدٍ جنسيَّهْ
أرفضُ ألفَ ليلةٍِ ..
والقمقمَ العجيبَ، والماردَ،
والسجّادةَ السحريَّهْ
أرفضُ سيفَ الدولةِ المغرورَ
والقصائدَ الذليلةَ الغبيَّهْ
أحرقُ رسمَ أُسرتي
أحرقُ أبجديّتي
ومن فلسطينَ ومن صمودِها ..
من طلقاتِ النارِ في جرودِها ..
من قمحِها المغموسِ بالدمع ،
ومن ورودها
أصنعُ أبجديَّهْ ..

5
أدخلُ مثلَ البرقِ من نافذةِ الخليفَهْ
أراهُ لا يزالُ مثلما تركتُهُ
منذُ قرونٍ سبعةٍ
مضاجعاً جاريةً روميَّهْ
أقرأُ آياتٍ من القرآنِ فوقَ رأسِهِ
مكتوبةً بأحرفٍ كوفيَّهْ
عن الجهادِ في سبيلِ الله ، والرسولِ ،
والشريعةِ الحنفيَّهْ
أقولُ في سريرَتي
" تباركَ الجهادُ في النُحُورِ، والأثداءِ
والمعاصمِ الطريَّهْ ..
يا حضرةَ الخليفَهْ
أعبرُ من سراديقِ الحريم كالمنيَّهْ
أمشي على الأبدانِ ، والغلمانِ ،
والأساورِ المرميَّهْ
أمشي على ..
توجُّعِ الحريرِ والقطيفَهْ
أدخلُ مثلَ الموتِ من نافذةِ الخليفَهْ
يحسبُني مُرتزقاً
دَبَّجتُ في مديحِهِ قصيدةً همزيَّهْ
يأمرُ لي
من بيتِ مالِ المؤمنينَ كلَّ ما أطلبُهُ
عباءةً من قَصَبٍ
وساعةً من ذَهَبٍ
ومن نساءِ قصرهِ محظيَّهْ
أبصقُ فوقَ وجهِهِ
وفوقَ وجه الدولةِ العليَّهْ
من أنتَ ؟
يا سيَّافُ .. إقطعْ رأسَهُ
وهاتِ لي الرأسَ على صينيَّهْ
يا مَلِكَ الزمانِ .. إنْ قتلتَني
فمستحيلٌ تقتلُ الحريَّهْ .

6
قُم يا طويلَ العُمرِ ..
من حُجرَتِكَ الورديَّهْ
وافتحْ شبابيكَكَ ..
للشمسِ ، وللعدلِ ، وللرعيَّهْ
فما رآكَ الشعبُ منذُ آخرِ أيّامِ بني أميَّهْ
هل أنتَ حقاً من بني أميَّهْ ؟
أخرجْ إلى الشارعِ يا أميرَنا
واقرأْ ..
ولو صحيفةً يوميَّهْ
إقرأْ ..
عن السويسِ ، والأردنِّ ، والجولانِ
والمدائنِ السبيَّهْ
عن الذين يعبرونَ النهرَ ..
نحوَ الضفَّةِ الغربيَّهْ
هل يا طويلَ العُمرِ .. في بلاطِكمْ
خريطةٌ صغيرةٌ ..
للضفَّةِ الغربيَّهْ ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:17 am

بيروت محظيتكم .. بيروت حبيبتي


1
سامحينا..
إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ ..
وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ
سامحينا ..
إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ
وتفرّجنا على فعلِ الزِنا ..
وبقينا ساكتينْ ..

2
آهِ .. كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ ..
عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ
وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ...
وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ، والجنسِ، وقاعاتِ القِمارْ
وتذكّرنا - على مائدةِ الروليتِ، أخبارَ الديارْ
وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ ..
وعصرَ الجُلَّنارْ ..
وبكينا مثلما تبكي النساءْ ..

3
آهِ .. يا بيروتُ،
يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ
سامحينا ...
إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ
للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ
منذُ أن كانَ العربْ !

4
طمئنيني عنكِ ...
يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ
كيفَ حالُ البحرِ ؟
هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرينْ ؟
كيفَ حالُ الحبِّ ؟
هل أصبحَ أيضاً لاجئاً ..
بين ألوفِ اللاجئينْ ؟
كيفَ حالُ الشعرِ ؟
هل بعدكِ - يا بيروتُ - من شعرٍ يُغنّى ؟
ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ..
أفرغتْنا من معانينا تماماً ..
بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ ..
منبوذينَ ..
مسحوقينَ ..
مَرضى ..
مُتعبينْ ..
جعلتْ منّا - خلافاً للنبوءاتِ ..
يهوداً تائهينْ ...

5
هذهِ المرّةُ .. لم يغدرْ بنا
جيشُ إسرائيلْ ..
لكنّا انتحرنا ...

6
إصفحي، سيّدتي بيروتُ، عنّا
نحنُ لم نهجركِ مختارينَ .. لكنّا قرِفنا ..
من مراحيضِ السّياسه ..
وملَلنا ..
من ملوكِ السّيركِ .. والسيركِ .. وغشِّ اللاعبينْ
وكفرنا..
بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ ..
وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ ..
وبطاطينَ .. وسجاداً .. وبنزيناً مهربْ ..
آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ ..
عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ، صارتْ
كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ ...

7
ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي ؟
نحنُ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ صَدَقنا ..
ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا
ماذا نكتبُ يا سيّدتي ؟
نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ ..
أو نصرخَ ..
أو نبصقَ ..
أو نكشفَ عن خيبتنا ..
أو نتمنّى ..
أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ...

8
طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ ..
ولكنّا رفضنا ..
طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ ..
ولكنّا اختجلنا ..
إننا نؤمنُ باللهِ ..
لماذا جعلوا اللهَ هنا .. من غيرِ معنى ؟
طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ ..
لكنْ ما شهدنا ..
طلبوا منّا .. بأن نشتمَ بيروتَ التي قمحاً .. وحبّاً
وحناناً .. أطعمَتْنا ...
طلبوا ..
أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ، نحنُ رضِعنا ..
فاعتذرنا ..
ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ
وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا ..
وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا ..
وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا ..
وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ ..
ولُبنانَ العناقيدِ ..
ولُبنان الصبابهْ ..
وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ ..
وأهدانا الكتابهْ

9
آهِ يا سيّدتي بيروتْ ..
لو جاءَ السّلامْ
ورجعنا، كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ ..
لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ ..
ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً ..
قُتلوا من غيرِ معنى ..
ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا
ذهبوا من غيرِ معنى ..
وبيوتٍ .. وحقولٍ .. وأراجيحَ .. وأطفالٍ ..
وألعابٍ .. وأقلامٍ .. وكُرّاساتِ رسمٍ ..
أُحرقتْ من غيرِ معنى ...
آهِ ... يا سيّدتي بيروتْ ..
لو جاءَ السلامْ
ورجعنا ..
كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا
وبنا شوقٌ إلى (منقوشةِ الزّعترِ) .. واللّيلْ ..
ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ
فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا ..
قد تغيّرتِ كثيرا ..
وتغيّرنا كثيرا ..
وكبرنا نحنُ - في عامينِ - آلافَ السنينْ

10
إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا ..
وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا ..
وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ
غيرَ أنّا ما عشقنا ..
وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي ..
غيرَ أنّا ما سكِرنا ..
وبحثنا عن بديلٍ لكِ،
يا أعظمَ بيروتَ ..
ويا أطيبَ بيروتَ ..
ويا أطهرَ بيروتَ ..
ولكنْ ما وجدنا
ورجعنا ..
نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا ..
والتي أشجارُها تكتبُ شعرا ..
والتي حيطانُها تكتبُ شعرا ..
وأخذناكِ إلى الصّدرِ ..
حقولاً .. وعصافيرَ .. وكورنيشاً .. وبحرا ..
وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ :
أنتِ بيروتْ ..
ولا بيروتُ أخرى



- 1 -

هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟.
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . .
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ
تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟

- 2 -

هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ
ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .

- 3 -

هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشَعْبِيَّةُ ..
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .
وأُدْفَنُ فيه ..
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .

- 4 -

يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ
لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .
وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .
يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .
لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .
كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . .
يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .
دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .
رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . .
كم صار جميلاً شِعْري . .
حين تثقّفَ بين يديكْ ..
كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .
لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . .
هل عندكِ شكٌّ . .
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟
هل عندكِ شكٌّ . .
أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟

- 5 -

يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثَمَراً يملأ أغصاني
يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،
ويضربُ مثلَ البركانِ
يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ
ويركُضُ نحوي كحصانِ . .
قولي لي :
كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..
قُولي لي :
ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. .

- 6 -

يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني
يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..
وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربّي أعطاني . .



حبيبتي هي القانون


أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا . . أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:19 am

امرأة تمشي في داخلي



1
لا أحَدَ قَرأَ فنجاني..
إلاَّ وعرفَ أنَّكِ حبيبتي
لا أَحدَ درَسَ خُطُوطَ يدي
إلا واكتشفَ حروفَ اسْمِكِ الأربعهْ..
كلُّ شيء يمكنُ تكذيبُهْ
إلاَّ رائحةَ امرأةٍ نُحبُّها..
كلُّ شيءٍ يمكنُ إخفاؤُهْ
إلاّ خَطَواتِ امرأةٍ تتحرَّكُ في داخلنا..
كلُّ شيءٍ يمكنُ الجَدَلُ فيه..
إلا أُنوثَتكِ..
2
أينَ أُخْفيكِ يا حبيبتي؟
نحنُ غابتان تشتعلانْ
وكلُّ كاميرات التلفزيون مسلَّطةٌ علينا..
أينَ أُخبِّئكِ يا حبيبتي؟
وكلُّ الصحافيين يريدونَ أن يجعلوا منكِ
نَجْمةَ الغلافْ..
ويجعلوا منّي بطلاً إغريقيّاً
وفضيحةً مكتوبَهْ..
3
أينَ أذهبُ بكِ؟
أينَ تذهبينَ بي؟
وكلُّ المقاهي تحفظُ وجوهَنا عن ظَهْر قلبْ
وكلُّ الفنادق تحفظُ أسماءنا عن ظَهْر قلبْ
وكلُّ الأرصفة تحفظُ موسيقى أقدامِنا
عن ظَهْر قلبْ..
نحنُ مكشوفان للعالم كشُرْفَةٍ بحريَّهْ
ومرئيّانِ كَسَمَكتيْنِ ذهبيَّتيْنْ..
في إناءٍ من الكريستالْ..
4
لا أحَدَ قرأ قصائدي عنكِ..
إلاّ وعرفَ مصادرَ لغتي..
لا أحدَ سافر في كُتُبي
إلا وَصَل بالسلامة إلى مرفأ عينَيْكْ
لا أحَدَ أعطيتُهُ عُنْوانَ بيتي
إلا توجَّهَ صَوْبَ شفتيكْ..
لا أحَدَ فتحَ جواريري
إلاّ ووجدكِ نائمةً هناكَ كفرَاشَهْ..
ولا أحدَ نبشَ أوراقي..
إلاَّ وعرفَ تاريخَ حياتِكْ..
5
علِّميني طريقةً
أحبسُكِ بها في التاء المربوطَهْ
وأمنعُكِ من الخروجْ..
علِّميني أن أرسمَ حول نهديْكِ
دائرةً بالقَلَم البنفسجيّْ
وأمنعهُمَا من الطيرانْ
علِّميني طريقةً أعتقلكِ بها كالنقطة في آخر السطرْ..
علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينَيْكِ .. ولا أتبلّلْ
وأشمُّ بها جسدَكِ المضمَّخَ بالبَهَارات الهنديَّة.. ولا أدوخْ..
وأتَدَحْرَجُ من مُرْتَفَعاتِ نهديْكِ الشاهقينْ..
ولا أتفتَّتْ....
6
إرفعي يَدَيْكِ عن عاداتي الصغيرَهْ
وأشيائي الصغيرَهْ..
عن القلم الذي أكتُبُ بِه..
والأوراقِ التي أُخَرْبشُ عليها..
وعَلاَّقةِ المفاتيح التي أحملها..
والقهوةِ التي أحتسيها..
ورَبْطَات العُنُق التي أقتنيها
إرفعي يَدَيْكِ عن كتابتي..
فليس من المعقول أن أكتبَ بأصابعكِ
وأتنفّسَ برئَتَيْكِ..
ليس من المعقول أن أضحكَ بشفَتيْكِ
وأن تبكي أنتِ بعُيُوني!!.
7
إجلسي معي قليلاً..
لنُعيدَ النظرَ في خريطة الحُبّ التي رسَمْتِها
بقَسْوَة فاتحٍ مَغُوليّْ..
وأنانيّةِ امرأةٍ تريدُ أن تقولَ للرجل:
" كُنْ .. فيكونْ .."
كلِّميني بديمقراطيَّهْ ،
فذُكُورُ القبيلة في بلادي..
أتقنوا لُعْبَةَ القَمْعِ السياسيّْ
ولا أريدُكِ أن تًُمارسي معي
لُعْبَةَ القَمْعِ العاطفيّْ..
8
إجلسي حتى نرى..
أينَ حدودُ عينَيْكِ؟.
وأينَ حدودُ أحزاني؟.
أين تبتديءُ مياهُكِ الإقليميَهْ؟
وأين ينتهي دمي؟.
إجلسي حتى نتفاهَمْ..
على أيِّ جزءٍ من أجزاء جَسَدي
ستتوقّفُ فتوحاتُكْ..
وفي أيِّ ساعةٍ من ساعات الليلْ
ستبدأ غَزَوَاتُكْ؟
9
إجلسي معي قليلاً..
حتى نتّفقَ على طريقة حُبٍّ
لا تكونينَ فيها جاريتي..
ولا أكونُ فيها مستعمرةً صغيرَةً
في قائمة مستعمراتِكْ..
التي لا تزالُ منذ القرن السابع عَشَرْ
تطالبُ نهدَيْكِ بالتحرُّرْ
ولا يسمعانْ..
ولا يسمعانْ..



إندِفَاع


أُريدُكِ
أعرفُ أَنّي أُريدُ المُحاَلْ
وأَنَّكِ فوق ادّعاءِ الخَيَالْ
وفوقَ الحيازةِ ، فوقَ النَوَالْ
وأطيبُ ما في الطُيُوبِ
وأجْمَلُ ما في الجمالْ
أُريدُكِ
أعرفُ أَنَّكِ ، لا شيءَ غيرُ احتمالْ
وغيرُ افتراضٍ
وغيرُ سؤالٍ ، ينادي سؤالْ
ووعدٍ ببال العناقيدِ
بالِ الدَوَالْ
أُريدُكِ
أَرُومْ
ودونَ هوانا تقومْ
تخومْ
طِوالٌ .. طِوالٌ
كلونِ المُحَالْ
كَرَجْع المواويلِ بين الجبالْ
ولكنْ .. على الرغم مما هُوَ
وأُسطورةِ الجَاهِ والمُسْتَوَى
أَجُوبُ عليكِ الذُرى والتلالْ
وأفتحُ عنكِ
عُيُونَ الكُوى
وأمشي .. لعلّي ذاتَ زوالْ
أراكِ ، على شُقْرةِ المُلْتَوى
***
ويومَ تلوحينَ لي
تباشيرَ شَالْ ..
يَجُرُّ كُرُوماً
يَجُرُّ غِلالْ
سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي
وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ
يَجُرُّ كُرُوماً
يَجُرُّ غِلالْ
سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي
وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ


[center]بعد العاصفة


أتحبني بعد الذي كانا؟
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ
حسبي بأنكِ ها هنا الآنا
تَتَبَسَّمينَ وتُمْسِكينَ يدي
فيعود شكِّي فيكِ إيمانا
عن أمس لا تتكلمي أبداً
وتألَّقي شَعْراً وأجفانا
أخطاؤكِ الصغرى أمرُّ بها
وأُحوِّل الأشواك ريحانا
لولا المحبة في جوانحه
ما أصبح الإنسان إنسانا
عام مضى وبقيت غالية
لا هنت أنت ولا الهوى هائنا
إني أحبك .. كيف يمكنني
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا ، جرائدنا
أقدام قهوتنا ، زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء .. مضحكة
ما كان أغباها .. وأغبانا
فلكم نهبت وأنت غاضبة
ولكم قسوت عليكم أحيانا
ولربما إنقطعت رسائلنا
ولربما إنقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانان.. كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا ؟
قدر علينا أن نكون معا
يا حلوتي رغم الذي كانا
إن الحديقة لا خيار لها
إن طلعت ورقا وريحانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
ورفيقُنا ... ورفيق نجوانا
طفل نداريهِ ونعبدُهُ
مهما بكى معنا .. وأبكانا
أحزانُنا منه ... ونسأله
لو زادنا دمعا وأحزانا
هاتي يديك .. فأنتِ زَنْبَقتي
وحبيبتي رغم الذي كانا




[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:26 am

أحزان في الأندلس

كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هيَه..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هيه
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..


أنا مع الارهاب

متهمون نحن بالارهاب ...
ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...
والقصيدة العصماء ...
وزرقة السماء ...
عن وطن لم يبق في أرجائه ...
ماء ... ولاهواء ...
لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...
أو قهوة سوداء ...
متهمون نحن بالارهاب ...
ان نحن دافعنا بكل جرأة
عن شعر بلقيس ..
وعن شفاه ميسون ...
وعن هند ... وعن دعد ...
وعن لبنى ... وعن رباب ...
عن مطر الكحل الذى
ينزل كالوحى من الأهداب !!
لن تجدوا فى حوزتى
قصيدة سرية ...
أو لغة سرية ...
أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب
وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...
تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب
متهمون نحن بالارهاب ...
اذا كتبنا عن بقايا وطن ...
مخلع .. مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء ...
عن وطن يبحث عن عنوانه ...
وأمة ليس لها أسماء !
عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى
سوى قصائد الخنساء !!
عن وطن لم يبق فى افاقه
حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..
عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة
أو نسمع الأنباء ...
عن وطن كل العصافير به
ممنوعة دوما من الغناء ...
عن وطن ...
كتابه تعودوا أن يكتبوا ...
من شدة الرعب ..
على الهواء !!
عن وطن ..
يشبه حال الشعر فى بلادنا
فهو كلام سائب ...
مرتجل ...
مستورد ...
وأعجمى الوجه واللسان ...
فما له بداية ...
ولا له نهاية
ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..
أو بمأزق الانسان !!
عن وطن ...
يمشى الى مفاوضات السلم ..
دونما كرامة ...
ودونما حذاء !!!
عن وطن ...
رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...
ولم يبق سوى النساء !!
الملح فى عيوننا ..
والملح .. فى شفاهنا ...
والملح .. فى كلامنا
فهل يكون القحط في نفوسنا ...
ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟
لم يبق فى أمتنا معاوية ...
ولا أبوسفيان ...
لم يبق من يقول (لا) ...
فى وجه من تنازلوا
عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...
وحولوا تاريخنا الزاهى ...
الى دكان !!...
لم يبق فى حياتنا قصيدة ...
ما فقدت عفافها ...
فى مضجع السلطان !!
لقد تعودنا على هواننا ...
ماذا من الانسان يبقى ...
حين يعتاد على الهوان؟؟
ابحث فى دفاتر التاريخ ...
عن أسامة بن منقذ ...
وعقبة بن نافع ...
عن عمر ... عن حمزة ...
عن خالد يزحف نحو الشام ...
أبحث عن معتصم بالله ...
حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...
ومن ألسنة النيران !!
أبحث عن رجال أخر الزمان ..
فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...
تخشى على أرواحها ...
من سلطة الفئران !!...
هل العمى القومى ... قد أصابنا؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟
متهمون نحن بالارهاب ...
اذا رفضنا موتنا ...
بجرافات اسرائيل ...
تنكش فى ترابنا ...
تنكش فى تاريخنا ...
تنكش فى انجيلنا ...
تنكش فى قرآننا! ...
تنكش فى تراب أنبيائنا ...
ان كان هذا ذنبنا
ما أجمل الارهاب ...
متهمون نحن بالارهاب ...
... اذا رفضنا محونا
على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...
اذا رمينا حجرا ...
على زجاج مجلس الأمن الذى
استولى عليه قيصر القياصرة ...
.... متهمون نحن بالارهاب
.. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب
.. وأن نمد كفنا ل..
أميركا ...
ضد ثقافات البشر ..
وهى بلا ثقافة ...
ضد حضارات الحضر ...
وهى بلا حضارة ..
أميركا ..
بناية عملاقة
ليس لها حيطان ...
متهمون نحن بالارهاب
اذا رفضنا زمنا
صارت به أميركا
المغرورة ... الغنية ... القوية
مترجما محلفا ...
للغة العبرية ...
... متهمون نحن بالارهاب
واذا رمينا وردة ..
للقدس ..
للخليل ..
أو لغزة ..
والناصرة ..
اذا حملنا الخبز والماء
الى طروادة المحاصرة
متهمون نحن بالارهاب
اذا رفعنا صوتنا
ضد الشعوبيين من قادتنا
وكل من غيروا سروجهم
وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة
متهمون نحن بالارهاب
اذا اقترفنا مهنة الثقافة
اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة
اذا ذكرنا ربنا تعالى
اذا تلونا ( سورة الفتح)
وأصغينا الى خطبة الجمعة
فنحن ضالعون في الارهاب
متهمون نحن بالارهاب
ان نحن دافعنا عن الارض
وعن كرامــــــة التــراب
اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
واغتصابنا ...
اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...
وآخر النجوم فى سمائنا ...
وآخر الحروف فى اسمآئنا ...
وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..
..... ان كان هذا ذنبنا
فما اروع الارهــــــــاب!!
أنا مع الإرهاب...
ان كان يستطيع أن ينقذنى
من المهاجرين من روسيا ..
ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..
وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...
ليسرقوا مآذن القدس ...
وباب المسجد الأقصى ...
ويسرقوا النقوش .. والقباب ...
أنا مع الارهاب ..
ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..
ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..
من سفراء الموت والخراب ..
بالأمس
كان الشارع القومى فى بلادنا
يصهل كالحصان ...
وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...
... وبعد أوسلو
لم يعد فى فمنا أسنان ...
فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟
أنا مع الارهاب ..
اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب
من الطغاة والطغيان
وينقذ الانسان من وحشية الانسان
أنا مع الإرهاب
ان كان يستطيع ان ينقذني
من قيصر اليهود
او من قيصر الرومان
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد ..
مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..
بالمناصفة !!!
أنا مع الإرهاب
بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب
ما دام هذا العالم الجديـــد
!! بيـن يدي قصــــــاب
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذئاب !!
أنا مع الإرهاب
ان كان مجلس الشيوخ في أميركا
هو الذى فى يده الحساب ...
وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العـالم الجديد
يكــــره في أعمـاقه
رائحــة الأعــراب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العالم الجديد
يريد ذبح أطفالي
ويرميهم للكلاب
من أجل هذا كله
أرفــــع صوتـي عاليا
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:30 am

قانا


1
وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
و هواء البحر في نيسان,
أمطار دماء, و دموع…
2
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
و يعيدون فصول المحرقة..
هتلر أحرقهم في غرف الغاز
و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
و هم من أرضنا قد هجرونا.
هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
و يريح الأرض منهم..
فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
3
دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
يشعلون النار في بيت المسيح.
و يدوسون على ثوب الحسين..
و على أرض الجنوب الغالية..
4
قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
و أصوات البلابل..
قصفوا قدموس في مركبه..
قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
و تلاميذ المدارس.
قصفوا سحر الجنوبيات
و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
5
….و رأينا الدمع في جفن علي.
و سمعنا صوته و هو يصلي
تحت أمطار سماء دامية..
6
كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
سيسميها على أوراقه:
(كربلاء الثانية!!. )
7
كشفت قانا الستائر..
و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
و تقود المجزرة..
تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
و على زوجاتنا دون سبب.
و على أشجارنا دون سبب.
و على أفكارنا دون سبب.
فهل الدستور في سيدة العالم..
بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
8
هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
قتلنا, نحن العرب؟
9
انتظرنا عربي واحداً.
يسحب الخنجر من رقبتنا..
انتظرنا هاشميا واحداً..
انتظرنا قريشياً واحداً..
دونكشوتاً واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
10
ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
فهو نص واحد نكتبه
لجميع الشهداء الراحلين.
و جميع الشهداء القادمين!!.
11
ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
و جرير ..و الفرزدق؟
و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
بل كنا ملوك الثرثرة…
12
ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
13
نحن في غيبوبة قومية
ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…
14
نحن شعب من عجين.
كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
15
وطن يزداد ضيقاً.
لغة قطرية تزداد قبحاً.
وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
16
كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا ؟
و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
و بنو مازن مشغولون في غلمانهم..
و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.
17
ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعد ما صاروا يهودا؟؟…


تقرير سري جدا من بلاد قمعستان

لم يبق فيهم لا ابو بكر .. ولا عثمان
جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان
تساقط الفرسان عن سروجهم
واعلنت دويلة الخصيان
واعتقل المؤذنون في بيوتهم
والغي الاذان...
جميعهم .. تضخمت اثدائهم
واصبحوا نسوان
جميعهم يأتيهم الحيض ومشغولون بالحمل
وبالرضاعة...
جميعهم قد ذبحوا خيولهم
وارتهنوا سيوفهم
وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان
ما كان يدعى ببلاد الشام يوما
صار في الجغرافيا...
يدعى (يهودستان)
الله ... يا زمان
لم يبق في دفاتر التاريخ
لا سيف ولا حصان
جميعهم قد تركوا نعالهم
وهربوا اموالهم
وخلفوا وراءهم اطفالهم
وانسحبوا الى مقاهي الموت والنسيان
جميعهم تخنثوا...
تكحلوا...
تعطروا...
تمايلوا اغصان خيزران
حتى تظن خالدا ... سوزان
ومريما .. مروان
الله ... يا زمان...
جميعهم موتى ... ولم يبق سوى لبنان
يلبس في كل صباح كفنا
ويشعل الجنوب اصرارا وعنفوان
جميعهم قد دخلوا جحورهم
واستمتعوا بالمسك, والنساء, والريحان
جميعهم مدجن, مروض, منافق, مزدوج .. جبان
ووحده لبنان
يصفع امريكا بلا هوادة
ويشعل المياه والشطان
في حين الف حاكم مؤمرك
يأخذها بالصدر والاحضان
هل ممكن ان يعقد الانسان صلحا دائما مع الهوان؟
الله ... يا زمان ..
هل تعرفون من انا
مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
وهذه الدولة ليست نكتة مصرية
او صورة منقولة عن كتب البديع والبيان
فأرض (قمعستان) جاء ذكرها
في معجم البلدان ...
وان من اهم صادراتها
حقائبا جلدية
مصنوعة من جسد الانسان
الله ... يا زمان ...
هل تطلبون نبذة صغيرة عن ارض (قمعستان)
تلك التي تمتد من شمال افريقيا
الى بلاد نفطستان
تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى شواطئ
القتل
الى شواطئ السحل, الى شواطئ الاحزان ..
وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان
ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة
ويكرهون الورق الابيض, والمداد, والاقلام بالوراثة
واول البنود في دستورها:
يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الانسان
الله ... يا زمان ...
هل تعرفون من انا؟
مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
مواطن...
يحلم في يوم من الايام ان يصبح في مرتبة الحيوان
مواطن يخاف ان يجلس في المقهى .. لكي
لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان
مواطن ان يخاف ان يقرب زوجته
قبيل ان تراقب المباحث المكان
مواطن انا من شعب قمعستان
اخاف ان ادخل اي مسجد
كي لا يقال اني رجل يمارس الايمان
كي لا يقول المخبر السري:
اني كنت اتلو سورة الرحمن
الله ... يا زمان ...
هل تعرفون الان ما دولة (قمعستان)؟
تلك التي الفها .. لحنها ..
اخرجها للشيطان
هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟
حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج الى قرار
والشمس كي تطلع تحتاج الى قرار
والديك كي يصبيح يحتاج الى قرار
ورغبة الزوجين في الانجاب
تحتاج الى قرار
وشعر من احبها
يمنعه الشرطي ان يطير في الريح
بلا قرار
ما اردأ الاحوال في دولة (قمعستان)
حيث الذكور نسخة من النساء
حيث النساء نسخة من الذكور
حيث التراب يكره البذور
وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور
وصاحب القرار يحتاج الى قرار
تلك هي الاحوال في دولة (قمعستان)
الله ... يا زمان ...
يا اصدقائي :
انني مواطن يسكن مدينة ليس بها سكان
ليس لها شوارع
ليس لها ارصفة
ليس لها نوافذ
ليس لها جدران
ليس بها جرائد
غير التي تطبعها مطابع السلطان ...
عنوانها؟
اخاف ان ابوح بالعنوان
كل الذي اعرفه
ان الذي يقود الحظ الى مدينتي
يرحمه الرحمن ...
يا اصدقائي :
ما هو الشعر اذا لم يعلن العصيان؟
وما هو الشعر اذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان؟
وما هو الشعر اذا لم يحدث الزلزال
في الزمان والمكان؟
وما هو الشعر اذا لم يخلع التاج الذي يلبسه
كسرى انوشروان؟
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الملايين التي تجهل حتى الان ما هو النهار
وما هو الفارق بين الغصن والعصفور
وما هو الفارق بين الورد والمنثور
وما هو الفارق بين النهد والرمانة
وما هو الفارق بين البحر والزنزانة
وما هو الفارق بين القمر الاخضر والقرنفلة
وبين حد كلمة شجاعة,
وبين خد المقصلة ...
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان
باسم الذين انتزعت اجفانهم
واقتلعت اسنانهم
وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان
باسم الذين ما لهم صوت ...
ولا رأي ...
ولا لسان ...
سأعلن العصيان ...
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الجماهير التي تجلس كالابقار
تحت الشاشة الصغيرة
باسم الجماهير التي يسقونها الولاء
بالملاعق الكبيرة
باسم الجماهير التي تركب كالبعير
من مشرق الشمس الى مغربها
تركب كالبعير ...
وما لها من الحقوق غير حق الماء والشعير
وما لها من الطموح غير ان تأخذ للحلاق زوجة الامير
او ابنة الامير ...
او كلبة الامير ...
باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم
وحزمة البرسيم ...
يا اصدقاء الشعر:
اني شجر النار, واني كاهن الاشواق
والناطق الرسمي عن خمسين مليونا من العشاق
على يدي ينام اهل الحب والحنين
فمرة اجعلهم حمائما
ومرة اجعلهم اشجار ياسمين
يا اصدقائي ...
انني الجرح الذي يرفض دوما
سلطة السكين ...
يا اصدقائي الرائعين:
انا الشفاه للذين ما لهم شفاه
انا العيون للذين ما لهم عيون
انا كتاب البحر للذين ليس يقرأون
انا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجزن
انا كهذا العصر, يا حبيبتي
اواجه الجنون بالجنون
واكسر الاشياء في طفولة
وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...
انا كما عرفتموني دائما
هوايني ان اكسر القانون
انا كما عرفتموني دائما
اكون بالشعر ... والا لا اريد ان اكون ...
يا اصدقائي:
انتم الشعر الحقيقي
ولا يهم ان يضحك ... او يعبس ...
او ان يغضب السلطان
انتم سلا طيني ...
ومنكم استمد المجد, والقوة , والسلطان ...
قصائدي ممنوعة ...
في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة
قصائدي ممنوعة ...
لانها تحمل للانسان عطر الحب, والحضارة
قصائدي مرفوضة ...
لانها لكل بيت تحمل البشارة
يا اصدقائي:
اني ما زلت بانتظاركم
لنوقد الشرارة ...


قراءة ثانية في مقدمة ابن خلدون

هذا هو التاريخ, يا صديقتي
من غير ما تعليق
وكل ما قرأت عن سيرتنا المعطرة
من كرم..
ونجدة..
و نخوة..
و العفو عند المقدرة..
ليس سوى تلفيق..
وكل ما سمعته من قصص الشهامة
وعن سجايا حاتم
وعن حكايا عنترة..
لم يبق شيئ منه في المفكرة
وكل ما سمعت عن حروبنا المظفرة
وكرنا..
و فرنا..
وارضنا المحررة..
ليس سوى تلفيق..
هذا هو التاريخ, يا صديقتي
فنحن منذ ان توفى الرسول
سائرون في جنازة..
ونحن, منذ مصرع الحسين,
سائرون في جنازة..
ونحن, من يوم تخاصمنا
على البلدان..
والنسوان..
والغلمان..
في غرناطة
موتى, ولكن ما لهم جنازة !!

لا تثقي, بما روى التاريخ, يا صديقتي
فنصفه هلوسة..
ونصفه خطابة..
اطفالنا, ليس لهم طفولة
سماؤنا, ليس بها سحابة
نساؤنا.. ما زلن في ثلاجة الخليفة
عشاقنا..
يستنشقون وردة الكآبة
كتابنا, يحاولون القفز كالفئران
من مصيدة الرقابة..

لا تثقي , يا صديقتي
بكل ما تقوله الحكومة
فعزفها مكرر..
وصوتها نشاز..
المخبرون.. كسروا عظامنا
وشعبنا..
يمشي على عكاز..

صديقة العمر التي..
اقرأ في عيونها المأساة
صديقة العمر التي تقتسم المنفى معي..
والحزن .. والشتات..
نحن شعوب تجهل الفرح
اطفالنا ما شاهدوا في عمرهم
قوس قزح..
هذي بلاد اقفلت ابوابها..
والغت التفكير عند شعبها
والغت الاحساس..
هذي بلاد تطلق النار على الحمام..
والغمام..
والاجراس..

ما طار طير عندنا..
الا اتذبح..
ولا تغنى شاعر بشعره..
الا انذبح..
هذي بلاد ..
ما بها مسيرة تمشي..
ولا ذبابة تطير من حي.. الى حي..
ولا امسية شعرية تعطي..
ولا اعراس...

هذي بلاد
نصفها زنزانة
ونصفها حراس..
تزوج الموتى نساء بعضهم
فاين راح الناس؟

تقول لي سائحة شقراء من فرنسا:
بلادكم اجمل ما شاهدت من بلدان
فالماء فيها ضاحك..
والورد فيها ضاحك..
والخوخ.. والرمان..
والياسمين عندكم,
يمشط الشعر على الحيطان..
فكيف في بلادكم
لا يضحك الانسان؟؟




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:32 am

السيرة الذاتية لسياف عربي

أيها الناس
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
إننى لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة..
وتوكلت على لا الله ...
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. الى يوم القيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟؟
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
فأنا أكتب عنكم..
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطنه.
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ..
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكي لا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى..
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد...
6
يا جماهير بلادى:
ياجماهير العشوب العربية
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صورونى باسما مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صورونى...
وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
وأمتص دماء الأبجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صورونى..
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية...
7
أيها الناس:
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسؤول عهن كل رغيب تأكلون
وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفى فى داخل قصرى
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كى أتسلى


إلـــى رجـــــــــــل


متى ستعرف كم أهواك يا رجلا *** أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا *** بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه *** أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا *** وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا *** وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي *** يـا قصة لست أدري مـا أسميها
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني *** فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا *** وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
يا من يدخن في صمت ويتركني *** في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا
ألا تراني ببحر الحب غارقـة *** والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا *** مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا
كفاك تلعب دور العاشقين معي *** وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا
كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها *** وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا
وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه *** وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني *** وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا
ارجع إلي فإن الأرض واقفـة *** كأنمــا فرت من ثوانيهــــا
إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه *** ولا لمست عطوري في أوانيهــا
لمن جمالي لمن شال الحرير لمن *** ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا *** فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا


اختـــــــاري

إني خيرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري..
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..

[center]أحلى خبـــــر


كتبتُ (أُحبّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
(أُحبّكِ جداً)
كما لا أحبّكِ يوماً بشَرْ
ألمْ تقرأيها ؟
بخطّ يدي
فوق سُور القَمَرْ
وفوق كراسي الحديقةِ..
فوقَ جذوع الشَجَرْ
وفوق السنابلِ
فوق الجداولِ
فوقَ الثَمَرْ..
وفوق الكواكب تمسح عنها
غُبارَ السَفَرْ..
*
حفرتُ (أُحبّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
حفرتُ حدودَ السماءِ
حفرتُ القَدَرْ..
ألم تُبْصريها؟
على وَرَقات الزهَرْ
على الجسر، والنهر، والمنحدرْ
على صَدَفاتِ البحار
على قَطَراتِ المطرْ
ألم تَلْمحيها؟
على كلّ غصنٍ
وكل حصاةٍ، وكلّ حجرْ
*
كتبتُ على دفتر الشمس
أحلى خبرْ..
(أُحبّكِ جداً)
فليتكِ كنتِ قرأتِ الخبرْ



[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:34 am

الكتابة بالحبر السري


1
هُمْ يكتبُونَ .. كأنهمْ لا يكتُبُونْ .
ويُعاصِرون سقوطَ تاريخٍ ..
وهمْ مثلَ الدَجَاج مُجلَّدُونْ ..
ويُسافرونَ ..
بغير أقدامٍ ، على أوراقهمْ
ويُضاجعون نساءَهم ليلاً
وهُمْ مُتنكّرونْ ..
وطنٌ تَنَاثرَ كالغُبَار أمامهمْ
وهُمُ على أطلاله يتنَزَّهُونْ ..
هُمْ خائفونَ ..
على أناقَتِهمْ ..
وقَصَّةِ شَعْرِهمْ ..
وعلى نَشَاءِ قميصهِمْ ..
هُمْ خائفُونْ .
3
حتى يُبْدِعُوا ..
مِنْ بَعْدِ زيتِ الكازِ ..
ماذا يشربُونْ ؟
هل هؤلاءِ طليعةٌ ثوريَّةٌ
أم باعةٌ مُتجولُونْ ؟؟
4
البائعونَ ثقافةً مغْشُوشَةً
والراقدونَ بغرفةِ الإنعاشِ ..
لا يتحركُّونْ ..
والسائحونَ على ضِفَاف جِراحِنا
ماذا سيفعلُ هؤلاءِ السائحونْ ؟
فمِنَ المقاهي ..
يُعلنونَ حُرُوبَهُمْ .
ومن المقاهي ..
يُطْلِقُونَ رصَاصَهُمْ
وعلى كراسيها الوثيرةِ
يحضنُونَ بُيُوضَهُمْ ..
ويُفرِّخُونْ ..
ما أجْبَنَ الثَوْرَاتِ
تخرُجُ من كُؤُوسِ اليانَسُونْ !!
5
ماذا يريدُ الأنبياءُ الكاذبونْ ؟
الثائرونَ على دفاترهمْ
والشاهرُونَ سيوفَ أحْرفُهِم
وهُمْ مُتَقاعِدُونْ ..
والحاملونَ طُبولَهُمْ .. ودُفُوفَهُمْ ..
فبكلِّ عُرسٍ سُلْطَويٍّ
يدبكُون .. ويرقُصُونْ ..
ولكلِّ طاغيةٍ ..
يُضيئونَ الشموعَ ..
ويسجدُونَ ..
ويركعونْ ..
6
ماذا يريد الهاربونَ
من الشهامةِ ، والرُجولةِ ،
ما يريدُ الهاربُونْ ؟
يُدخِّنُونْ ..
ماذا يريدُ النَرْجسيُّونَ
الذين بحُسْنهم يتغزَّلُونْ ؟
وبشِعْرهِمْ يتغزًّلُونْ ..
وبنثرهمْ يتغزَّلونْ ..
7
الرائدونَ ..
وليس ثمَّ ريَادَةٌ .. أو رائدُونْ ..
والجالسونَ أمامَ أبواب الجوامعِ ..
والكنائسِ ..
يَشْحَذُونْ .
8
ماذا يريدُ اللاعبونَ على اللُّغَاتِ
الشاطرونَ ..
الماكرونْ ؟
الشاهدونَ على جريمة شنْقِنَا
ماذا تراهُم يشهدُونْ ؟
في أيِّ يومٍ يغضَبُونْ ؟
في آبَ ؟ في أيلولَ ؟ في تشرينَ ؟
في يوم القيامةِ – رُبَّما –
هُمْ يغضَبُونْ !!.
9
لا شيءَ ..
في العصر البيزنطيِّ الجديدِ يَهزُّهُمْ ..
لا شيءَ ..
في عصر المماليكِ الجديد يَهزُّهُمْ ..
لا شيءَ ..
في عصر (المارينز) يُثيرُهُمْ
أو يرفُضُوا ..
أو يبصُقُوا ..
أو يعلنوا رأياً ..
فهُمْ موتى
وماذا قد يقومُ الميِّتُونْ ؟
10
مَنْ هؤلاءِ السادةُ المُسْتَشْرِقُونْ ؟
ولأيِّ شعبٍ ؟.
أيِّ أرضٍ ؟
أيِّ دينٍ ؟
أيِّ ربٍّ ينتمونْ ؟
ما مسَّهُمْ حَرٌّ ، ولا قَرٌّ ،
ولا قَلَقٌ ، ولا أَرَقٌ ،
ولا مَنْ يَحْزَنُونْ ..
يتكلمونَ .. بألف موضوعٍ
ولا يتكلمونْ ..
ويحركون شفاههمْْ
لكنهم لا ينطقونْ ..
ويشاهدون جنازة الوطن القتيل أمامهمْ
تمشي ..
فلا يترحمونْ ..
11
مَنْْ هؤلاءِ الطارئونَ على مَشَاكلِ عَصْرِنا ؟
مَنْ هؤلاءِ الطارئُونْ ؟
هُمْ يزعمُونَ بأنَّهُمْ سيغيِّرونَ خريطةَ الدنيا ..
وهم مُتَخلّفونْ ..
وبأنهم سيُحرّرونَ الفكرَ والإنسانَ في كَلِمَاتِهمْ
وهُمُ على كُلِّ الموائد يخدُمُونْ ..
وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ
وهُمْ مُسْتعرِبُونْ ..
مَنء هؤلاءِ
الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟
وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ
وعلى أنوثة صوتِهمْ
مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟
هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟
أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟
وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ
وهُمْ مُسْتعرِبُونْ ..
12
مَنء هؤلاءِ
الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟
وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ
وعلى أنوثة صوتِهمْ
مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟
هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟
أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟



قرص الأسبرين


ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..
والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة..
هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا
بأنهُ موطننا الكبير.
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً..
ومن عشرينَ دكاناً..
ومن عشرينَ صرّافاً..
وحلاقاً..
وشرطياً..
وطبّالاً.. وراقصةً..
يسمّى وطني الكبير..
لا..
ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ
والشحّاذُ.. والنفطيُّ
والفنّانُ.. والأميُّ
والثوريُّ.. والرجعيُّ
والصّوفيُّ.. والجنسيُّ
والشيطانُ.. والنبيُّ
والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام
هوَ الذي كانَ لنا في سالفِ الأيّام
حديقةَ الأحلام..
لا...
ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ
فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح
لا...
ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار،
والضيّقُ كالضريح..
لا..
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرقّعُ الثيابِ،
والمجذوبُ، والمغلوبُ..
والمشغولُ في النحوِ وفي الصرفِ..
وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ..
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ..
والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ،
والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير
لا...
ليسَ هذا الرجلُ المنقولُ في سيّارةِ الإسعافِ،
والمحفوظُ في ثلّاجةِ الأمواتِ،
والمعطّلُ الإحساسِ والضمير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الرجلُ المقهورُ..
والمكسورُ..
والمذعورُ كالفأرةِ..
والباحثُ في زجاجةِ الكحولِ عن مصير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير..
يا وطني:
يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ،
والباحثُ في منازلِ العُربان..
عن سقفٍ، وعن سرير
لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبةَ التزوير
فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين
يأكلهُ الجائعُ في سهولة
كعلبةِ السردين..
والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيولُ في حطّين
يبلعهُ الإنسانُ في سهولةٍ..
كقُرص أسبرين!!..


القصيدة تطرح اسئلتها

يسرني جدا..
بان ترعبكم قصائدي
وعندكم, من يقطع الاعناق..
يسعدني جدا .. بان ترتعشوا
من قطرة الحبر..
ومن خشخشة الاوراق..
يا دولة.. تخيفها اغنية
وكلمة من شاعر خلاق..
يا سلطة..
تخشى على سلطتها
من عبق الورد.. ومن رائحة الدراق
يا دولة..
تطلب من قواتها المسلحة
ان تلقي القبض على الاشواق...
يطربني..
ان تقفلوا ابوابكم
وتطلقوا كلابكم
خوفا على نسائكم
من ملك العشاق..
يسعدني
ان تجعلوا من كتبي مذبحة
وتنحروا قصائدي
كأنها النياق..
فسوف يغدو جسدي
تكية.. يزورها العشاق

يقرؤني رقيبكم..
وهو يسن شفرة الحلاقة..
كأنما رقيبكم
-في اصله- حلاق..
ليس هناك سلطة
يمكنها ان تمنع الخيول من صهيلها
وتمنع العصفور ان يكتشف الافاق
فالكلمات وحدها..
ستربح السباق..

ستقتلون كاتبا..
لكنكم لن تقتلوا الكتابة..
وتذبحون, ربما, مغنيا
لكنكم لن تذبحوا الربابة..
تسع وتسعون امرأة..
تقبع في حريمكم
فالنهد قرب النهد..
والساق قرب الساق..
وكل شيئ جاهز
وثيقة النكاح.. او وثيقة الطلاق..
والخمر في كؤوسكم
والنار في الاحداق
وتمنعون دائما قصائدي
حرصا على مكارم الاخلاق!!

انتظروا زيارتي..
فسوف اتيكم بدون موعد
كأنني المهدي..
او كأنني البراق..
انتظروا زيارتي
فلست محتاجا الى معرف
فالناس في بيوتهم يعلقون صورتي..
لا صورة السلطان..
والناس, لو مررت في احلامهم
ظنوا باني قمر الزمان..

حين يمر موكب الخليفة
في زحمة الاسواق
يبشر الاطفال امهاتهم
لقد رأينا..
(طائر اللقلاق)..

انتظروني.. ايها الصيارفة
يا من بنيتم من فلوس النفط..
اهراما من النفاق..
يا من جعلتم شعرنا .. ونثرنا..
دكانة ارتزاق..

انتظروا زيارتي..
فالشعر يأتي دائما
من عرق الشعب, ومن ارغفة الخبز,
ومن اقبية القمع..
ومن زلازل الاعماق..
مهما رفعتم عاليا اسواركم
لن تمنعوا الشمس من الاشراق..



قصيدة اعتذار لأبي تمام

1 -
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..
2 -
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر...

3 -
إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..

4 -
إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..

5 -
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..

6 -
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..

7 -
أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..

8 -
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر - حين يشيخ -
لا يستل سكينا .. وينتحر؟





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:37 am

خمس رسائل إلى أمي

1
صباح الخير .. يا حلوة..
صباح الخير .. يا قديستي الحلوة..
مضى عامان يا أمي،
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية..
وخبأ في حقائبه..
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر..
وخبأ في ملابسه
طرابينا من النعناع والزعتر..
وليلكة دمشقية..
2
أنا وحدي ..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافير، تفتش بعد عن بيدر
عرفت نساء أوروبا ..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند،
طفت العالم الأصفر..
ولم أعثر..
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إلى عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي .. أنا الولد الذي أبحر..
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف .. فكيف .. يا أمي
غدوت أبا .. ولم أكبر؟

3
صباح الخير من مدريد..
ما أخبارها الفلة؟
بها أوصيك يا أماه
تلك الطفلة الطفلة..
فقد كانت أحب حبيبة لأبي.
يدللها كطفلته..
ويدعوها إلى فنجان قهوته..
ويسقيها، ويطعمها
ويغمرها برحمته..
ومات أبي ..
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته..
وتسأل عن عباءته..
وتسأل عن جريدته..
وتسأل حين يأتي الصيف عن فيروز عينيه
لتنثر فوق كفيه ..
دنانيرا من الذهب..

4
سلامات..سلامات..
إلى بيت سقانا الحب والرحمة..
إلى أزهارك البيضاء..
فرحة " ساحة النجمة " ..
إلى تختي، إلى كتبي،
إلى أطفال حارتنا..
وحيطان ملأناها بفوضى من كتابتنا ...
إلى قطط كسولات
تنام ع لي مشارقنا..
وليلكة معرشة على شباك جارتنا..
مضى عامان.. يا أمي
ووجه دمشق ..
عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا..
وينقرنا ، برفق، من أصابعنا..
مضى عامان يا أمي ..
وليل دمشق .. فل دمشق ..
دور دمشق ..
تسكن في خواطرنا..
مآذنها .. تضيء على مراكبنا..
كأن مآذن الأموي قد زرعت بداخلنا
كأن مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا
كأن الضوء والأحجار..
جاءت كلها معنا..

5
أتى أيلول أماه ..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي..
مدامعه وشكواه
أتى أيلول أين دمشق؟
أين أبي وعيناه؟
وأين حرير نظرته، وأين عبير قهوته
سقى الرحمن مثواه..
وأين رحاب منزلنا الكبير. وأين نعماه؟
وأين مدراج الشمشير .. تضحك في زواياه؟
وأين طفولتي فيه ..
أجرجر ذيل قطته..
وآكل من عريشته
وأقطف من " بنفشاه "
دمشق . دمشق .
يا شعرا ..
على حدقات أعيننا كتبناه ..
ويا طفلا جميلا
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته
وذبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه..



أم المعتز


***
كسمكةٍ اخترقها رمحْ
جاءني هاتفٌ من دمشقَ يقولْ:
"أُمُّكَ ماتتْ".
لم أستوعب الكلمات في البدايَهْ
لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السَمَكُ كلُّهُ
في وقتٍ واحدْ..
كانت هناك مدينة حبيبة تموتْ.. إسمها بيروت
وكانت هناك أمٌّ مدهشة تموتْ.. إسمها فائزة..
وكان قدري أن أخرجَ من موتٍ..
لأدخل في موت آخرْ..
كان قدري أن أسافرَ بين موتينْ...
***
دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، الخرطوم،
الكويت، الجزائر، أبو ظبي وأخواتها..
هذه هي شجرة عائلتي..
كلُّ هذه المدائن أنزلَتْني من رَحِمِها
وأرضعتْني من ثديها..
وملأت جيوبي عنباً، وتيناً، وبرقوقاً..
كلُّها هزَّتْ لي نخلَها.. فأكَلْلتْ..
وفَتَحتْ سماواتها لي.. كراسةً زرقاءْ..
فكتبْتْ..
لذلكَ، لا أدخلُ مدينةً عربيةً.. إلا وتناديني:
"يا وَلَدي"...
لا أطرُقُ بابَ مدينةٍ عربية..
إلا وأجدُ سريرَ طفولتي بانتظاري..
لا تنزفُ مدينةٌ عربيةٌ إلا وأنزفُ معها...
فهل كان مصادفةً أن تموتَ بيروتْ..
وتموتَ أمّي في وقتٍ واحدْ؟...
***
يعرفونها في دمشق باسم ( أمُّ المعتز).
وبالرغم من أن اسمها غير مذكور في الدليل السياحيّ
وأهمّيتُها التاريخيةُ لا تقلُّّ عن أهميّة (قصر العظم)
ومزار (محي الدين بن عربي).
وعندما تصلُ إلى دمشقْ..
فلا ضرورةَ أن تسأل شرطيّ السير عن بيتها..
لأن كلَّ الياسمين الدمشقيّ يُهَرْهِرُ فوق شُرفتِها،
وكلَّ الفُلّ البلدي يتربى في الدلال بين يديها..
وكلَّ القطط ذاتِ الأصل التركيّ..
تأكل.. وتشرب.. وتدعو ضيوفها.. وتعقد
اجتماعاتها..
في بيت أمّي..
***
نسيتُ أن أقول لكم، إن بيت أمي كان معقلاً للحركة الوطنية في الشام عام 1935. وفي باحة دارنا الفسيحة كان يلتقي قادة الحركة الوطنية السورية بالجماهير. ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضد الانتداب الفرنسي..
وبعد كلّ اجتماع شعبي، كانت أمي تُحصي عدد ضحاياها من أصص الزرع التي تحطّمت.. والشتول النادرة التي انقصفتْ... وأعوادِ الزنبق التي انكسرتْ..
وعندما كانت تذهب إلى أبي شاكيةً له خسارتها الفادحة، كان يقول لها، رحمه الله، وهو يبتسم:
(سجّلي أزهاركِ في قائمة شهداء الوطن.. وعَوَضُكِ على الله...)
***
لا تذهب إلى الكوكتيلات وهي تلفُّ ابتسامتها بورقة سولوفان..
لا تقطع كعكة عيد ميلادها تحت أضواء الكاميرات...
لا تشتري ملابسها من لندن وباريس، وترسل تعميماً بذلك إلى من يهمه الأمر..
لا توزِّع صورها كطوابع البريد على محرّرات الصفحات الاجتماعية...
ولم يسبق لها أن استقبلت مندوبة أي مجلة نسائية، وحدثتها عن حبِّها الأول.. وموعدها الأول.. ورجُلها الأول..
أمّي تؤمن بربٍ واحد.. وحبيبٍ واحد.. وحُبٍّ واحد..
قهوةُ أمي مشهورة..
فهي تطحنها بمطحنتها النحاسيّة فنجاناً.. فنجاناً..
وتغليها على نار الفحم.. ونار الصبر..
وتعطّرها بحبّ الهالْ..
وترشُّ على وجه كل فنجان قطرتين من ماء الزهرْ..
لذلك تتحوّلُ شرفةُ منزلنا في الصيف..
إلى محطةٍ تستريحُ فيها العصافيرْ..
وتشربُ قهوتَها الصباحيَّةْ عندنا..
***
ومن كثرة الأزهار، والألوان، والروائح التي
أحاطت بطفولتي كنتُ أتصوَّر أن أمي.. هي
موظفة في قسم العطور بالجنّة..
***
بموت أمي..
يسقطُ آخرُ قميص صوفٍ أُغطّي به جَسَدي
آخرُ قميصِ حنانْ..
آخرُ مِظلّةِ مَطَرْ..
وفي الشتاء القادم..
كلُّ النساءِ اللواتي عرفتُهُنّ
وَحْدَها أمّي..
أحَبّتْني وهي سَكْرَى..
فالحبُّ الحقيقيّ هو أن تسكَرْ..
ولا تعرف لماذا تسكَرْ..
كلَّما نسيتُ ورقةً من أوراقي في صحن الدارْ..
فتحوّلت الألِفُ إلى (امرأة)..
والباءُ إلى (بنفسجة)
والدالُ إلى (دالية)
والراء إلى (رمَّانة)
والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سُنُونوّة).
ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مُكَيَّفةُ الهواءْ)..
ويشترونها من عند بائع الأزهارْ..
لا من المكتبة...
***
كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:
" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".
طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..
ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.
فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..
قولي للملائكة الذين كلَّفتهم بحراستي خمسين
عاماً، أن لا يتركوني...
لأنني أخاف أن أنام وحدي...
والدالُ إلى (دالية)
والراء إلى (رمَّانة)
والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سُنُونوّة).
ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مُكَيَّفةُ الهواءْ)..
ويشترونها من عند بائع الأزهارْ..
لا من المكتبة...
***
كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:
" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".
طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..
ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.
فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..
قولي للملائكة الذين كلَّفتهم بحراستي خمسين
عاماً، أن لا يتركوني...
لأنني أخاف أن أنام وحدي...


أبي

أماتَ أَبوك؟
ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي.
ففي البيت منه
روائحُ ربٍّ.. وذكرى نَبي
هُنَا رُكْنُهُ.. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألف غُصْنٍ صبي
جريدتُه. تَبْغُهُ. مُتَّكَاهُ
كأنَّ أبي – بَعْدُ – لم يّذْهَبِ
وصحنُ الرمادِ.. وفنجانُهُ
على حالهِ.. بعدُ لم يُشْرَبِ
ونَظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
عُيُوناً أشفَّ من المغرب؟
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
بقايا النُوُر على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه، فحيثُ
أمرُّ .. أمرُّ على مُعْشِبِ
أشُدُّ يديه.. أميلُ عليهِ
أُصلِّي على صدرهِ المُتْعَبِ
أبي.. لم يَزلْ بيننا، والحديثُ
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
يسامرنا.. فالدوالي الحُبالى
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ..
أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
ومعنى من الأرْحَبِ الأرْحَبِ..
وعَيْنَا أبي.. ملجأٌ للنجومِ
فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرةِ الكوكبِ..
*
أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيبٍ
وراءكَ يمشي، فلا تَعْتَبِ..
على اسْمِكَ نمضي، فمن طّيِّبٍ
شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ
حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ.. حتى
تَهيَّأ للناس أنِّي أبي..
أشيلُكَ حتى بنَبْرة صوتي
فكيف ذَهَبْتَ.. ولا زلتَ بي؟
*
إذا فُلَّةُ الدار أعطَتْ لدينا
ففي البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَنا
ففي الصيف لا بُدَّ يأتي أبي..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:38 am

لماذا يسقطُ مُتْعِبُ بنُ تَعْبَانْ في امتحان حقوق الإنسانْ؟



مُواطنوانَ.. دُونَما وَطَنْ
مُطَاردُونَ كالعصافير على خرائطِ الزَمَنْ..
مُسَافِرُونَ دُونَ أوراقٍ
ومَوتى دُونما كَفَنْ.
نحنُ بغايا العصرِ.. كلُّ حاكمٍ
يبيعُنا، ويقبضُ الثَمَنْ!!
نحنُ جَوَاري القصرِ، يُرْسِلونَنَا
من حُجرَةٍ لحُجْرَةٍ
من قَبْضةٍ لقَبْضةٍ
من هالِكٍ لمالِكٍ
من وَثَنٍ إلى وَثَنْ
نركضُ كالكلاب كلَّ ليلةٍ
من عَدَنٍ لطَنجَةٍ
من طَنْجَةٍ إلى عَدَنْ
نبحثُ عن قبيلةٍ تَقْبَلُنا
نبحثُ عن عائلةٍ تُعيلُنا
نبحثُ عن ستارةٍ تستُرُنا
وعن سَكَنْ..
وحَولَنا أولادُنا
إحْدَودَبتْ ظهورُهُمْ، وشاخُوا
وهُمْ يُفتّشونَ في المعاجمِ القديمَهْ
عن جَنَّةٍ نضيرةٍ
عن كِذْبَةٍ كبيرةٍ كبيرةٍ..
تُدْعى الوَطَنْ..
*
مُواطنونَ نحنُ في مدائن البُكاءْ
قَهْوتُنا مصنوعةٌ من دمِ كَرْبَلاءْ
حِنْطتُنا معجونةٌ بلحم كَرْبَلاءْ
طعامُنا. شرابُنا
عاداتُنا. راياتُنا
صيامُنا. صَلاتُنا
زُهورُنا. قُبورُنا
جُلُودُنا مَخْتُومةٌ بخَتْم كربلاءْ..
لا أَحَدٌ يعرفُنا في هذه الصحراءْ
لا نَخْلةٌ. لا ناقةٌ.
لا وَتَدٌ.. لا حَجَرٌ
لا هِنْدُ.. لا عَفْرَاءْ
أوراقُنا مُريبةٌ
أفكارُنا غريبةٌ
فلا الذين يشربونَ النَفْطَ يعرفُونَنَا
ولا الذين يشربونَ الدمعَ والشقاءْ...
مُعتَقَلُونَ..
داخلَ النصّ الذي يكتُبُهُ حُكَّامُنَا
مُعتَقَلُونَ..
داخلَ الدين كما فَسَّره إمامُنا
مُعتَقَلُونَ..
داخلَ الحُزْن، وأحلى ما بنا أحزانُنَا
مُراقَبون نحنُ في المقهى.. وفي البيتِ..
وفي أرْحَامِ أمَّهاتِنا..
حيثُ تلفَّتْنَا، وجدنا المخبرَ السِريَّ في انتظارِنا
يَشْرَبُ من قهوتنا..
يَنَامُ في فِراشنا..
يَعْبَثُ في بريدِنا
يَنْكُشُ في أوراقنا
يدخُلُ من أنوفِنا
يخرجُ من سُعَالِنا
لسانُنا مَقْطوعْ..
ورأسُنا مَقْطُوعْ..
وخبزُنا مبلَّلٌ بالخوف والدموع..
إذا تظلَّمنا إلى حامي الحِمى
قيل لنا مَمنُوعْ..
وإن تضرَّعنا إلى ربِّ السَمَا
قيلَ لنا: مَمْنوعْ..
وإن هَتَفْنَا:
يا رسولَ الله، كُنْ في عَوْنِنَا
يُعطونَنَا تأشيرةً من غَيْرِ ما رُجُوعْْ
وإن طَلَبنَا قَلَماً
لنكتبَ القصيدةَ الأخيرَهْ
أو نكتبَ الوصيّةَ الأخيرَهْ
قُبَيْلَ أن نَمُوتَ شَنْقَاً
غَيَّروا الموضوعْ..
*
يا وَطَني المصلوبَ فوقَ حائطِ الكراهيَهْ
يا كُرَةَ النار التي تسيرُ نحو الهاوِيَهْ
لا أَحَدٌ من مُضَرٍ.. أو من بني ثَقِيفْ
أعطى لهذا الوطنِ الغارقِ بالنزيفْ
زُجَاجَةً من دمِهِ..
أو بَولِهِ الشريفْ!!
لا أَحَدٌ.. على امتداد هذه العباءة لمُرقَّعَهْ..
أهداكَ يوماً مِعْطَفَاً أو قُبَّعَهْ..
يا وَطَني المكسورَ مثل عشبة الخريفْ..
مُقْتَلَعُونَ نحنُ كالأشجار من مَكَانِنا..
مُهَجَّرونَ من أمانينا، وذكرياتِنَا
عُيونُنا تخافُ من أصواتِنا
حُكَّامُنا آلهةٌ يجري الدمُ الأزْرَقُ في عُرُوقِهِمْ
ونحنُ نَسلُ الجاريَهْ
لا سادةُ الحجاز يعرفُونَنَا..
ولا رَعَاعُ الباديَهْ.
ولا أبو الطيب يَسْتَضِيفُنا..
ولا أبو العتاهيَهْ.
إذا ضحكنا لعليٍّ مرةً..
يقتُلنا مُعاويَهْ..
***
لا أحدٌ يريدُنا
من بحر بيروتَ.. إلى بحر العَرَبْ..
لا الفاطميّونَ، ولا القرامِطَهْ.
ولا المماليكُ، ولا البرامكَهْ.
ولا الشياطينُ، ولا الملائكَه.
لا أحدٌ يريدُنا.
في المُدُن التي تقايضُ البترولَ بالنساءِ،
والديارَ بالدولارِ، والتُراثَ بالسُجَّادِ،
والتاريخَ بالقُرُوشِ، والإنسانَ بالذَهبْ.
وشَعْبُها يأكُلُ من نِشَارةِ الخَشَبْ!!
لا أحدٌ يريدُنا..
في مُدن المقاولينَ، والمضَارِبينَ، والمستَورِدينَ،
والمُصدِّرينَ، والمُلمِّعين جَزْمةَ السُلْطَةِ،
والمُثَقّفينَ حسبَ المَنْهَجِ الرسميِّ،
والمُسْتَأجَرينَ كي يَقُولوا الشِعرَ،
والمُقدِّمينَ للأمير عندما يأوي إلى فراشِهِ
قائمةً بأجمل النساءِ..
والموظَّفينَ في بَلاط الجِنْسِ..
والمُهرِّجينَ..
والمُخنَّينَ..
والمُخوِّضينَ في دِمائِنَا حتى الرُكَبْ..
لا أحدٌ يقرؤُنَا
في مُدُن المِلْح التي تَذْبَحُ في العام
ملايينَ الكُتُبْ..
لا أحدٌ يقرؤنا
في مُدُنٍ..
صارتْ بها مباحثُ الدولةِ
عرَّابَ الأدبْ..
***
مُسَافرونَ نحنُ في سفينة الأحزانْ
وشَيْخُنا قُرْصَانْ
مُكوَّمونَ داخلَ الأقفاص كالجُرْذَانْ
لا مرفأٌ يقبلُنا.
لا حانةٌ تقبلُنا.
لا امرأةٌ تقبلُنا.
كلُّ الجوازات التي نحملُها
أصْدَرَهَا الشيطانْ
كلُّ الكتابات التي نكتُبُها.
لا تُعْجِبُ السلطانْ..
مُسَافرونَ خارجَ الزَمَان والمَكَانْ
مُسَافرونَ ضَيَّعوا نقودَهُمْ..
وضَيَّعوا متاعَهُم، وضيَّعوا أبناءَهُمْ،
وضيَّعوا أسماءَهمْ، وضيَّعوا انتماءَهُمْ..
وضيَّعوا الإحساس بالأمانْ
فلا بَنو هاشمَ يعرفونَنَا، ولا بَنُو قَحْطَانْ
ولا بَنُو ربيعةٍ، ولا بَنو شَيْبَانْ
ولا بَنو (لينينَ) يعرفوننا.. ولا بَنُو (ريغانْ)..
*
يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ
إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ
فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...
يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ
إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ
فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...

راشيل.. وأخواتها..!!


وجهُ قانا..
شاحبٌ كما وجهُ يسوع
وهواءُ البحرِ في نيسانَ،
أمطارُ دماءٍ ودموع...
دخلوا قانا على أجسادِنا
يرفعونَ العلمَ النازيَّ في أرضِ الجنوب ْ
ويعيدونَ فصولَ المحرقة..
هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ
وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا
هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا
وهم من أرضِنا هجّرونا
هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ
ويريحَ الأرضَ منهم..
فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!!

دخلوا قانا كأفواجِ ذئابٍ جائعة..
يشعلونَ النّار في بيتِ المسيح
ويدوسونَ على ثوبِ الحسين
وعلى أرضِ الجنوب الغالية..

قصفوا الحنطةَ والزيتونَ والتبغَ،
وأصواتَ البلابل...
قصفوا قدموسَ في مركبهِ..
قصفوا البحرَ وأسرابَ النوارس..
قصفوا حتى المشافي والنساءَ المرضعات
وتلاميذَ المدارس.
قصفوا سحرَ الجنوبيّات
واغتالوا بساتينَ العيونِ العسلية!

... ورأينا الدمعَ في جفنِ عليٍّ
وسمعنا صوتهُ وهوَ يصلّي
تحت أمطارِ سماءٍ دامية..

كشفت قانا الستائر...
ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهوديٍّ عتيق
وتقودُ المجزرة..
تطلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سبب..
وعلى زوجاتنا دونَ سبب
وعلى أشجارنا دونَ سبب
وعلى أفكارنا دونَ سبب
فهل الدستورُ في سيّدة العالم..
بالعبريِّ مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟
هل على كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا..
إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ
قتلَنا، نحنُ العرب؟؟

انتظرنا عربياً واحداً
يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..
انتظرنا هاشمياً واحداً..
انتظرنا قُرشياًَ واحداً..
دونكشوتاًَ واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ..
انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره..
فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره..
أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ
بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة!

ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟
فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد..
هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ
لجميعِ الشهداءِ الراحلين
وجميع الشهداءِ القادمين..!

ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟
وجريرٍ.. والفرزدق..؟
ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره..
ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟
وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟
وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ..
بل كنّا ملوكَ الثرثرة..

ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ..
ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟
ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟

نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ
ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً..

نحنُ شعبٌ من عجين
كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً
نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا..

وطنٌ يزدادُ ضيقاً
لغةٌ قطريةٌ تزدادُ قبحاً
وحدةٌ خضراءُ تزداد انفصالاً
شجرٌ يزدادُ في الصّيف قعوداً..
وحدودٌ كلّما شاءَ الهوى تمحو حدودا..!

كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا؟
كيفَ لا تلغي هشاماً، وزياداً، والرشيدا؟
وبنو تغلبَ مشغولون في نسوانهم...
وبنو مازنَ مشغولونَ في غلمانهم..
وبنو هاشمَ يرمونَ السّراويلَ على أقدامها..
ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا؟؟!

ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العربْ...
بعدما صاروا يهودا؟


لندن في أيار (مايو) 1996 في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:40 am

تكتبين الشعر ..و أوقع أنا


1
ليس لي القدرةُ على تغييرك
أو على تفسيركْ..
لا تُصدّقي أنَّ رجلاً يمكنه تغييرُ امرأهْ..
وباطلةٌ دعاوى كلِّ الرجال الذين يتوهّّمونْ،
أنهمْ صنعوا المرأةَ من أَحَد أضلاعِهِمْ..
المرأةُ لا تخرجُ من ضِلْع الرَجل أبداً..
هو الذي يخرجُ من حَوْضِها..
كما تخرجُ السَمَكَةُ من حَوْض الماءْ
وهو الذي يتفرَّعُ منها،
كما تتفرَّعُ السواقي من النَهْر..
وهو الذي يدورُ حولَ شَمْس عَيْنَيْها..
ويتصوَّرُ أنَّهُ ثابتٌ في مكانِهْ..
2
ليس لي القدرةُُ على تعليمكِ أيّ شيءْ..
فنهداكِ دائِرَتا مَعَارفْ..
وشفتاكِ هما خلاصةُ تاريخ النبيذْ
إنّكِ امرأةٌ مكتفيةٌ بذاتها
زَيْتُكِ منكِ..
وقمحُكِ منكِ..
ونارُكِ منكِ..
وصيفُكِ وشتاؤكِ..
وبَرْقُكِ ورعدُكِ..
ومَطَرُكِ وثلجُكِ..
ومَوْجُكِ وزَبَدُكِ .. كلُُّها منكِ..
ماذا أُعلّمكِ يا امرأة ؟
مَنْ يستطيع أن يٌقْنِعَ سنجاباً بالذهاب إلى المدرسَهْ؟
مَنْ يستطيع أن يقنِعَ قِطَّاً سياميّاً بالعزف على البيانو؟...
مَنْ يستطيع أن يُقنِعَ سمكةَ القِرْشْ..
بأن تُصبحَ راهبَهْ..
3
ليس لي القدرةُ على ترويضكِ..
أو تَدْجينِكِ ..
أو تهذيبِ غرائزكِ الأُولى.
هذه مهمّةٌ مستحيلَه..
لقد جرّبتُ ذكائي معكِ..
وجرّبتُ أيضاً غَبَائي..
فلم تنفعْ معكِ هدايةٌ ولا غِوايَهْ..
خَلّيكِ بدائيةً كما أنتِ..
خَلّيكِ مِزَاجيَّةً كما أنتِ..
خَلِّيكِ هجوميَّةًً كما أنتِ..
ماذا يبقى من إفريقيا؟...
إذا أخذنا منها نُمُورَها.. وبَهَاراتِها..
ماذا يبقى من جزيرة العربْ؟
إذا أخذنا منها..
مَجْدَ النفْْطِ..
ومَجْدَ الهيل!!
4
ليس لي القدرةُ على كَسْرِ عاداتِكْ..
هكذا أنتِ منذ ثلاثين سَنَهْ
منذُ ثلاثمِئةِ سَنَهْ..
منذُ ثلاثةِ آلافِ سَنَه..
إعصارٌ محبوسٌ في زٌجاجَهْ..
جَسَدٌ يتحسَّسُ رائحةَ الرَجُل بالفِطْرَهْ..
ويهاجمه بالفِطْرَهْ..
وينتصرُ عليهِ بالفِطْرَه..
فلا تُصَدِّقي ما يقولُهُ الرجلُ عن نفسِهْ،
بأنه هو الذي يصنعُ القصائدْ..
ويصنعُ الأطفالْ..
إن المرأةَ هي التي تكتُبُ الشّعْرْ..
والرجلُ هو الذي يوقِّعُهْ..
والمرأةُ هي التي تنجبُ الأطفالْ..
والرجلُ هو الذي يُوقِّعُ في مستشفى الولادَهْ..
بأنّه أصبحَ أباً.!!
5
ليس لي القدرةُ على تغيير طبيعتِكْ..
لا كُتبي تنفعُكِ..
ولا قَنَاعَاتي تُقْنِعُكِ..
ولا نصائحي الأبويَّةُ تفيدكْ..
أنتِ ملكةُ الفوضى، والجُنُون، وعَدَمِ الانتماءْ
فظلِّي كما أنتِ..
أنتِ شَجَرةُ الأنوثة التي تكبُرُ في العُتمَهْ..
ولا تحتاجُ إلى شمسٍ وماءْ..
أنتِ أميرةُ البحر التي أحبّتْ كلَّ الرجالْ
ولم تُحبَّ أَحَداً..
وضاجَعَتْ كلَّ الرجال.. ولم تُضَاجعْ أحداً..
أنتِ البدَويَّةُ التي ذَهَبَتْ مع كلِّ القبائلْ
وعادتْ عذراءْ..
فَظَلّي كما أنتِ..


آخر عصفور يخرج من غرناطة


1
عَيْنَاكِ.. آخِرُ مركبيْن يُسافرانِ
فهل هنالكَ من مكانْ؟
إنّي تعبتُ من التسكّعِ في محطّاتِ الجنونِ
وما وصلتُ إلى مكانْ..
عَيْنَاكِ آخرُ فرصتين مُتاحَتَيْنِ
لمَنْ يفكّرُ بالهروب..
وأنا.. أفكّرُ بالهروبْ..
عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقَّى من عصافير الجنوبْ
عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقّى من حشيش البحرِ،
آخرُ ما تبقّى من حُقُول التَبْغِ،
آخرُ ما تبقّى من دُمُوع الأُقحوانْ
عيناكِ.. آخرُ زَفَّةٍ شعبيّةٍ تجري
وآخرُ مهرجانْ..
آخرُ ما تبقّى من مكاتيب الغَرَامْ
ويَدَاكِ.. آخرُ دفتريْنِ من الحرير..
عليهما..
سَجَّلتُ أحلى ما لديَّ من الكلامْ
العِشْقُ يكويني، كلوح التُوتياءِ،
ولا أذُوبْ..
والشعرُ يطعنُني بخنجرِهِ..
وأرفضُ أن أَتُوبْ..
إنّي أُحِبّكِ..
ظلّي معي..
ويبقى وجهُ فاطمةٍ
يُحلّق كالحمامةِ تحت أضواء الغروبْ
ظلّي معي.. فلربّما يأتي الحسينُ
وفي عباءته الحمائمُ، والمباخرُ، والطيوبْ
ووراءَهُ تمشي المآذنُ، والرُبى
وجميعُ ثوّار الجنوبْ..
3
عَيْنَاكِ آخرُ ساحليْنِ من البَنَفْسَجِ
فكرتُ أن الشعرَ يُنْقذُني..
ولكنَّ القصائدَ أغْرَقَتْني..
ولكنَّ النساءَ تقاسَمَتْني..
أحبيبتي:
أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليلِ،
ترضى أن تُرافِقَني..
أُعجوبةٌ أن يكتبَ الشعراءُ في هذا الزمانْ.
أُعجوبةٌ أنّ القصيدةَ لا تزالُ
تمرُّ من بين الحَرَائقِ والدُخَانْ
تنطُّ من فوق الحواجزِ، والمخافرِ، والهزائمِ،
كالحصانْ
أُعجوبةٌ.. أنّ الكتابة لا تزالُ..
برغم شَمْشَمَة الكلابِ..
ورغْمَ أقبية المباحثِ،
مصدراً للعُنْفُوانْ...
4
الماءُ في عينيْكِ زيتيٌّ..
رَمَاديٌّ..
نبيذيٌّ..
وأنا على سطح السفينةِ،
مثلَ عُصْفُورٍ يتيمٍ
لا يفكّرُ بالرجوع..
بيروتُ أرملةُ العروبةِ
والطَوَائِفِ،
والجريمةِ، والجُنُونْ..
بيروتَ تُذْبَحُ في سرير زفافها
والناسُ حول سريرها متفرّجونْ
بيروتُ..
تَنْزِفُ كالدَجَاجَة في الطريقِ،
فأينَ فرَّ العاشقونْ؟
بيروتُ تبحثُ عن حقيقتِها،
وتبحثُ عن قبيلتِها..
وتبحثُ عن أقاربها..
ولكنَّ الجميعَ منافقُونْْ..
5
عَيْْنَاكِ.. آخرُ رحلةٍ ليليّةٍ
وحقائبي في الأرض تنتظرُ الهبوبْ
تَتَوسَّلُ الأشجارُ باكيةً لآخذَها معي
أرأيتُمُ شجراً يفكّرُ بالهروبْ؟
والخيانةِ، والذنوبْ..
هذا هو الزمنُ الذي فيه الثقافةُ،
والكتابةُ،
والكرامةُ،
والرُجُولةُ في غُروبْ
ودَفَاتري ملأى بآلاف الثُقُوبْ..
النَفْطُ يستلقي سعيداً تحت أشجار النُعَاسِ،
وبين أثداء الحريمْ..
هذا الذي قد جاءنا
بثيابِ شَيْطَانٍ رجيمْ...
النَفْطُ هذا السائلُ المَنَويُّ..
لا القوميُّ..
لا الشعبيُّ
هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْْ
النَفْْطُ مَشْروبُ الأَبَاطِرة الكبارِ،
وليسَ مَشْروبَ الشعوب..
كيف الدخولُ إلى القصيدة يا تُرى؟
والنَفْطُ يَشْري
ألفَ مُنْتَجٍ (بماربيَّا)...
ويَشْري نصفَ باريسٍ..
ويَشْري نصفَ ما في (نيسَ) من شمسٍ وأجسادٍ..
ويَشْري ألفَ يَخْتٍ في بحار اللهِ..
يَشْري ألفَ إمرأةٍ بإذْنِ اللهِ..
لا يشتري سَيْفاً لتحرير الجنوبْ..
7
عَيْنَاكِ.. آخرُ ما تبقَّى من شُتُول النَخْلِ
في وطَني الحزينْ.
وهواكِ أجملُ ثورةٍ بَيْضَاءَ..
تُعْلَنُ من ملايين السنينْ
كُوني معي امرأةً..
كُوني معي شَعْراً
يُسافرُ دائماً عكْسَ الرياحْ..
كُوني معي جِنّيةً
لا يبلغُ العشّاقُ ذَروَةَ عِشقهمْ
إلا إذا التحقوا بصفّ الغاضبينْ..
أحبيبتي:
إنّي لأعلنُ أنّ ما في الأرض من عِنَبٍ وتينْ
حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ
وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..
كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..
كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..
حقٌّ لكل الحالمينْ..
كُوني معي..
ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،
ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ
بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...
حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ
وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..
كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..
كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..
كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ
حقٌّ لكل الحالمينْ..
كُوني معي..
ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،
ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ
بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...
حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ
وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..
كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..
كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..
كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ
حقٌّ لكل الحالمينْ..
كُوني معي..
ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،
تُشْبهُ في استدارتها رغيفَ الجائعينْ
ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ
بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...


[center]محاولةٌ تشكيليةٌ لرَسْم بيروت


1
عندما ترجعُ بيروتُ إليْنَا
بالسَلامَهْ ..
عندما ترجعُ بيروتُ التي نعرفُها
مثلما ترجِعُ للدار الحَمَامَهْ ..
سوفَ نَرْمي في مياهِ البَحْرِ
أوراقَ السَفَرْ ..
وسنستأجِرُ كُرْسِيَّيْنِ في بيتِ القَمَرْ ..
وسنَقْضي الوقتَ ،
في زَرْع المَوَاويلِ ..
وفي زَرْع الشَجَرْ
آهِ .. يا بيروتُ كم أَتْعَبَنا هذا السَفَرْ .
فاغْمُرينا ..
بمكاتيبِ المُحبِّينَ .. اغْمُرينا
بتقاسيم العصافيرِ .. اغْمُرينا
بمزاريبِ المَطَرْ ...
2
عندما ترجعُ بيروتُ
التي كانتْ ملاذاً لهوانَا .
والتي قد أورقتْ
فيها من الحُبِّ يَدَانا .
مثلما يرجِعُ في الفجر الشِرَاعْ .
عندما ترجِعُ بيروتُ ..
فهل تأخُذُني ؟
يا صديقي ، مرةً أُخرى ،
إلى سَهْل البِقَاعْ .
حيثُ أغلى حُلُمٍ عندي
(عَرُوسٌ من لَبَنْ) ..
آهِ .. كم كانَ بسيطاً
حُبُّ ذَيَّاكَ الزَمَنْ
آهِ .. كم كانَ جميلاً
إِنْ يكونَ الحُبُّ إقليماً صغيراً
من أقاليم الوَطَنْ ..
3
هل من الممكنِ أن تطلَعَ بيروتُ الجميلَهْ
مرةً أُخرى ..
من الأرضِ الخَرَابْ ؟
هل من الممكن ، أن ينبتَ قمحٌ
في مياهِ البحرِ ،
أو يأتي مع الموج كتابْ ؟
هل من الممكن أن نكتبَ شِعْراً ؟
مرةً أُخرى .. على حَبَّةِ لَوْزٍ أَخْضَرٍ
أو على قُطْن السَحَابْ ؟
هل لدينا ؟.
فرصةٌ أُخرى لكي نَعْشَقَ ..
أَم أنَّ العُيُونَ الخُضْرَ صارتْ مُسْتَحيلَهْ ؟
والعيونَ السُودَ صارتْ مُسْتَحِيلَهْ ؟
وإذا عادَ إلينا (شارعُ الحمراءِ)
لو عادتْ إلينا (الرملةُ البيضاءُ)
لو عادتْ لنا ..
(مَنْقُوشَةُ الزَعْتَرِ ) ..
و (الكُورنِيشُ ) ..
لو عاد لنا (مَقْهَى دُبَيْبُو)
والمشاويرُ الطويلَهْ ..
4
لو فَرَضْنَا ..
لو فَرَضْنَا ..
أَنَّ بيروتَ الجميلَهْ
نَهَضَتْ من موتها ثانيةً
مَنْ سَيُعطينا مفاتيحَ الطُفُولَهْ ؟

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:41 am

حوار مع ملك المغول


يا ملك المغول ..
يا وارث الجزمه والكرباج عن جدّك أرطغولْ
يا من ترانا كلنّا خيولْ..
لا فرق- من نوافذ القصور-
بين الناس والخيولْ..
يا ملك المغولْ ..
يا أيها الغاضب من صهيلنا..
يا أيهل الخائف من تفتّح الحقولْ..
أريد أن أقول:
من قبل أن يقتلني سيّافكم مسرورْ..
وقبل أن يأتي شهود الزورْ..
أريد أن أقول كلمتينْ
لزوجتي الحامل من شهورْ..
وأصدقائي كلّهم..
وشعبي المقهورْ..
أريد أن أقول إني شاعر
أحمل في حنجرتي عصفور
أرفض أن أبيعه..
وأنت من حنجرتي
تريد أن تصادر العصفورْ..
يا ملك المغولْ..
يا قاهر الجيوش يا مدحرج الرؤوس..
يا مدوّخ البحورْ..
يا عاجن الحديد يا مفتت الصخور
يا آكل الأطفال
يا مغتصب الأبكار
يا مفترس العطور
واعجبي ... واعجبي
أأنت , والشرطة , والجيش
على عصفور


أكتب للصغار


أكتب للصغار..
للعرب الصغار حيث يوجدون...
لهم على اختلاف اللون والأعمار..والعيون..
أكتب للذين سوف يولدون..
لهم أنا أكتب..للصغار...
لأعين يركض في أحداقها النهار...
أكتب باختصار..
قصة إرهابية مجندة..
يدعونها راشيل...
قضت سنين الحرب في زنزانه منفردة..
كالجرذ..في زنزانه منفردة..
شيدها الالمان في براغ...
كان أبوها قذراً من أقذر اليهود...
يزور النقود..
وهي تدير منزلاً للفحش في براغ...
يقصده الجنود...
وآلت الحرب إلى ختام...
وأعلن السلام...
ووقع الكبار...
أربعة يلقبون نفسهم كبار...
صك وجود الأمم المتحدة..
...وأبحرت من شرق أوروبا مع الصباح..
سفينة تلعنها الرياح...
وجهتها الجنوب..
تغص بالجرذان..والطاعون ..واليهود..
كانوا خليطاً من سقاطة الشعوب...
من غرب بولندا..
من النمسا...من استنبول..من براغ..
من آخر الأرض..من السعير..
جاءوا إلى موطننا الصغير..
موطننا المسالم الصغير..
فلطخوا ترابنا...
وأعدموا نساءنا...
ويتموا أطفالنا...
ولا تزال الأمم المتحدة...
ولم يزل ميثاقها الخطير...
يبحث في حرية الشعوب...
وحق تقرير المصير...
والمثل المجردة...
فليذكر الصغار...
العرب الصغار..حيث يوجدون..
من ولدوا منهم ومن سيولدون...
قصة إرهابية مجندة..
يدعونها راشيل...
حلت محل أمي الممددة...
في أرض بيارتنا الخضراء في الخليل...
أمي أنا الذبيحة المستشهدة...
وليذكر الصغار..
حكاية الأرض التي ضيعها الكبار..
والأمم المتحدة...
أكتب للصغار..
قصة بئر السبع ..والخليل..
وأخي القتيل...
هناك في بيارة الليمون...
أخي القتيل..
هل يذكر الليمون في الرملة..
في اللد..
وفي الخليل..
أختي التي علقها اليهود في الأصيل..
من شعرها الطويل..
أختي أنا نوار...
أختي أنا الهتيكة الإزار...
على رُبَى الرملة والجليل...
أختي التي مازال جرحها الطليل...
مازال بانتظار...
نهار ثأر واحد..نهار ثأر...
على يد الصغار...
جيل فدائي من الصغار...
يعرف عن نوار...
وشعرها الطويل...
وقبرها الضائع في القفار...
أكثر مما يعرف الكبار...
أكتب للصغار..
أكتب عن يافا..وعن مرفأها القديم...
عن بقعة غالية الحجار...
يضيء برتقالها...
كخيمة النجوم...
تضم قبر والدي...وإخوتي الصغار..
هل تعرفون والدي..
وإخوتي الصغار؟..
إذ كان في يافا لنا..
حديقة ودار...
يلفها النعيم...
وكان والدي الرحيم...
مزارعاً وشيخاً...يحب الشمس.. والتراب..
والله..والزيتون...والكروم...
كان يحب زوجه وبيته..
والشجر المثقل..بالنجوم...
...وجاء أغراب مع الغياب..
من شرق أوروبا..ومن غياهب السجون..
جاءوا كفوج جائع من الذئاب...
فأتلفوا الثمار..
وكسروا الغصون...
وأشعلوا النيران في بيادر النجوم...
والخمسة الأطفال في وجوم...
واشتعلت في والدي كرامة التراب...
فصاح فيهم: اذهبوا إلى الجحيم...
لن تسلبوا أرضي يا سلالة الكلاب..!
...ومات والدي الرحيم..
بطلقة سددها كلب من الكلاب عليه..
مات والدي العظيم...
في الموطن العظيم...
وكفه مشدودة شداً إلى التراب...
فليذكر الصغار..
العرب الصغار حيث يوجدون...
من ولدوا منهم ..ومن سيولدون..
ما قيمة التراب..
لأن في انتظارهم...
معركة التراب....
نزار قباني

[center]إلى تلميذة

قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً

قد كاد يقتلني بك التمثال ..

ما زلت في حضن المحبة طفلة

بيني وبينك أبحر وجبال ..

لم تستطيعي بعد أن تتفهمي

أن الرجال جميعهم أطفال ..

إني لأرفض أن أكون مهرجاً

قزماً على كلماته يحتال ..

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً

فالصمت في حرم الجمال جمال ..

كلماتنا في الحب تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقال ..

قصص الهوى أفسدتك فكلها

غيبوبة .. وخرافة .. وخيال ..

الحب ليس رواية شرقية

بختامها يتزوج الأبطال ..

إنه الإبحار دون سفينة

وشعورنا أن الوصول محال ..

هو أن تظل على الأصابع رعشة

وعلى الشفاه المطبقات سؤال ..

هو جدول الأحزان في أعماقنا

تنمو كروم حوله وغلال ..

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً

فنموت نحن وتزهر الآمال ..

هو ان نثور لأي شيء تافه

هو يأسنا هو شكلنا القتال ..

هو هذه الأكف التي تغتالنا

ونقبل الكف التي تغتال ..

لا تجرحي التمثال في إحساسه

فلكم بكى في صمته تمثال ..

فيفلع الحجر من الصميم براعماً

وتسيل منه جداول وظلال ..

إني أحبك من خلال كتبي

وجهاً كوجه الله ليس يطال ..

حسبي وحسبك أن تظلي دائماً

سراً يمزقني وليس يقال ..

نزار قباني

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:44 am

أحبك جدا

**********************

أحبك جدا

واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل

واعرف انك ست النساء

وليس لدي بديل

واعرف أن زمان الحبيب انتهى

ومات الكلام الجميل

لست النساء ماذا نقول..

احبك جدا..

احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى

وأنت بمنفى..وبيني وبينك

ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.

واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار

ويسعدني..

أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..

يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر

أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين

وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني

أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها

سألتك بالله ..لا تتركيني

لا تتركيني..

فما أكون أنا اذا لم تكوني

أحبك..

أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا

وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..

وما همني..ان خرجت من الحب حيا

وما همني ان خرجت قتيلا

من ملفات محاكم التفتيش

1
يطالبُني حكماءُ القبيلَهْ
أن أتركَ أشعاري على باب خَيْمتِكْ
وأدخلَ عليكِ، مجرّداً من السلاحْ
ماذا يبقى مني؟
إذا نزلتُ عن فَرَس العشقْ
ورهنتُ راياتي وأوسمتي
ومعطفَ الكلمات الجميلَهْ
الذي كنتُ أختالُ به
كفهدٍ إفريقيٍ مرقّطْ..
يطالبني عقلاءُ القبيلَهْ
حتى لا تشتعلَ الفتنَهْ
وحتى لا يتقاتلَ الرجالُ مع الرجالْ
من أجل حَفْنةِ كُحْلْ..
وحتى لا يسيلَ دمُ التاريخ من أجل غزالَهْ
أن أفكّ ارتباطي بعينيكِ السوداوينْ
وأحتكمَ إلى العقلْ..
ماذا يبقى من وطن الكحلْ؟
الذي أعطاني جنسيّتي، وجوازَ سفري
إذا قبلتُ التحكيمْ
وخرجتُ من عينيكِ السوداوينْ
تلبيةً لمقتضيات الأمن البدويِّ....
3
باسم الوصايا العشْرِ التي لم أقرأها
وباسم دولة الذكور التي لا أعترف بها
وباسم المؤلفات التي ألَّفها الجرادُ الصحراويّ
وباسم شجرة العائلة
التي كسرتُها.. وتدفأتُ على حطبها
لن أتركَ عشقي لكِ في غمدهْ..
وأتخلى عن أجمل سيفٍ من الذَهَبْ
اقتنيتُهُ في حياتي...
4
يحاكمني على حبّي بكِ..
العشقْ
ولم يسمعوا بـ (طَوْق الحمامة) لابن حَزْمْ..
وبـ (فنّ الحب) لأوفيد
ويطالبُ برأسي..
مثقفونَ يمارسون الحبَّ مع ذباب المقاهي
ولُوطيُّونْ..
لم يتشرفوا بالوقوف في حضرة امرأهْ
أو بالسباحة في صوت امرأهْ..
5
ينصحني شعراءُ القبيلَهْ
الذين رفضت الأميرةُ قصائدَهُمْ
لأنهم لم يفهموا لُعْبَة الأنوثَهْ
ولا لُعْبَةَ الشِعرْ..
وتلعثموا حين سألَتْهُمْ:
عن الفرق بين إيقاعات البحر الطويلْ
وإيقاعات شعرها الطويلْ
وعن الفرق بين خصائص شفتيْها
وخصائص النبيذ الفرنسيّْ
وعن الفرق بين النقطة في آخر السَطرْ
والشَامَة في أعلى الظهرْ...
6
ينصحني مرتزقةُ البَلاطْ
أن أعودَ من حيثُ أَتيتْ
لأن الأميرةَ لا تفتحُ نافذتها
وأنني لو فشلتْ..
دفنتني في عتمة ضفائِرها..
7
أضعُ دمي على كفّي
وأرشُّ شراشفَ الأميرة بأشعاري
يستيقظُ النَهْدانِ الكَسُولان من نَوْمهما،
ويهربانِ معي....
يجتمع حكماءُ القبيلة ومستشاروها في جلسةٍ طارئَهْ
ويدرسونَ مِلفّي ورقةً ورقهْ..
وأعمالي قصيدةً .. قصيدَهْ..
ويستعرضون حبيباتي إمرأةً.. إمرأهْ..
يأخذونَ بصمات يدي.. وبَصَمات فمي..
جاؤوا من كلِّ المدن العربية ليشهدوا ضدّي...
9
يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه
وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ..
يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ
خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ
فأغادره...
وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ...
9
يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه
وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ..
يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ
خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ
فأغادره...
وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ...



امبريالية
قولي لشعرك... انا ينال اجازة
شهرا.. فشعرك اصبح استعمارا
ما زال كالمجنون.. يركض حافيا
خلفي ويرقص يمنة ويسارا
ارخى ستائره علي.. فلم اعد
أدري اذا كان النهار نهارا
متوحش.. متسلط.. مستأثر
في حكمه لا يقبل الأعذارا
هذا هو القمع الجميل.. رفضته..
ولعنتهه.. وقبلته مختارا..
.......................
قولي لشعرك ان يلملم نفسه
لارى النجوم.. واسمع الاخبارا


جعلت روحك مداد قلمك .. ما كتبت الا نفسك
حاربت ضد الكذب فكانت معركتك الكبرى ..
أخرجت كل العبارات القابعة في زنزانة الخوف من المشاعر.. لترسمها برقي الانسانية..ولتبني أعشاشا لطيور التاريخ..
أقول وكلي ثقة :شؤون صغيرة هي مفتاح لأحدى صناديق أسرار الأنثى...

***
شؤون صغيرة..

شؤون صغيرة
تمر بها أنت دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي ..
حوادث قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء ..وألف جزيرة
شؤون..شؤونك تلك الصغيرة

***
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة..
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر .. دوائر
وتلرحل في آخر الليل عني
كنجم ,كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ .. والذكريات
وأبقى أنا .. في صقيع انفرادي..
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر ..
وصحن .. يضم رمادا..
يضم رمادي...

***
وحين أكون مريضة ..
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي ,الي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي .. بغير ارادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة
تمنيت كل التمني .. صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليلة ..
لتسأل عني ..
لتحمل لي كل يوم ورودا جميلة

***
وان رن في بيتنا الهاتف
اليه أطير ..
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي ..
كصوت نبي ..
كصوت ارتطام النجوم , كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب .. هتفت الي ..

***
ويوم أجيء اليك لكي أستعير كتاب ..
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب ..
تمد أصابعك المتعبة
الى المكتبة ..
وأبقى أنا في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب
أحدق فيك .. وفي المكتبة ..
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة !!.

***
...وأمضي سريعا الى مخدعي
أضم الكتاب الى أضلعي
كأني حملت الوجود معي ..
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور , وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور
.. ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك يا .. يا صديقي الأثير
تركت باحدى الزوايا .. عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة ..
لعلك بين الصفائح خبأت شيا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام اليا ..

***
..وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
أحس أنا يا صديق
بشيء عميق ..
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع ..
لكي يستمر ضياعي ..

***
وحين أعود مساء الى غرفتي ..
وأنزع عن كتفي الرداء ..
أحس - وما أنت في غرفتي -
بأن يديك ..
تلفان في رحمة مرفقي ..
وأبقى لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:45 am

نفاق

كَفَانَا نِفَاقْ!..
فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟
ونحنُ انتهَيْنَا
وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَا
نِفَاقٌ ..
نِفَاقْ ..
إنَّ قُبْلاتِكَ الباردَهْ
على عُنُقي لا تُطَاق
وتاريخُنا جُثَّةٌ هامِدَهْ
أمام الوُجَاق
***
كَفَى ..
إنَّها الساعةُ الواحِدَهْ ..
فأينَ الحقيبَهْ؟..
أَتَسْمَعُ؟ أينَ سَرَقْتَ الحقيبَهْ؟
أجَلْ. إنَّها تُعْلِنُ الواحِدَهْ..
ونحنُ نلُوكُ الحكايا الرتيبَهْ
بلا فائِدَهْ..
لِنَعْتَرِفِ الآنَ أنَّا فَشِلْنَا
ولم يبقَ مِنَّا
سوى مُقَلٍ زائغَهْ
تَقَلَّصَ فيها الضياءْ
وتجويفِ أعْيُنِنَا الفارغَهْ
تَحَجَّر فيها الوفَاءْ
***
كَفَانا..
نُحَمْلقُ في بعضنا في غَبَاءْ
ونحكي عن الصِدْق والأصدقاءْ
ونَزْعُم أنَّ السماءْ..
تَجنَّتْ علينا..
ونحنُ بكِلْتَا يدَيْنَا
دَفَنَّا الوفاءْ
وبِعْنَا ضمائرنَا للشتاءْ..
وها نحنُ نجلسُ مثلَ الرفاقْ
ولسنا حبيبينِ .. لسنا رِفَاقْ
نُعيدُ رسَائلَنا السالِفَهْ..
ونضحكُ للأسطُرْ الزائفَهْ..
لهذا النِفَاقْ
أنحنُ كتبناهُ هذا النِفَاقْ؟
بدون تَرَوٍ .. ولا عاطِفَهْ..
***
كَفَانَا هُرَاءْ..
فأينَ الحقيبةُ؟.. أينَ الردَاءْ؟..
لقد دَنَتِ اللحظةُ الفاصِلَهْ
وعمَّا قليلٍ سيطوي المساءْ
فُصولَ علاقَتِنَا الفاشِلَهْ..


طريق واحد ..

أريدُ بندقيّه..
خاتمُ أمّي بعتهُ
من أجلِ بندقيه
محفظتي رهنتُها
من أجلِ بندقيه..
اللغةُ التي بها درسنا
الكتبُ التي بها قرأنا..
قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
ليست تساوي درهماً..
أمامَ بندقيه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..
إلى فلسطينَ خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً.. وأنا
أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه
أبحثُ عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاطِ بالأسلاك
أبحثُ عن طفولتي..
وعن رفاقِ حارتي..
عن كتبي.. عن صوري..
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكم
يا أيّها الرجال..
أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال
أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها
زيتونةً، أو حقلَ برتقال..
أو زهرةً شذيّه
قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي
بارودتي.. صارت هي القضيّه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..
أصبحتُ في قائمةِ الثوّار
أفترشُ الأشواكَ والغبار
وألبسُ المنيّه..
مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني
أنا الذي أغيّرُ الأقدار
يا أيّها الثوار..
في القدسِ، في الخليلِ،
في بيسانَ، في الأغوار..
في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
تقدموا..
تقدموا..
فقصةُ السلام مسرحيّه..
والعدلُ مسرحيّه..
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
يمرُّ من فوهةِ بندقيّه
..


[size=16]من يقرأ هذه القصيدة يخيل اليه و للوهلة الأولى أن هذا الكاتب يقترب من أن يكون كافرا مشركا
لكن عندما تتسرب حروفها الى روحك تجد أنه انسانا قادرا على معرفة عظيم نعم الله
وأنه الممتن الأكبر لما وهبه الله
والتي لو أعطي الخيار بتمني ما يشاء منها ما استطاع أن يحقق نذرا قليلا من موجود نعمه


تهويمات صوفية لتكوين امرأة

***

لو لم تكوني أنت في حياتي
كنت اخترعت امرأة مثلك يا حبيبتي
قامتها طويلة كالسيف
وعينها صافية ..
مثل سماء الصيف
وكنت رسمت وجهها على الورق
كنت حفرت صوتها على الورق
كنت جعلت نهدها ..
حمامة شامية ..
وشرفة بحرية
تلامس الماء , ولا تخشى الغرق
كنت جعلت شعرها
مزرعة من الحبق
وخصرها قصيدة
وثغرها كأس عرق
كنت اشتغلت ليلة بطولها
أصور ارتعاشة العقد ..
وموسيقى الحلق ..

***

لو لم تكوني في لوح القدر
لكنت كونتك يا حبيبتي
بصورة من الصور
كنت استعرت قطعة من القمر
وحفنة من صدف البحر .. وأضواء السحر
كنت استعرت البحر .. والمسافرين .. والسفر
كنت اخترعت الغيم يا حبيبتي
-من أجل عينيك-وأنزلت المطر ..
لو لم تكوني أنت في حياتي ..
ما كان في الأرض هواء .. أو مياه .. أو شجر
ما كان في الأرض بشر

***

لو لم تكوني أنت يا حبيبتي .. في الواقع
كنت اشتغلت أشهرا .. وأشهرا
على الجبين الواسع ..
وأشهرا .. وأشهرا
على الفم الرقيق والأصابع ..
كنت خلقت امرأة مثلك يا حبيبتي
شفافة اليدين
كنت على أهدابها .. رميت نجمتين
كنت على سريرها أضأت شمعتين
لكن من مثلك يا حبيبتي ..
أين تكون .. أين ؟


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:48 am

عاصي الرحباني

1
عاصي الرحباني ، هو آخر الأشياء الجميلة في حياتنا .
هو آخر قصيدة ، قبل أن ندخل في الأمية.
وآخر حبة قمحٍ ، قبل أن ندخل في زمن اليَبَاس .
وآخر قمرٍ ، قبل أن تهاجمنا العُتْمَة .
وآخر حمامةٍ تحطُّ على أكتافنا .. قبل زمن الخراب .
وآخر الماء قبل أن تشتعلَ الحرائق في ثيابنا .
وآخر الطفولة .. قبل أن تسرقَ الحربُ طفولتنا .
به بدأ الحبُّ ، و به انتهى .
و به بدأ اللونُ الأخضر ... و به انتهى .
و به بدأ النبيذُ .. و به انتهى .
و به صار بحرُ (أنطلياسْ)
أعظمَ من المحيط الأطلسي.
3
فأحبَبْنَا ...
وهو الذي شجَّعَنا على أن نذهب لمواعيدنا ...
فَذَهبنا ..
وهو الذي علمنا أن تكتب على ضفائر حبيباتنا ..
فكتبنا ...
وهو الذي غطَّانا بشراشفِ الحنان ..
فنمنا ...
4
على يدي عاصي ، تحولت الموسيقى من مُظَاهَرة
وتحولَ الحبُّ من غَزْوَةٍ بربريةٍ
إلى صلاةْ ..
وتحولَ الشعرُ من قرقَعةٍ لغويّة
إلى جملةٍ حضارية ..
وتحولنا نحنُ ، من كائناتٍ ترابيةْ
إلى ضوءٍ مسموعْ ...
5
لم يكنْ عاصي ، حادثاً هامشياً في حياتنا
كان جبلاً .. ومؤسسةً .. وأكاديميةً ..
ويومَ يكتبُونَ تاريخ الشَجَرْ ..
وتاريخَ الدِفْلَى والبَيْلَسَانْ
والقرميدِ الأحمر ..
وتاريخ القرى اللبنانيّة التي جعلها عاصي الرحباني
أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو .
يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء
الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى
وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ...
أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو .
يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء
الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى
وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ...






ثوري..

أُحِبّك ان تثوري

ثوري على شرق السبايا والتكايا والبخور

ثوري على التاريخ وانتصري

على الوهم الكبير..

لا ترهبي احدا

ان الشمس مقبرة النسور

ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير



نزاريـــــــــــــــــــات



اذهب
إذا يوما" مللت مني
واتهم الأقدار و اتهمني
أما أنا فسأكتفي بدمعي ..بحزني
فالصمت كبرياء و الحزن كبريـاء





اذهب
إذا أتعبك البقـــاء
فالأرض فيها العطـر والنساء
و الأعين الخضراء و السـوداء
و عندما تريد أن تراني
وعندما تحتاج كالطفل إلى حنـــاني
فـعد إلى حضني متى تشـاء
فأنت في حيـاتي الهواء
و أنت عندي الأرض و السماء




اغضب
فلن أجيب بالتحـدي لن أجيب
فأنت طفـــل عابث يملؤه الغرور
وكيف من صغارها تنتقم الطيــور


================================================== =====


متى ستعرف كم أهواك يا رجلا"
أبيع من أجله الدنيا و ما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا"
بحالها.. و سأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
و للعصافير و الأشجار...أحكيها
أنا أحبك فوق الغيم ...أنقشها
و للعناقيد.. و الأقداح ..أسقيها
أنا أحبك يا سيفا" أسال دمي
يا قصـــة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فان من بدأ المأساة ينهيها
و ان من فتح الأبواب يغلقها
و إن من أشعل النيران يطفيها
================================================== =============




اعتيادي على حضورك صعب .... و اعتيادي على غيابك أصعب

كم أنا.... كم أنا أحبك حتى .... أن نفسي من نفسها تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك .... فلولا عينيك لا شعر يكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت ..... و السماوات صرن أنقى و أرحب

منذ أحببتك البحار جميعا" ..... أصبحت من مياه عينيك تشرب

حبك البربري... أكبر مني ..... فلماذا على ذراعيك أصلب

أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني ..... أتراني طلبت ما ليس يطلب

أنت أحلى خرافة في حياتي ..... و الذي يتبع الخرافات.. يتعب



نزار قباني



كوني واثقة سيدتي سيحبك آلاف غيري
وستستلمين بريد الشوق
لكنك لن تجدي مثلي
رجلاً يهواك بهذا العمق
لا بالغرب ولا بالشرق

****************************
علمني حبك أن اتصرف كالصبيان
أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا مرأة قلبت تاريخ
أني مذبوح فيك
من الشريان إلى الشريان

*****************************

أجمل ما في حبنا أنه ليس له منطق ...
أنه يمشي فوق الماء ولا يغرق ...
ولأن كلام القواميس مات ...
ولأن كلام الحكايات مات ...
ولأن كلام الروايات مات ...
ولأن حبي فوق مستوى الكلام ...
قررت ان أسكت والسلام ...



متى يعلنون وفاة العرب ؟؟؟؟!!!!!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------
أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
تسمى – مجازاً – بلاد العرب
تسامحني إن كسرت زجاج القمر
وتشكرني إن كتبت قصيدة حب
*****
أحاول رسم بلاد لها برلمان من الياسمين
وشعب رقيق من الياسمين
تنام حمائمها فوق رأسي
وتبكي مآذنها في عيوني
******
أنا منذ خمسين عاماً أراقب حال العرب
وهم يرعدون ولا يمطرون
وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون
وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يهضمون
ولكنهم يجيدون فك الحروف ... ولا يقرأون
******
أراهم أمامي وهم يجلسون على بحر من نفط
فلا يحمدون الذي فجر النفط من تحتهم
ولا يشكرون
وهم يخزنون الملايين في بطونهم
ولكنهم دائماً يشحذون ....
******
أنا منذ خمسين عاماً
أحاول رسم بلاد تسمى – مجازاً – بلاد العرب
رسمت بلون الشرايين حيناً
و حيناً رسمت بلون الغضب
وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسي:
إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب
ففي أي مقبرة يدفنون ؟
ومن سوف يبكي عليهم ؟!
وليس لهم بنات . وليس لهم بنون
وليس هنالك حزن
وليس هنالك من يحزنون
*****
أحاول منذ بدأت كتابة شعري
قياس المسافة بيني وبين
جدودي العرب
رأيت جيوشاً .... ولا من جيوش
رأيت فتوحاً .... ولا من فتوح
و تابعت كل الحروب على شاشة التلفزة
فقتلى على شاشة التلفزة .....
وجرحى على شاشة التلفزة .....
و نصر من اله يأتي إلينا
على شاشة التلفزة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:53 am

لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
***
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
***
لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
***
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
***
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا



هاي قصيدة هرة ( أكرهها ) اللي غناها الفنان الرائع كاظم الساهر



أكْرَهُهَا.. وأشْتَهي وَصْلَها
وإنَّني أُحِبُّ كُرْهـي لَهَـا

أُحِبُّ هذا اللؤمَ في عَيِنْها
وزُورَهَا إنْ زوَّرَتْ قَوْلَها

وألمَحُ الكِذْبَةَ في ثَغْرِها
دائرةً.. بـاسِطَةً ظِلَّهـا

عَيْنٌ كعين الذئب مُحْتَـالَةٌ
طَافَتْ أكاذيبُ الهوى حَوْلَها

قد سكَنَ الشيطانُ أحْدَاقَها
وأطفَأتْ شَهْوَتُها عَقْلَهـا

أشُكُّ في شكَّي إذا أقْبَلَتْ
بـاكيةً شـارحةً ذُلَّهـا

فإنْ ترفَّقْتُ بها.. اسْتَكْبَرَتْ
وجرَّرَتْ ضـاحكةً ذَيْلَهـا

إنْ عانَقَتْني كَسَّرَتْ أضْلُعي
وأفْرَغَتْ على فمي غِلَّهـا

يُحِبُّها حقدي.. ويا طَالَما
ودِدْتُ، إذ طَوَّقْتُها، قَتْلَها!!


فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني
عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟
ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً
عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..
من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ
فللخنى والغـواني كـلُّ ما وهبا
وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ
قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ
وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي
على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ
أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟
حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ
ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ
ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي
من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها
نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ
ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:55 am

أنعي لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعي لكم :
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة..
أنعي لكم..
نهاية الكفر الذي قاد إلى الهزيمة.
مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل والأستار، والمقاعد
مالحة أمامنا الأشياء..
يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين..
لأن ما نحسه
أكبر من أوراقنا..
لابد أن نخجل من أشعارنا
إذا خسرنا الحرب ، لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
لأننا ندخلها
بمنطق الطلبة والربابة..
السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا..
أطول من قاماتنا..
خلاصة القضية
توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية...
بالناي والمزمار
لا يحدث انتصار...
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة..
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم..
يصنع السيوف..
يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني..
أن أسمع النباح ...
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما..
تسربوا كالنمل من عيوبنا..
خمسة آلاف سنة ..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب ..
يا أصدقائي :
جربوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسلوا أفكاركم
وتغسلوا الأثواب



عيناك.. عيناك..
الدمع الأسود فوقهما يتساقط أنغام بيان
عيناك وتبغي وكحولي والكأس العاشر أعماني
وانا في المقعد محترق نيراني تأكل نيراني
أأقول احبك يا قمري آه لو كان بإمكاني
فأنا لا املك في الدنيا الا عينيك وأحزاني
سفني في المرفأ باكية تتمزق فوق الشطآن
أأسافر دونك ليلكتي يا ظل الله بأجفاني
يا صيفي الأخضر يا شمسي
يا أجمل اجمل ألواني
هل ارحل عنك وقصتنا أحلى من عودة نيسان
أحلى من زهرة غاردينيا في عتمة شعر إسباني
يا حبّي الأوحد لا تبكي فدموعك تحفر وجداني
فأنا لا املك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني
فأنا إنسان مفقود لا اعرف في الأرض مكاني
ضيّعني دربي
ضيّعني اسمي
ضيّعني آه عنواني
تاريخي مالي تاريخ إني نسيان النسيان
إني مرساة لا ترسو جرح بملامح إنسان
ماذا أعطيك أجيبيني..
قلقي .. الحادي .. غثياني
انا ألف احبك فابتعدي عني
عن ناري ودخاني
فأنا لا املك في الدنيا الا عينيك وأحزاني
................................
ليس هناك في نظري اروع من كلام الشاعر نزار
و لا اجمل و لا اشف من كلماته



التحديات
أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ -على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:57 am

تلومــني الدنيــا

تلومني الدنيا إذا أحببتهُ
كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ
كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ
كأنني أنا التي..
للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..
كأنني.. أنا التي
كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..
قد علّقتُه..
تلومُني الدنيا إذا..
سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..
كأنني أنا الهوى..
وأمُّهُ.. وأختُهُ..
هذا الهوى الذي أتى..
من حيثُ ما انتظرتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ
وكلِّ ما سمعتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ
هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني فاتحاً
يديهِ لي.. رددْتُهُ
وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..
على ستائري..
أراهُ.. في ثوبي..
وفي عطري.. وفي أساوري
أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..
أراهُ منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنهُ
طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
لو أخبروني أنهُ..
سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ
ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ
ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ
لكنتُ قد طردتهُ..
يا أيّها الغالي الذي..
أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
أروعُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني زائراً
بالوردِ قد طوّقتهُ..
وليتني حينَ أتاني باكياً
فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ



طوق الياسمين

شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين

لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين


قارئة الفنجان



جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 3:58 am

أيــــــظـــــن ؟

أيظن أني لعبة بيــــديه ؟
أنا لا أفكر في الرجـــوع إليه
اليوم عاد كأن شيءً لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيــه
ليقول لي إني رفيقة دربــه
وبأنني الحب الوحيد لديـــه
حمل الزهور إلي كيــــف أرده
وصباي مرسوم على شــفتيه
ما عدت أذكر والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديـــه
خبأت رأسي عنده وكأنـــــني
طفل أعادوه إلى أبويــــــه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به رقصت على قدميه
سامحته وسألت عن أخبـــــاره
وبكيت ساعات على كتفيـــــه


وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديــــه
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه
كم قلت إني غير عائدة لــــه
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه.



نزار يهجو صدااااام

--------------------------------------------------------------------------------

مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا الرجال نازلوا الرجال
ولا رأينا مرة آشور بانيبال
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ
أهرام من النعال !!
***
من الذي ينقذنا من حالة الفصام؟
من الذي يقنعنا بأننا لم نهزم؟
ونحن كل ليلة
نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا...
يشحذ من خنادق الأعداء
(ساندويشة)
وينحني .. كي يلثم الأقدام !!
***
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام
جميع ما يمر في حياتنا
ليس سوى أفلام
زواجنا مرتجل
وحبنا مرتجل
كما يكون الحب في بداية الأفلام
وموتنا مقرر
كما يكون الموت في نهاية الأفلام !!
***
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأوهام
فخالد وطارق وحمزة
وعقبة بن نافع
والزبير والقعقاع والصمصام
مكدسون كلهم.. في علب الأفلام
***
هزيمة .. وراءها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب
إذا كان الذين مثلوا
صوروا .. وأخرجوا
تعلموا القتال في وزارة الإعلام !!
***
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء في قارورة
ويأخذ الشمس إلى منصة الإعدام!
***
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا نرجسي عاشق لذاته
ليدعى بأنه المهدي .. والمنقذ
والنقي .. والتقي.. والقوي
والواحد .. والخالد
ليرهن البلاد والعباد والتراث
والثروات والأنهار
والأشجار والثمار
والذكور والإناث
والأمواج والبحر
على طاولة القمار..
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا رجل معقد
يحمل في جيوبه أصابع الألغام
***
ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة
في داخل الأرحام
***
هل النظام في الأساس قاتل؟
أم نحن مسؤولون
عن صناعة النظام ؟
***
إن رضي الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام
فاقرأ على الكتابة السلام !!
***
للأدباء عندنا نقابة رسمية
تشبه في شكلها
نقابة الأغنام !!
***
ثم ملوك أكلوا نساءهم
في سالف الأيام
لكنما الملوك في بلادنا
تعودوا أن يأكلوا الأقلام
***
مات ابن خلدون الذي نعرفه
وأصبح التاريخ في أعماقنا
إشارة استفهام !!
***
هم يقطعون النخل في بلادنا
ليزرعوا مكانه
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !!
***
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا له
مليون تمثال من الرخام !!
***
تقاطعت في لحمنا خناجر العروبة
واشتبك الإسلام بالإسلام
***
بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلام
لم يبق في قاموسنا الحربي
إلا الجلد والعظام
***
طائرة الفانتوم
تنقض على رؤوسنا
مقتلنا يكمن في لساننا
فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام
***
قد دخل القائد بعد نصره
لغرفة الحمام
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !!
***
نموت مجانا كما الذباب في أفريقيا
نموت كالذباب
ويدخل الموت علينا ضاحكا
ويقفل الأبواب
نموت بالجملة في فراشنا
ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى
بأن يفصل الأسباب
نموت .. في حرب الشائعات
وفى حرب الإذاعات
وفى حرب التشابيه
وفى حرب الكنايات
وفى خديعة السراب
نموت.. مقهورين .. منبوذين
ملعونين .. منسيين كالكلاب
والقائد السادى في مخبئه
يفلسف الخراب !!
***
في كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار
يحمل في يمينه الشمس
وفى شماله النهار
ويرسم الجنات في خيالنا
وينزل الأمطار
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا
وتسقط الأسوار !!
***
في كل عشرين سنة
يأتي امرؤ القيس على حصانه
يبحث عن ملك من الغبار
***
أصواتنا مكتومة .. شفاهنا مكتومة
شعوبنا ليست سوى أسفار
إن الجنون وحده
يصنع في بلاطنا القرار
***
نكذب في قراءة التاريخ
نكذب في قراءة الأخبار
ونقلب الهزيمة الكبرى
إلى انتصار !!
***
يا وطني الغارق في دمائه
يا أيها المطعون في إبائه
مدينة مدينة
نافذة نافذة
غمامة غمامة
حمامة حمامة


إغضب

--------------------------------------------------------------------------------

إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 4:09 am

وعدتك ان لا احبك
ثم امام القرار الكبير جبنت
وعدتك ان لا اعود ..... وعدت
وان لا اموت اشتياقا .... ومت
وعدت مرارا
وقررت ان استقيل مرارا
ولا اتذكر اني .... استقلت
وعدت باشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول الجرائد عني
اكيدا ستكتب اني
جننت
اكيدا ستكتب اني
انتحرت
وعدتك ان لا اكون ضعيفاً
وكنت
وان لا اقول بعينيك شعراً
وقلت
وعدت بألا وألا وألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتك ان لا ابالي بشعرك
حين يمر امامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف
صرخت
وعدتكي ان اتجاهل عيناك
مهما دعاني الحنين
وحين رأيتهما تمطراني نجوماً
شهقت
وعدتك ان لا اوجه
اي رسالة حب اليك
ولكنني رغم انفي
كتبت
وعدتك ان لا اكون في اي مكاناً
تكونين فيه
وحين عرفت انك مدعوة للعشاء
ذهبت
وعدتكي الا احبك
كيف .. واين .. وفي اي يوم
وعدت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمدالله اني
كذبت
وعدت بكل برود وبكل غبائي
باحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر قتل جميع النساءِ
واعلنت حربي عليك
وحين رأيت يديك المسالمتين
اختجلت
وعدت بالا والا والا
وكانت جميع وعودي
دخانا وبعثرته في الهواءِ
وعدتكي ان لا اتلفن ليلاً
وان لا افكر فيك حين
تمرضين
وان لا اخاف عليك
وان لا اقدم وردا
وتلفنت ليلا على الرغم مني
وارسلت وردا على الرغم مني
وعدت بالا والا والا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدت بذبحك خمسين مرة
وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي
تاكد اني الذي قد
ذبحت
فلا تاخذيني على محمل الجدِّ
مهما غضبت ومهما فعلت
ومهما اشتعلت ومهما انطفأت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمدالله اني
كذبت
وعدتك ان احسم الامر فورا
وحين رأيت الدموع
تهرهر من مقلتيك
ارتبكت
وحين رأيت الحقائب في الارض
ادركت انك لا تقتلين
بهذه السهوله
فانتي البلاد وانت القبيله
وانتي القصيدة قبل التكون
انتي الدفاتر انتي المشاوير
انتي الطفوله
وعدت بالغاء عينيكِ
من دفتر الذكريات
ولم اكن اعلم اني سالغي
حياتي
ولم اكن اعلم انكِ
رغم الخلاف الصغير انا
واني انتي
وعدتك ان لا احبكي
ياللحماقه ماذا بنفسي
فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمدالله اني
كذبت
وعدت بان لا اكون هنا بعد
خمسه دقائق
ولكن الى اين اذهب
ان الشوارع مغسوله بالمطر
الى اين ادخل
ان مقاهي المدينه مسكونه بالضجر
الى اين ابحر وحدي
وانتي البحار وانتي السفر
فهل ممكن ان اظل
لعشر دقائق اخرى
لحين انقطاع المطر
اكيد اني سارحل
بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح
والى سانزل ضيف عليك
الى ان يجيء الصباح
وعدتك ان لا احبك مثل المجانين
في المرة الثانيه
وان لا اهاجم مثل العصافير
اشجار تفاحك العاليه
وان لا امشط شعرك حين تنامين
ياقطتي الغاليه
وعدتك ان لا اضيع بقيه عقلي
اذا ما سقطتي على جسدي
نجمه حافيه
وعدت بكبح جماح جنوني
ويسعدني باني لا ازل
شديد التطرف حين احب
تمام كما كنت في
السنه الماضيه
وعدتكي ان لا اخبئ وجهي
بغابات شعرك طيله عام
وان لا اصيد المحار
على رمل عينيك طيله عام
فكيف اقول كلاماً سخيفاً
كهذا الكلام
وعيناكِ داري
ودار السلام
وكيف سمحت لنفسي
بجرح شعور الرخام
وبيني وبينك خبزا وملكاً
وسكب نبيذا
وشدو حمام
وانت البدايه في كل شيء
ومسك الختام
وعدتكي ان لا اعود ..... وعدت
وان لا اموت اشتياقا .... ومت
وعدت باشياء اكبر مني
فماذا بنفسي فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد لله اني كذبت



ماذا أقول له لو جاء يسألني

إن كنت أكرهه أو كنت أهواه

ماذا أقول إذا راحت أصابعه

تلملم الليل عن شعري وترعاه

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده

وأن تنام على خصري ذراعاه

غدا إذا جاء أعطيه رسائله

ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي ! هل أنا حقا حبيبته

وهل أصدق بعد الهجر دعواه

أما انتهت من سنين قصتي معه

ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

فكيف نبكي على كأس كسرناه

رباه أشيائه الصغرى تعذبني

فكيف أنجو من الأشياء رباه

هنا جريدته في الركن مهملة

هنا كتاب معا ...كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره

وفي الزوايا ..بقايا من بقاياه

مالي أحدق في المرآة أسألها

بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنني أصبحت أكرهه

وكيف أكره من في الجفن سكناه

وكيف أهرب منه ؟ إنه قدري

هل يملك النهر تغيرا لمجراه

أحبه .. لست أدري ما أحب به

حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض بعض من تخيلنا

لو لم نجده عليها , لاخترعنــاه

ماذا أقول له لو جاء يسألني

إن كنت أهواه , إني ألف أهواه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بتول
ضيفة شرف
ضيفة شرف
بتول


انثى
عدد الرسائل : 2696
العمر : 40
البلد : فلسطين -غزة
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 5:27 am

مشالله عنك
باسل
مجموعة رائعه للشاعر الكبير نزار
بارك الله فيك باسل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحلبي
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى
عمرالحلبي


ذكر
عدد الرسائل : 3974
العمر : 44
البلد : سوريا ( مدينة منبج )
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 7:55 am


باسل

ابداع حقيقي

وتعب وجهد واضح

سلمت يداك

ودمت لنا بخير

والله يعطيك العافية

موضوع رائع ودليل شامل عن الشاعر الكبير نزار قباني

يستحق التثبيت بجدارة

مرة اخرة سلمت يداك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليال
المشرفة العامة للمنتدى
المشرفة العامة للمنتدى
ليال


انثى
عدد الرسائل : 3372
العمر : 43
البلد : الجزائر
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يوليو 10, 2008 2:31 pm


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 2826487630ea3ac51

فعلا ابداع منك يا باسل

مشكور على جهدك

الله يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة يوليو 11, 2008 10:24 am

بتول كتب:
مشالله عنك
باسل
مجموعة رائعه للشاعر الكبير نزار
بارك الله فيك باسل


مشكورة بتول نورتي

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Noor_2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassel.sh
مشرف
مشرف
bassel.sh


ذكر
عدد الرسائل : 1464
العمر : 34
البلد : سوريا - حلب
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله   الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة يوليو 11, 2008 10:27 am

عمرالحلبي كتب:

باسل

ابداع حقيقي

وتعب وجهد واضح

سلمت يداك

ودمت لنا بخير

والله يعطيك العافية

موضوع رائع ودليل شامل عن الشاعر الكبير نزار قباني

يستحق التثبيت بجدارة

مرة اخرة سلمت يداك

مشكور عمر نورت وبارك الله فيك


الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله - صفحة 2 Ward-6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة
» صور نادرة لبيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
» سجل دخولك للمنتدى بشاهدة ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
» احلى ترحيب بالاخ القلب الكبير.....
» أقوى ترحيب بفناننا الكبير حميدو..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عمرالحلبي :: المنتدى :: الاقسام الفرعية :: القسم الأدبي :: قسم الشعر الموزون والدراسات النقدية-
انتقل الى: